حذر زعيم جماعة الحوثي المسلحة عبدالملك الحوثي المملكة العربية السعودية من أن أمريكا ستستهدفها ، مشيراً إلى أنه عندما تدفع بها أمريكا لاستعداء الدول المجاورة لها فهي تسعى لعزلها عن أي تعاطف مستقبلي معها. ونصح الحوثي ،في كلمة له بمناسبة رمضان بثتها قناة «المسيرة» الحوثية، الأشقاء في المملكة السعودية أن يتنبهوا ويدركوا أن المؤامرة على الجميع وتستهدف المنطقة بأكملها. وأوضح أن ما يعمله النافذون في حزب الإصلاح يدلل فعلاً على أنهم دواعش في الفكر والهوى والطموح والممارسة والسلوك ، ناصحا العقلاء في حزب الإصلاح أن يراجعوا مجانينهم نتيجة لهثهم وراء السلطة ونتيجة فشلهم الذريع وأن يراجعوا سياستهم الهوجاء. وقال : «عندما يتساءل البعض ماهو السر في إصرار الاصلاح على استمرار الحرب في عمران .ماهو السر وراء رفضهم للإتفاق ؟ وصولا الى الهدايا المفخخة ،ماهو السر في هذا التوجه الدموي اللا أخلاقي ؟؟ إنهم دواعش في السلوك لأنهم يريدون التمكين لانتشار القاعدة». وخاطب الإصلاح قائلاً : «أين هو التدين أن أخلاق الإسلام أم أنكم تعتمدون على التفكير الداعشي بقتلكم للأطفال والنساء على انها قربة الى الله» ، مؤكداً أن استمرار عدوانهم وجرائمهم بحق أولئك المستضعفين له عواقب سيئة عليهم . وأشار إلى أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع من القوى السياسية والمسؤولين في الدولة والعقلاء في حزب الإصلاح ، داعيا إلى مراجعة السياسيات الخاطئة في البلد. وأضاف الحوثي : «يعز علينا والله أن نرى طفلة مقتولة أو أماً مكلومة أو بيتاً مهدوماً في عمران وبإمكانيات الدولة وسنعمل على تنفيذ الاتفاق بكل ما نستطيع فإن أصر الطرف الآخر على عرقلته فسنكون مع إخواننا في عمران وسنفديهم بأرواحنا»، لافتاً إلى أن المجرمين في حزب الإصلاح يرون أنهم محميون بغطاء رسمي وأن ذلك أمر مؤسف حقاً. ودعا وزير الدفاع إلى الإنتباه على أن لا يمرر عليهم على محسن ضغوطه وجرهم الى منحه الغطاء الرسمي ، موضحاً أن المسألة أكبر من استهداف أهالي عمران بل استهداف للشعب ولمؤسسات الدولة ولمخرجات الحوار. وأكد أنه طالب بلجنة رقابية وطنية تشارك في العمل الميداني وتوضح للشعب اليمني من هو الطرف الممتنع عن تنفيذ الاتفاق ، مطالباً بلجان توضح من هو الطرف الذي يسعى الى تمكين القاعدة في صنعاء وحول صنعاء ؟ومن يسعى الى تمكينهم من مؤسسات الدولة؟. وشدد على ضرورة الإلتفاف لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ، مشيراً إلى أن هناك عملية تسييب وتضييع لمخرجات الحوار الوطني وأن الكثير منها لا يزال حبراً على ورق ، ويراد له من القوى النافذة أن يبقى حبيس الأدراج ، أن لا يرى النور وأن لا ينزل إلى الواقع ، مستدركا : «وهنا مسؤولية كبيرة جداً على الرئاسة وعلى القوى السياسية ، فلماذا هذا الصمت؟؟ لماذا التماشي مع ما تريده القوى الإجرامية التي ترى نفسها متضررة من تنفيذ مخرجات الحوار؟» ودعا إلى تنفيذ مخرجات الحوار بشكل صحيح وسليم بدون الأساليب الإنتقائية التي يسعى أولئك من خلالها إلى تضييع كل ماهو مهم وفاعل وبناء لمصلحة الشعب اليمني ، واختصارها في ما يخدمهم فقط والتضحية بمصالح شعبهم بأكمله. وقال : «هناك مسئولية كبيرة على العلماء على الخطباء على المرشدين كيف يتحدثون عن الذين كيف يقدمون فرائض الإسلام كما قدمها الله». وأضاف : «لدينا كمسلمين ما لا يوجد عند غيرنا من الإمكانيات لو وجدت عندنا الإرادة لتصحح واقعنا إلى الأفضل ، ولا يمكن ان تتحقق التقوى بدون هدى ولا يمكن أن نتحرك في إطار الهدى بدون تقوى» ، منوهاً بأن ما تعمله الحركات التكفيرية في عالم الإسلام واحدة من مآسي الظلال والمفاهيم الخاطئة. وأردف : «القرآن ليس كتاب أثري تاريخي يتعاملون معه كأنه من الماضي ونقرأه بقصد الثواب أو الإستمتاع بالأصوات الجميلة ، بل علينا العودة إليه بمفهومه الصحيح لنفهم منه مؤامرات الأعداء» ، موضحا أنه عندما تفقد الأمة الهدى تكون قابلة أن تُخدع وأن تنفذ فيها مؤامرات الأعداء وخدعهم بكل بساطة. وتابع الحوثي قائلا : «اليوم هناك نشاط كبير وبارز في العالم الإسلامي تحت عناوين دينية يسعى لترسيخ أسوأ وأبشع صورة عن الإسلام ، والغرب كان يدرك في ما قبل الألفين أن هناك حالة إقبال كبيرة للإسلام في دول الغرب فعمد إلى تشويه صورة الإسلام على أيدي بعض المنتسبين له» ، مردفاً : «حتى لو عرف الانسان الحق بدون تقوى سيتحرك للضلال بإخلاص , وسيتقرب الى الله بما يخدم أعداء الامة بدون علم». وأوضح أن المشروع الأمريكي الصهيوني يعمل على نشر حالة الفوضى والإضطراب (الفوضى الخلاقة) في الوسط العربي ، وأنه حينما تقول أمريكا أنها تريد لنا الأمن والإستقرار فإن ذلك يشابه تماماً ما قاله إبليس لآدم عندما قال له «هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى». ولفت إلى أن ما يجري في العراق يدق ناقوس الخطر ويكشف حقيقة المشروع الأمريكي في المنطقة وأنه مشروع يقوم على أسس طائفية لتقسيم دول المنطقة وأن ذلك ما تريده أمريكا في اليمن. وبيّن أن الحركات التكفيرية تتحرك تحت عناوين دينية تحقق أهداف كبيرة للأعداء في مقدمتها التشويه للدين ، وهذا ما تؤديه بإتقان ، وتخريب للأمة وإثارة النعرات الطائفية بالإضافة الى استنفاد لطاقات الأمة في صراعات داخلية.