شهدت مداخل مدينة عمران ومحيطها مساء أمس مواجهات بين قوات الجيش التابعة للمنطقة العسكرية السادسة ومحور سفيان واللواء 310 مدرع وبين مليشيا جماعة الحوثي المسلحة وُصِفت بأنها الأعنف منذ بدء المواجهات. وقالت صحيفة «أخبار اليوم» في عددها الصادر اليوم إنه وبعد يوم من الترقُّب الحذر والهدوء الذي خيَّم عليه شبح الحرب نهاراً انفجرت المواجهات تباعاً في الساعات الأولى من الليلة الماضية وحتى فجر اليوم الأربعاء بعد أن قام مسلحو الحوثي بشنِّ اعتداء على نقطة الضبر ومواقع الجيش في جبل الجنات من المحشاش شمال المدينة بالتزامن مع زحف قام به مسلحو المليشيا من جهتين على نقطة الورك العسكرية وموقع سودة عدان المتاخم لمبنى المجمع الحكومي شرق المدينة من مناطق قهال والدربين وبيت الضلعي وبني زيد وبيت عامر شرق وجنوب المدينة. وفي الأثناء اندلعت المواجهات في خط الأربعين الشمالي بعد أن شنت مليشيا الحوثي التي تمركزت في بيت شبيل وبيت السلطان وبيت بادي والمآخذ غرب المدينة هجمات على مواقع الجيش ما دفع الجيش للرد القوي على مصادر النيران من مواقعه العسكرية كافة. وأكدت الصحيفة أن المواجهات استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدفعية وصواريخ جراد " كاتيوشا" والرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون التي هزت المدينة وأضاءت نيرانها الجبال والأحياء في محيط المدينة بشكل غير مسبوق. إلى ذلك قالت وكالة فرانس برس إن 13 مدنيا، بينهم 5 أطفال وامرأتان، قتلوا في معارك عنيفة دارت في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء في مدينة عمران ، حسبما أفاد مصدر طبي في المدينة. وأكد المصدر أن جثث 13 مدنيا، بينهم 5 أطفال وامرأتان، وصلت إلى المستشفى ، مشيرا إلى ان الضحايا قتلوا في تبادل لإطلاق النار بين الجيش والمتمردين الحوثيين في شمال غرب مدينة عمران. وكشف مصدر يمني اليوم الأربعاء عن أن 118 جنديا بينهم ضباط قتلوا وأصيب 450 آخرون منذ بدء المواجهات بين وحدات عسكرية ومسلحي جماعة الحوثي في محافظة عمران (50 كم) شمال صنعاء. ونقلت وكالة أنباء شينخوا عن المصدر الذى رفض ذكر اسمه، قوله إن المواجهات التي اندلعت بين وحدات عسكرية ومسلحي جماعة الحوثي التي تريد السيطرة على محافظة عمران في 19 من مايو الماضي وحتى اليوم ما تزال مستمرة رغم جهود الوساطة, مخلفة مئات الضحايا من الجانبين. وأكد أن 118 جنديا وضابطا قتلوا في المواجهات على يد مسلحي الجماعة وان نحو 450 جنديا وضابطا اصيبوا ويتلقون العلاج حاليا في مستشفيات صنعاء, بينهم قادة عسكريون تم اسعافهم لخارج البلاد بسبب الاصابات الخطيرة. وحسب المصدر فان جماعة الحوثي تتحفظ على عدد قتلاها, وانه تم رصد نحو ست سيارات نوع "شاص" يوم الثلاثاء فقط محملة بجثث لمسلحي الجماعة من جميع جبهات القتال بعمران, وهي في طريقها باتجاه محافظة صعدة معقل الجماعة. وأضاف : «شبة يوميا, يتم رصد سيارات تنقل جثث لمسلحي الجماعة وهي في طريقها باتجاه صعدة ومناطق تحت سيطرة الجماعة بعمران, كحرف سفيان وغيرها». وعلى صعيد متّصل شهدت مدينة عمران نهار أمس أكبر موجة نزوح للسكان منذ بداية المواجهات وقدرت مصادر محلية نزوح نحو 40 ألف نسمة من المدينة ومحيطها خلال الأسبوع الأخير, من بينهم نحو عشرين الف نسمة نزحوا خلال الساعات ال48 الماضية التي تلت الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار. وأوضحت مصادر محلية أن معظم النازحين اتجهوا جنوباً وشرقاً بعد أن تم فتح خط عمرانصنعاء في اتجاه واحد لخروج النازحين, فيما ظلت بقية مداخل المدينة مغلقة في بقية الاتجاهات بسبب مخاوف القنص والنيران المتقطعة طوال اليوم. من جانبها أكدت مصادر استمرار مليشيا الحوثي في اختطافات المارِّين في الطرق، موضحةً أن مليشيا الحوثي اختطفت يوم أمس ثلاثة أشخاص من أبناء أرحب يسكنون مدينة ريدة عندما كانوا في الخط الرئيسي بمنطقة ذيفان وأن المختطَفين هم: عبد الرقيب صالح التام ومحمد محمد السيلة و شقيقه أبراهيم محمد السيلة. وفي بني صريم إحدى مديريات شمال عمران قامت مليشيا الحوثي المسلحة في عُزلة بني غثيمة منطقة " الكروي بجمدان" باستحداث نقطة مسلحة تم رفعها بعد ساعات بعد أن حاصر أبناء المنطقة النقطة الحوثية وبعد اشتباكات أسفرت عن بعض الإصابات وفق المصادر. واقتحمت المليشيا مدرسة هائل سعيد بالدقراري غرب السجن المركزي وحولتها الى معسكر بداخله اكثر من 80 مسلح حوثي ، كما حاولت المليشيا اقتحام مدرسة الخير ببيت الفقيه الامر الذي لاقى اعتراض شديد من قبل المواطنين وتجمعوا بداخل المدرسة ولم تثنيهم تهديدات مليشيا الحوثي من حماية مدرستهم. وفي بير عايض وشبيل وبيت بادي وجهت مليشيا الحوثي انذارات للمواطنين بإخلاء بيوتهم حيث ذكر سكان محليون هناك انهم يتعرضون لتهديدات وضغوطات من قبل المليشيا بإخلاء المنازل لتتمكن المليشيا من التمترس بداخلها وقنص قوات الجيش والامن في هذه المناطق. كما اختطفت المليشيا مساء أمس أربعة من طلاب الثانوية العامة من مديرية شهارة اثناء سفرهم إلى مناطقهم بعد اكمال الامتحانات اليوم حيث اختطفت كل من عبدالله قاسم جعفر وعلي حميد دنمه واثنين اخرين من زملائهم لم يتسنى للموقع من معرفة اسمائهم، كما واختطفت المليشيا 8 من طلاب حجور الذين اكملوا اختبار الثانوية اليوم بمدينة عمران اثناء عودتهم الى بلادهم. هذا وتدخل محافظة عمران يومها الحادي عشر في ظلام دامس جراء ضرب مليشيا الحوثي لأبراج الكهرباء ومنع الفرق الفنية من اصلاحها . ويعاني المواطنون بعمران من نقص حاد بالمواد الغذائية والتموينية جراء الحرب والحصار الذي تفرضها المليشيا المهاجمة على مدينة عمران ومحيطها وسط صمت مطبق ومحير من كل الذين يعنيهم الشأن الانساني. واستمرت الاعتداءات والهجوم والقصف من قبل المليشيا المعتدية طوال اليومين الماضيين رغم مسرحية وقف اطلاق النار التي ذكرت وكالة سبأ انها تمت بإشراف وزير الدفاع. كما صعدت المليشيا من هجماتها في المحشاش شمالا وخط الاربعين غربا مستخدمة كل انواع الاسلحة وقصفت بالمدفعية والاسلحة المتوسطة على سودة عدان في المدخل الجنوبي للمدينة. كما قصفت المليشيا نقطة الضبر الامنية من منطقة بني زيد وقهال وضربت مواقع للجيش بجبل ضين بعدد من القذائف من منطقة الفقاسة ببني ميمون. ما دفع قوات الجيش الى الرد وتكبيد المليشيا المعتدية خسائر كبيرة في الارواح والمعدات , حيث شوهدت جثث لمسلحي الحوثي مرمية غرب مدينة عمران لم يتمكنوا من اخلائها. وفي السياق قال موقع «عمران نت» نقلا عن سكان محليون بمدينة حوث، إنهم شاهدوا سيارتين نوع هيلكس قادمة من عمران ومتجهة إلى محافظة صعدة وهي تحمل عدد من جثث مسلحي الحوثي الذين يهاجمون مدينة عمران ومحيطها. وتمر مليشيا الحوثي المهاجمة بمأزق النزيف الهائل من القتلى والجرحى والاليات المدمرة حيث تم تدمير مدفع اخر ببني الزبير كانت الميليشا تستخدمه لضرب مواقع الجيش في جبل ضين وقتل طاقمه بالكامل. وتحاول المليشيا الدفع بمقاتلين جدد الى المنطقة حيث ذكر سكان محليون أن 23 سيارة محملة بالمسلحين وصلت الى محيط مدينة عمران أمس قادمة من محافظة صعدة. إلى ذلك نظِّم صباح اليوم مجموعة من نساء وأطفال محافظة عمران وقفة احتجاجية أمام مجلس الوزراء منددين بما تعيشه المحافظة من أوضاع مأساوية. وطالبوا الحكومة بالتدخل السريع والعاجل لمعالجة الوضع الإنساني وفك الحصار عن مدينة عمران وضواحيها ولتوفير الخدمات الاغاثية و الإسعافية لأبناء المنطقة. وقالت مذكرة موجهة لرئيس الحكومة محمد سالم باسندوة وأعضاءها: إن عمران تشهد كارثة إنسانية بكل المقاييس، ففُرص العيش والحياة بمقوماتها البسيطة باتت متعذرة، بل تعذرت حتى فرص الهرب والنزوح من هذا الموت المحقق. وتساءل المحتجون في المذكرة عن سر صمت المؤسسات الحكومية الذي وصفوه «بالمخيف» قائلين: هل نحن من مواطني الجمهورية اليمنية؟ وهل نستحق نظرة من الحكومة ونظرة على واقعنا؟ وهل تشعرون (أعضاء الحكومة ورئيسها) بالمسئولية تجاه حالنا؟ وأطلعت المذكرة، رئيس الحكومة وأعضاءها على بعض مظاهر الوضع الإنساني المتردي في المدينة، حيث تحدث عن انعدام المياه والكهرباء وتعذر في وصول السلع الأساسية من أغذية وأدوية بسبب انقطاع الطرقات، ناهيك عن آثار نفسية جلبتها قذائف الحوثيين ومدفعيتهم، إضافة إلى عمليات نزوح مستمرة لمئات الأسر وأسر أخرى عالقة بسبب الحصار. وناشدت الوقفة الاحتجاجية في مذكرتها التي خاطبت بها الحكومة، إنقاذ ما يقارب من مائتي ألف نسمة، عالقون ومعرضون للموت بسبب قذائف الحوثيين وألغامهم أو بانعدام فرص الحياة في المدينة المحاصرون فيها، داعين الحكومة للوقوف وقفة جادة تمليها عليها واجباتها الدستورية والشرائع السماوية والمواثيق الدولية. ورُفعت في الوقفة الاحتجاجية لافتات تطالب الحكومة بفرض هيبة الدولة ونفوذها في عمران والسرعة في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وبالأخص منها نزع سلاح الجماعات المسلحة». وتساءلت المحتجات عن مصير سجينات تم إطلاق سراحهن أثناء اقتحام الحوثيين للسجن المركزي بمحافظة عمران إلى جوار أكثر من 450 سجينا غالبيتهم متهمون في قضايا قتل. وفي السياق ذاته نقلت وكالة الأنباء الرسمية اليمنية (سبأ) عن مصدر في اللجنة الرئاسية أن اللجان الرئاسية الأربع المنبثقة عن اللجنة الرئاسية لتنفيذ بنود وقف إطلاق النار ستباشر أعمالها اليوم الأربعاء في وقت واحد في عمران ومديريات همدان وأرحب وبني مطر من محافظة صنعاء وفقاً للخبر المنشور في الوكالة الرسمية. وشكلت لجنة برئاسة وزير الدفاع مطلع الاسبوع المنصرم لوقف اطلاق النار في عمران وأي منطقة أخرى تشهد توترا وذلك لإيقاف نزيف الدم. وقال مصدر اعلامي من مكتب أنصار الله إن 4 لجان ستشرف على تلك الاتفاقات، مشيرا إلى أنها مكونة من أطراف غير منحازة الى أي جهة. وذكر مصدر من اللجنة الرئاسية لوكالة الانباء اليمنية "سبأ" أنه يجب رفع جميع الاستحداثات القتالية من قبل جميع الاطراف على خلفية التوتر في عمران منذ بدايته، بما في ذلك الاستحداثات الممتدة الى ارحب وهمدان وبني مطر من خلال تشكيل لجان ميدانية غير منحازة لأي طرف. وحث المصدر كل الأطراف وجميع من يعز عليهم الأمن والاستقرار والسكينة العامة على التعاون الكامل مع اللجان في الاتجاهات الأربعة التي ستتجه إليها ولما فيه إصلاح ذات البين وإيقاف نزيف الدم ونبذ كل أشكال العنف والاقتتال وتجريم اللجوء إلى السلاح. وفي السياق قالت مصادر محلية إن اللجان الأربع المشكلة من قبل اللجنة الرئاسية وصلت مساء اليوم إلى قرية بني ميمون ، وبالتزامن مع وصول اللجنة الرباعية الى محيط عمران , تتمركز ميليشا الحوثي في جروف حصن بني ميمون. إلى ذلك قال موقع «عمران نت» إن قوات الجيش اقتحمت صباح اليوم أحد المنازل في بيت شبيل كانت مليشيا الحوثي تستخدمه كمخزن للأسلحة. ونقل الموقع عن مصادر خاصة قولها إن «المنزل مكون من شقتين في منطقة بيت شبيل و قامت قوات الجيش باقتحامه والعثور على ألغام أرضية بعضها صناعة ايرانية ونواظير ليلية وقناصات وأوراق تحوي معلومات مهمة وأسماء لأهم القيادات في عمران وألقابها ،كما وقامت قوت الجيش باعتقال ثلاثة حوثيين كانوا بداخل المنزل». وفي السياق ذاته أكد مصدر أمني أن الحوثيين يكدسون الأسلحة في المنازل في حي الروضة، التابع لمديرية بني الحارث شمالي العاصمة، وبالقرب من مطار صنعاء ، حسبما ذكر موقع «العربي الجديد». وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إنّ التحركات في الروضة، وأحياء أخرى، خلال اليومين الماضيين، ارتفعت وتيرتها بعد المواجهات مع قوات الأمن في حي الجراف. ونقل الموقع ،من مصادر عدة، أن الجيش تصدى لهجوم شنه مسلحون حوثيون على موقع عسكري، بجوار أبراج الاتصالات والتلفزيون في جبل عيبان المشرف على العاصمة صنعاء من جهة الغرب. وفي الغضون قالت صحيفة «الخليج» الاماراتية إن الرئيس عبد ربه منصور هادي وجه وزارتي الداخلية والدفاع بتحاشي الدخول في أية مواجهات مسلحة مع جماعة الحوثي، داخل العاصمة صنعاء، والتسريع بتطبيع الأوضاع الأمنية في منطقة "الجراف" المتاخمة لمحيط مطار صنعاء الدولي . ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية مطلعة قولها إن «توجيهات رئاسية صدرت من قبل الرئيس هادي لوزارتي الدفاع والداخلية بالتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وعدم الدخول في أية مواجهات مع الحوثيين من شأنها التسبب في فتح جبهات قتال جديدة بصنعاء». وتزامن صدور التوجيهات الرئاسية مع تصعيد جماعة الحوثي لتحركاتها المسلحة في ضواحي العاصمة صنعاء، بخاصة منطقة "الجراف" المتاخمة لمحيط مطار صنعاء الدولي وتجدد المواجهات المسلحة بين الحوثيين وقوات اللواء 310 مدرع التي يقودها اللواء "حميد القشيبي" في محافظة عمران، شمالي العاصمة. وأثار استمرار وتيرة المعارك بين الجيش وأبناء القبائل من جهة، ومسلحي الحوثيين من جهة ثانية، حالة من التذمر والقلق الشعبي، كما وطرحت علامات الاستفهام عن حقيقة وجود شرخ في صفوف الجيش بين القيادة والميدان، على خلفية اتهام وزير الدفاع، محمد ناصر أحمد، بتقديم تنازلات تجعل من سيطرة الحوثيين على عمران ومديريات صنعاء أمراً وارداً. وتداولت أنباء يوم الثلاثاء، عن تقديم وزير الداخلية، عبده حسين الترب، استقالته لرئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، احتجاجاً على تدخلات وزير الدفاع، وهو ما لم تنفه المصادر الرسمية حتى اللحظة.
