أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني, أمس, محادثات في الخرطوم مع الرئيس السوداني عمر البشير, في إطار أول جولة عربية له منذ تولي الحكم صيف العام الماضي, بدأت من الأردن وتشمل الجزائروتونس أيضاً. وبث تلفزيون السودان الرسمي لقطات مباشرة لوصول أمير قطر حيث كان في استقباله الرئيس السوداني, وعدد من المسؤولين الحكوميين. وفي بيان نشر عقب وصول الشيخ تميم إلى الخرطوم, قال أمير دولة قطر إن زيارته "تأتي تأكيدا على حرص البلدين على التشاور والتنسيق المستمر بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمها تطورات الاوضاع على الساحتين العربية والإقليمية فضلا عن سبل دعم وتعزيز علاقات الأخوة والتعاون الوطيدة بين السودان وقطر". وأعرب الشيخ تميم عن أمله في أن تشهد علاقات البلدين مزيدا من التطور والتقدم, قائلا "أتمنى أن يوفقنا الله جميعا لما فيه مصلحة وخير شعبينا الشقيقين وأمتنا العربية والإسلامية". وقال وزير المالية السوداني بدر الدين محمود إن قطر ستودع مليار دولار في البنك المركزي السوداني في اطار حزمة مساعدات تشمل استثمارات قطرية في مشروعات بقطاعي الزراعة والطاقة. من جهته, رحب وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم, بزيارة أمير قطر والوفد المصاحب له, معربا عن أمله في أن تسهم الزيارة في تعزيز العلاقة بين البلدين. وأوضح عثمان أن البشير والشيخ تميم بحثا خلال اللقاء "العلاقات الثنائية وآفاق التعاون المشترك بين الخرطوموالدوحة في مقدمها الاقتصاد, وقضية إقليم دارفور" المضطرب منذ العام 2003. وقبيل مغادرته, تم عقد جلسة مباحثات رسمية بين أمير قطر والرئيس السوداني, في قاعة الصداقة بمدينة الخرطوم, جرى خلالها البحث في السبل الكفيلة بدعم وتطوير العلاقات بين البلدين. وفي نهاية الزيارة, قلد الرئيس السوداني, أمير قطر "قلادة الشرف", تقديراً للعلاقات المميزة بين البلدين. ومن المقرر أن يواصل الشيخ تميم بن حمد جولته العربية لتقوده إلى الجزائروتونس. وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية, مساء أمس, أن أمير قطر وصل الجزائر في زيارة تستمر يومين, بدعوة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وأضافت أن هذه الزيارة ستكون "فرصة مناسبة" سيتباحث خلالها بوتفليقة مع أمير قطر بشأن "سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين, والوسائل الكفيلة بتدعيمها وتطويرها في شتى المجالات, بما يخدم تطلعات الشعبين الشقيقين". ولفتت إلى أن هذه الزيارة ستشكل كذلك "فرصة لمواصلة التنسيق والتشاور بين الزعيمين, وتبادل وجهات النظر بشأن مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". كما يتوجه الشيخ تميم بعد زيارته الجزائر إلى تونس في زيارة رسمية يجري خلالها محادثات مع قادة ذلك البلد. وتعد هذه أول زيارة يقوم بها أمير قطر إلى الأردن والسودان والجزائروتونس, منذ توليه مقاليد الحكم في يونيو من العام الماضي. كما تعد هذه ثاني جولة لأمير قطر منذ توليه مقاليد الحكم بعد جولة خليجية قام بها في أكتوبر الماضي, وزار خلالها كلاً من الكويت والبحرين وسلطنة عمان والإمارات, وذلك قبل وقوع الأزمة الخليجية – القطرية على خلفية سحب سفراء الرياض وأبو ظبي والمنامة من الدوحة في الخامس من شهر مارس الماضي.