بأبى أنت وأمى.. بمالى وأبنائى وأهلى.. بدمى وقلبى وروحى.. بكلمتى ورسالتى أفديك يا رسول الله.. غير أنك -صلى الله عليك وسلم- لستَ بحاجة إلى من يرد عنك إساءةَ سفيهٍ، أو جريمةَ جاهلٍ.. رسالتك السماوية الخاتمة هى أبلغ رد.. فالسماء الشاهقة لا تصيبها سهام من يقطنون جحور الأرض! بعلمى المحدود.. أعرف أنك غاضب.. غاضب ممن غابت عنهم سماحة رسالتك، فحاولوا الرد بالنار والدم.. لا تغضب يا سيدى، فالإسلام فى محنة.. غاب الدين المعتدل من قلوب البعض.. وتاهت بوصلة الهدى فى أعين آخرين.. وتصدر الدعوةَ من لم تملأ أعماقهم سماحةُ ورحمة الإسلام، ومن ظنوا أنك تركت فينا ذقناً ومسواكاً وجلباباً فحسب.. ونسوا أنك تركت فينا قرآناً خالداً وسنة نبوية تُعلى شأن الإنسان فى كل زمان ومكان. بإحساسى البشرى أشعر أنك -يا سيد الخلق- حزين.. حزين لأننا نسهم ليل نهار فى الإساءة لدعوتك السماوية ولهديك النبوى.. نعم -يا سيدى- نحن الذين نجعل أعداء الإسلام يسيئون لك.. لم نعد -يا سيدى- تعبيراً صادقاً عمَّا تركته بيننا.. بل أصبحنا سبباً يبرر للسفهاء الهجومَ واصطياد الأخطاء والخطايا.. وأخطاؤنا كثيرة وخطايانا أكثر! اسمح لنا -يا سيد الخلق- أن نعتذر لك.. واسمح لنا أن نطلب منك الشفاعة لنا عند الله، عز وجل، أن يسامحَنا.. فلا شفيع لنا غيرك.. ولأننا جميعاً مخطئون نحاول اليوم أن نرد على سفاهات الجاهلين بالكلمة.. الفكر بالفكر.. الرأى بالرأى.. والرسوم قصاص.. لعل هذا الجهد البشرى المتواضع يخفف غضبك وحزنك.. فأنت الرحمة المهداة.. وأنت -صلى الله عليك وسلم – الأعلى.. ولا شىء مهما عظم يسىء لمن ختم رسالات الخالق، ومن خاطبه ربه سبحانه وتعالى بقوله: «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» «القلم: 4». *صحفي وإعلامي مصري