كثيرًا ما يشتكى الأزواج من إهمال الزوجة لنفسها بعد الزواج، وعدم اهتمامها بجمالها ورشاقتها ومظهرها.. وكثيرًا ما يرى الرجل زوجته بعد الزواج على كونها ليست الفتاة التي أحبها، بعد أن تغيّرت ملامحها نتاج إهمالها لنفسها بشكل واضح الدلالة، وهي سمة من سمات كثير من السيدات العرب، اللاتي يهملن أنفسهن، فيزداد وزنهن بصورة لافتة، أدت إلى حدوث العديد من المشاكل الزوجية داخل البيوت العربية، ما تسبب – كنتيجة عملية لذلك- في حدوث حالة من الجفاء العاطفي بين الزوجين، ودخول الرجل في علاقات غير شرعية مع أخريات. ومن هذا المنطلق، فإن خبراء وأساتذة علم النفس أكدوا ضرورة أن تنتبه المرأة لهذه المشكلة، وأن تهتم بنفسها بعد الزواج، وألا تهمل جمالها ورشاقتها؛ كي تصبح الأسرة العربية سعيدة، خالية من تلك المشاكل المزعجة بين الطرفين، والتي تؤثر في استمرارية تلك الأسرة وعلى الأطفال. وفي هذا السياق، تقول عميد كلية الدراسات الإسلامية سابقًا، د. عبلة الكحلاوي، إن التمسك بالقيم الإسلامية في فن التعامل بين الزوج والزوجة أبرز الحلول لمواجهة تلك المشكلة، مؤكدة كون الإسلام قد فرض على المرأة أن تتزين وتتجمل لزوجها، وأباح لها كل أنواع الزينة أمام زوجها، وعليه فإنها ملزمة بذلك، كما أن على الزوج أيضًا أن يصبر على زوجته، ويعي أنها مشتتة بين أكثر من مهمة، سواء أعمالها المنزلية أو رعاية الأطفال، وأيضًا عملها إن كانت امرأة عاملة، وعليه فهو مطالب بأن يلتمس لها الأعذار ويساعدها بشكل عام. الزواج وشبح العنوسة ويقول أخصائي الطب النفسي بكلية الطب جامعة القاهرة، د. أحمد عبدالله، إن المرأة العربية تهتم بنفسها قبل الزواج؛ كي تتزوج وتكون مُلفتة للأنظار، لأن لديها قناعة أنها لو لم تفعل ذلك لن تتزوج، ويواجهها شبح العنوسة، خاصة أنها مبرمجة على أن الفرصة والسعادة والحياة بأكملها تدور حول فكرة الزواج، ولكن عقب أن يتحقق لها مرادها وتتزوج بالفعل تفقد اهتمامها بذاتها، وبجمالها ورشاقتها وصحتها، فتتجاهل "الرجيم" الذي كانت تقوم به قبل الزواج، كما تتجاهل أيضًا المحافظة على أسلوب أكلها، وممارسة الرياضة، وهي معذورة في ذلك أيضًا تزامنًا مع تزايد مهامها وأعمال المنزل والأطفال وما إلى ذلك.. مؤكدًا أن معظم الفتيات العربيات يتجملن كي يتزوجن، وليس حبًا في الجمال ذاته، ولذلك فإن المرأة العربية لما تتزوج تهمل جمالها ورشاقتها؛ لأن هدف الزواج قد تحقق. المشاركة الزوجية وأوضحت خبيرة العلاقات الزوجية والطب النفسي، د. فاطمة الشنواني، أن الزوجة المصرية عليها الكثير من الأعباء والمسؤوليات والواجبات والضغوط أيضًا، كالعمل وتربية الأطفال والواجبات المنزلية، وكل هذه الأشياء تجعل المرأة منشغلة طوال الوقت، ومن ثم فليس لدى المرأة الوقت الكافي للاهتمام بنفسها وشكلها وجسمها، أو حتى الاهتمام بزوجها. وأضافت : إن إهمال الزوجة لنفسها بعد الزواج يرجع أيضًا إلى عدم تعاون الزوج معها، وتحمل المرأة كافة أعباء المنزل، فعدم المشاركة الزوجية يجعل المرأة لا تمتلك وقتًا؛ لكي تهتم بنفسها، فالوقت يجعل المرأة قادرة على أن تهتم بجمالها، وجسمها وأناقتها، وملابسها، مؤكدة في السياق ذاته أن الحياة الزوجية قائمة على التعاون والمشاركة بين الطرفين، وعدم التعاون يجعل المرأة تشعر بأنها وحيدة في المجتمع. الزوج المتعاون أشارت خبيرة العلاقات الزوجية والطب النفسي، د. فاطمة الشنواني إلى أن الأبحاث أكدت أن الزوج المتعاون مع زوجته علاقته الزوجية أفضل بكثير من الزوج غير المتعاون، فالمرأة الغربية نجدها مهتمة بنفسها بعد الزواج لتعاون الزوج معها في مسؤوليات المنزل، مُضيفة أنه قد يكون أحد أسباب عدم اهتمام المرأة بنفسها، أنها غير سعيدة في علاقاتها الزوجية، فالمرأة التعيسة غير قادرة على الاهتمام بجمالها.