قتل اربعة اشخاص بينهم صحافية الجمعة في مواجهات في القاهرة بين الامن المصري ومؤيدي الرئيس محمد مرسي الذين تظاهروا في مدن عدة احتجاجا على قرار المشير عبد الفتاح السيسي قائد الجيش السابق الترشح للانتخابات الرئاسية. واندلعت مواجهات بين المتظاهرين مع قوات الامن تارة ومع معارضين لهم تارة اخرى عبر البلاد خاصة في القاهرةودمياطوالمنيا، واصيب اربعة في تلك الاشتباكات بحسب مسؤول طبي. ذكر مسؤول امني ان اربعة اشخاص قتلوا بالرصاص بينهم الصحافية ميادة أشرف التي تعمل في صحيفة الدستور المحلية الخاصة في اشتباكات بين الشرطة ومؤيدي مرسي في منطقة عزبة النخل في حي عين شمس شمال شرق القاهرة. واكد الموقع الالكتروني للصحيفة مقتل الصحافية. وقتلت ميادة بطلق ناري في الرأس، بحسب المسؤول الامني. وقتل ثلاثة اشخاص اخرون واصيب عشرة في تلك الاشتباكات بحسب المسؤول الامني. واوضح المصدر الامني ان اثنين من الضحايا الثلاثة قتلا بالرصاص في الرأس والصدر فيما قتلت سيدة بطعنات متفرقة في الجسد. وبخلاف ميادة، قتل تسعة صحافيين اثناء تأدية عملهم في مصر منذ الثورة الشعبية التي اطاحت بالرئيس المصري الاسبق حسني مبارك في شباط/فبراير 2011، بحسب تقرير للجنة حماية الصحافيين. وقتل ستة منهم في العام 2013. واعلن المشير عبد الفتاح السيسي الاربعاء عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المتوقع اجراؤها في ايار/مايو المقبل، والمتوقع ان يفوز فيها بسهولة. والسيسي هو الذي قاد عملية عزل مرسي في الثالث من تموز/يوليو الفائت اثر تظاهرات شارك فيها الملايين مطالبين برحيل الرئيس الاسلامي. واعتبر الاسلاميون عزل مرسي "انقلابا". وتظاهر انصار مرسي استجابة لدعوة "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" الذي تقوده جماعة الاخوان المسلمين لهم في بيان له الخميس تحت شعار "معا للخلاص". وقال البيان "تأكد ما قلناه منذ تسعة شهور وسقط القناع الزائف من على وجه قائد الانقلاب المنفذ له والمشارك في التخطيط له مع أعداء مصر"، في اشارة الى السيسي الذي رأت الجماعة انه قرر بالترشح ل"رئاسة الدم". وتقول جماعة الاخوان المسلمين ان السيسي قاد "انقلابا عسكريا" ضد مرسي لكن الجيش يقول انه استجاب لرغبة الملايين من المصريين الذي نزلوا للشوارع احتجاجا على مرسي الذي قضى سنة واحدة في الحكم . وفي القاهرة، اوردت وكالة انباء الشرق الاوسط ان الامن المصري اطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين في حي مدينة نصر (شرق العاصمة) وحي الهرم (غرب القاهرة) وحي حلوان (جنوبالقاهرة). وفي سكن الطلاب الخاص بجامعة الازهر بؤرة تظاهرات الطلاب الاسلاميين بالقاهرة فرد عليهم الأمن باطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع عليهم. وفي محافظة البحيرة (شمال دلتا النيل)، نظم رافضي الانقلاب سلاسل بشرية حملوا فيها صوره ولافتات مناهضة للسيسي، بحسب الوكالة الرسمية. وفي محافظة دمياط (شمال الدلتا) وقعت اشتباكات بين المتظاهرين الرافضين لترشح قائد الانقلاب والامن جرى خلالها القاء القبض على عشرة من المتظاهرين الاسلاميين المناصرين لمرسي. وفي محافظة الفيوم (جنوبالقاهرة)، أشتبك الامن المصري مع المتظاهرين من انصار مرسي بعد خروج تظاهرات مناهضة لترشح السيسي للرئاسة. وفي مدينة بورسعيد على قناة السويس شرق البلاد، اضرم مجهولون النيران في اعلان انتخابي للمشير السيسي، بحسب الوكالة الرسمية في البلاد. وقالت مصادر امنية ان الشرطة القت القبض على 28 رافضا لترشح قائد الانقلاب ضبط معهم منشورات مناهضة للجيش والشرطة. وافاد خالد الخطيب رئيس وحدة الرعاية الحرجة بوزارة الصحة فرانس برس ان اربعة اشخاص اصيبوا في مواجهات في محافظة دمياط شمال البلاد. ولم يكن الشارع حكرا على معارضي السيسي الجمعة، حيث تظاهر مؤيدون له دعما لقراره بالترشح للرئاسة. ورفع مؤيدو السيسي صوره واعلاما لمصر في ميدان التحرير وفي محافظة الاسكندرية الساحلية على البحر المتوسط (شمال البلاد). ومنذ الصباح الباكر، اتخذ الامن المصري اجراءات امنية قرب المقار الحكومية وفي الميادين الرئيسية في العاصمة القاهرة وفي عدد من المحافظات، حسبما ذكر التليفزيون الرسمي. واتخذت اجراءات تامينية مماثلة في مدينة المنيا (جنوبالقاهرة) والتي شهدت مطلع الاسبوع احكاما بالاعدام على 528 مناصرا لمرسي. واثارت احكام الاعدام غير المسبوقة تلك انتقادات دولية. واعتبرت الاممالمتحدة هذه الاحكام "انتهاك للقانون الدولي لحقوق الانسان". الى ذلك، ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط ان لجنة الانتخابات الرئاسية ستعلن "كافة القرارات المتعلقة بعملية الانتخابات الرئاسية ومواعيد إجراء الانتخابات" الاحد المقبل في مؤتمر صحافي. ومن المتوقع ان ينافس السيسي اليساري حمدين صباحي الوحيد الذي اعلن اعتزامه خوض السباق الرئاسي. لكن فرص السيسي الرجل الاقوى في البلاد والذي يراه عدد كبير من المصريين بطلا شعبيا تبدو اكبر بكثير. واعلن السيسي نفسه قرار الجيش المصري اطاحة الرئيس الاسلامي محمد مرسي في الثالث من تموز/يوليو الفائت اثر احتجاجات شعبية حاشدة عبر البلاد. ومنذ ذلك الحين، تشن السلطات المصرية حملة واسعة على انصار مرسي خلفت نحو 1400 قتيل معظمهم من الاسلاميين، بحسب منظمة العفو الدولية. في المقابل، قتل اكثر من مئتين من افراد الامن من الشرطة والجيش في هجمات لمسلحين عبر البلاد. وفي كانون الاول/ديسمبر الماضي، اعتبرت الحكومة المصرية جماعة الاخوان المسلمين "تنظيما ارهابيا"، وهي تهمة تنفيها الجماعة التي تؤكد ان انشطتها سلمية.