ودعت اليمن اليوم الناقد والأديب الكبير عبد الله علوان الذي غيبه الموت بعد صراع طويل مع المرض، ليطوي بذلك مشوار ثلاثة عقود من تجربة حافلة بالعطاء الإبداعي في خدمة الأدب والشعر والفكر والثقافة اليمنية. وقد أدى رحيل الفقيد إلى انقسام وحالة حزن عميق في الوسط الثقافي والشعري اليمني، حيث اتهم شعراء ومثقفون الجهات المختصة ممثلة بوزارة الثقافة واتحاد الأدباء والكتاب، بإهمال الحالة المرضية للناقد والشاعر الكبير علوان، مؤكدين أنَّ الجهات المعنية لم تستجب لكل تلك النداءات والمناشدات التي أطلقوها لسرعة التدخل لإنقاذ حياة الشاعر، من خلال منحة علاجية في خارج الوطن ، نظرا لخطورة الحالة الصحية الحرجة التي كان يمر بها، والتي تسببت في بتر احدي قدميه بعد إصابته بغرغرينا كانت تتمدد وتتوسع ، وفقاً لوكالة أنباء الشعر العربي. وفي أول تعليق له على هذا رحيل الأديب علوان ، دعا وزير الثقافة الدكتور عبد الله عوبل، رئيس مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية إلى إعطاء الرعاية الكاملة لأسرة الراحل بالنظر إلى ما قدمه عبد الله علوان من أعمال إبداعية جليلة ، واصفاً وفاة علوان ب «الخسارة الفادحة». وأشار إلى أنَّ اليمن خسرت بهذا الرحيل قامة كبيرة من قامات الأدب والإبداع والثقافة ، موضحاً أنَّ رحيل عبد الله علوان يمثل خسارة كبيرة على الساحة الأدبية والنقدية في اليمن، حيث كان للراحل إسهامات نقدية رائدة في تطوير النقد الأدبي في اليمن وإسهامات بارزة في تفعيل مجالات الإبداع من شعر وقصة ومسرح وفن تشكيلي في اليمن. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن الوزير عوبل قوله : «لقد قدم الفقيد خلال حياته أعمالا رائعة وكان متابعا متميزا وناقدا بارعا لما يصدر في المشهد الثقافي اليمني في مجالات القصة والشعر، وكان له إسهاماته البارزة في الأخذ بأيدي الكثير من المبدعين الشباب ، بل أن عدد كبير منهم والذين صاروا اليوم من الأدباء المشهورين كان علوان من أخذ بأيديهم إلى النور». وأشار الوزير إلى التجربة النقدية الرائدة للراحل منذ سبعينيات القرن الماضي ، مؤكداً أنَّ الوزارة تكفلت بكافة نفقات المستشفى وقدمت ما تستطيع تقديمه وفق إمكانات الوزارة ، كما أكد التزام الوزارة بطباعة كافة أعمال الراحل وكتاباته النقدية والإبداعية المختلفة. من جانبها، أكدت أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين نائب وزير الثقافة الشاعرة هدى أبلان ، أن رحيل الكاتب والناقد الكبير عبد الله علوان يمثل خسارة فادحة للمشهد الثقافي اليمني نظير ما قدمه الراحل من أدوار وطنية وفكرية أثرت الحياة الثقافية. وقالت : «لقد كان علوان رقماً مهماً ونقابياً نوعياً أسهم في مراحل الاتحاد المختلفة ومحطاته التاريخية وما تزال مآثره شاهدة على هذه الأدوار العظيمة». وأضافت أبلان : «رحل عبد الله علوان جسداً وبقي ذكرى خالدة في ذاكرة الوطن والأجيال المتعاقبة وعنواناً بارزاً لمرحلة من الرجال الأفذاذ المحترمين الذين أعطوا الوطن الكثير ولم يبخلوا عليه». وأكدت أنَّ الاتحاد إذ يرثي هذا الغياب الفاجع ليأمل أن تقوم الدولة بدورها المفترض في رعاية المبدعين وتأمين أوضاعهم الصحية كما ينبغي. والفقيد يعد قامة إبداعية كبيرة وهو شاعر وناقد وقاص، يعد من أكثر نقاد الأدب معاصرة لأجيال تعاقبت في المشهد الثقافي في اليمن, وهو من أعطى وأنتج نقدا ومعرفة واهتماما نوعيا بتجارب متجاورة لأجيال من المبدعين اليمنيين على مدى عقود مضت.