أعلن الائتلاف السوري المعارض، اليوم الأربعاء، أن ثوار الداخل هم الأقدر على تقدير الظروف، وذلك في أول تعليق رسمي له على "هدنة حمص" التي بدأ تطبيق بنودها فعلياً اليوم. وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، قال بدر جاموس الأمين العام للائتلاف، إن حمص وقعت خلال عامين ضحية تدمير شامل ومبرمج ووحشي من قبل قوات النظام إضافة إلى تهجير مطلق وتجويع للسكان بهدف الإركاع، مشيراً إلى أن ثوار الداخل هم الأقدر على تقدير الظروف. وأضاف بالقول "كان لا بد من أن يعمل الثوار في كل سوريا على فك الحصار عن حمص وبأية وسيلة"، في إشارة إلى قبول "الهدنة"، التي أبرمت مؤخراً بين قوات النظام والمعارضة برعاية أممية. وقضت الهدنة بحسب مصادر في المعارضة، بالخروج "الآمن" لأكثر من ألف مقاتل تابع للمعارضة من أحياء حمص المحاصرة من قبل قوات النظام، وفك الحصار عن بلدتين مواليتين للنظام هما "نبل" و"الزهراء" بريف حلب الشمالي، إضافة إلى الإفراج عن أسرى لدى الطرفين. وحيّا جاموس أهالي الأحياء المحاصرة على صمودهم الذي وصفه ب"الأسطوري"، في ظل الإمكانات المتواضعة لديهم من شح للإمدادات والدعم والهجمة الكبيرة من قوات النظام والمقاتلين الإيرانيين وحزب الله اللبناني والميليشيات العراقية والشبيحة، وهي ميليشيا مسلحة موالية للنظام. وأعلنت شبكة "سوريا مباشر" (تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة)، في وقت سابق من اليوم، أن 222 مقاتلاً من أحياء مدينة حمص المحاصرة من قبل قوات النظام منذ 22 شهراً، وصلوا إلى بلدة "الدار الكبيرة" بريف المحافظة الشمالي. وذلك كدفعة أولى من "الخروج الآمن" لمقاتلي المعارضة، الذي قضت به "هدنة حمص". وذكرت التنسيقية، أن عدد الذين سيتم إجلاؤهم من مدينة حمص يبلغ 1925 شخصاً، 600 منهم من المدنيين والباقي من مقاتلي المعارضة. وتحاصر قوات النظام منذ أكثر من 22 شهراً 13 حياً في مدينة حمص، يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وبدأت تلك القوات حملة عسكرية جديدة لاقتحامها أبريل/نيسان الماضي، ونجحت في التقدم بشكل محدود فيها. وقال ناشطون من حمص، في تصريحات سابقة لمراسل "الأناضول"، الجمعة الماضي، إن اتفاقاً لوقف إطلاق النار برعاية الأممالمتحدة دخل حيز التنفيذ ظهر اليوم نفسه، يفضي في نهايته لانسحاب آمن لقوات المعارضة من الأحياء التي تحاصرها قوات النظام. ولحمص، أكبر محافظة سورية من حيث المساحة وأول المحافظات الثائرة ضد حكم الأسد منذ مارس/آذار 2011، أهمية استراتيجية كونها تتوسط البلاد وتشكل عقدة طرق بين أنحائها، كما أنها صلة الوصل بين منطقة الساحل التي ينحدر منها بشار الأسد ومركز ثقله الطائفي، مع العاصمة دمشق. ويقول معارضون إنه من دون حمص لا يستطيع النظام إعلان دويلة "علوية" له، ضمن أي سيناريو محتمل لتقسيم البلاد على أساس طائفي، أو في حال فشله في بسط سيطرته مرة أخرى على كامل أنحاء البلاد.