حذر تقرير بريطاني من تطور التهديد الإرهابي في سيناء المصرية في السنوات الثلاث الماضية التي أعقبت سقوط نظام الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك في احتجاجات شعبية، وإلى اليوم. ويتناول التقرير الذي تم عرضه أمام مجلس العموم البريطاني ليلة الأربعاء الخميس بحضور أكاديميين وباحثين وممثلي وسائل الإعلام في بريطانيا قضايا الأمن والتهديد الإرهابي القادم من شبه جزيرة سيناء. وأشار التقرير الذي أعده مركز هنري جاكسون للدراسات البريطاني إلى أن سيناء أصبحت قبلة الجهاديين من مختلف التنظيمات الإرهابية الإقليمية المتفرعة عن القاعدة الأم، مثل القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ، والقاعدة في جزيرة العرب ، والدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام، وحركة الشباب الصومالية ، إضافة إلى متطوعين للقتال من دول عربية واسلامية عديدة أخرى. ويقيم التقرير وجود تنظيم القاعدة في سيناء والعلاقات الناشئة بين الجماعات الجهادية والمحليين ونجاح وفشل الجهود العسكرية الأخيرة للجيش المصري في مواجهة هذا التهديد. وكشف التقرير البريطاني الذي يرصد تنامي النشاطات الإرهابية في سيناء، عن وجود مؤشرات قوية تؤكد تدفق المقاتلين الأجانب والأسلحة إلى سيناء مع ما يمثله ذلك من تهديد الدولة المصرية وإسرائيل، لافتاً إلى أن العناصر الارهابية باتت أكثر تنسيقا وتطورا من أي وقت مضى. وقال التقرير إن «هناك أيضا دلائل قوية تشير الى تمركز تنظيم القاعدة في سيناء وان التنظيمات الأخرى للقاعدة مثل القاعدة في جزيرة العرب والدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام تحاول شق طريقها إلى شبه جزيرة سيناء». ولفت إلى انتقال مقاتلين أجانب من اليمن والصومال والسودان والجزائر وليبيا والسعودية وسوريا وأفغانستان إلى سيناء للانضمام إلى الجماعات المسلحة. ونوه التقرير بشكل رئيسي إلى ارتفاع معدل الهجمات منذ عزل الجيش المصري بقيادة وزير الدفاع السابق والمرشح للرئاسة في مصر المشير المستقيل عبدالفتاح السيسي الرئيس محمد مرسي عن السلطة في منتصف عام 2013. وقال إن «عزل مرسي أثار زيادة في هجمات المتشددين تشكل 15 ضعفا» ، موضحا أنه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2014 ارتفع معدل الهجمات ستة أضعاف مقارنة بنفس الفترة من العام 2013. وفي ما يتعلق بنوع الهجمات التي يتم تنفيذها من التنظيمات الإرهابية أشار التقرير الصادر في لندن إلى أنها أصبحت أكثر تنظيما وتطورا مع مجموعات متزايدة من المتشددين الذين يستخدمون شبه جزيرة سيناء كنقطة انطلاق لاستهداف البر المصري. ورجح التقرير أن تشهد الشهور المقبلة من العام 2014 وعلى نحو متزايد في العاصمة القاهرة وغيرها من المدن الكبرى هجمات بالقنابل والمتفجرات. ولاحظ التقرير ،متحدثا عن الأسلحة التي تمتلكها الجماعات المسلحة أنها (الأسلحة) مهربة من خلال طرق التهريب من ليبيا والسودان وإيران. وبيّن التقرير أن العمليات العسكرية الأخيرة في سيناء على الرغم من الاعتقالات الناجحة ومقتل عدد من المتشددين فإنه لا يبدو أنها تمكنت من كبح فعال للتهديد الإرهابي في سيناء. ويقول أورين كيسلر المشارك في التقرير إن «الجماعات الجهادية السلفية المتشددة وبعضها من الخارج تستخدم بشكل متزايد شبه جزيرة سيناء كقاعدة رئيسية للعمليات». وأفضى التقرير إلى القول إنه «مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في مصر، فإن الهجمات ضد شخصيات سياسية وعسكرية في مصر سترتفع»، مؤكدا أنها تشكل الآن تهديدا أكبر من أي وقت مضى.