قضت محكمة كويتيّة اليوم بإخلاء سبيل النائب السابق المعارض، مسلم البراك، المحتجَز منذ الأربعاء الماضي بتهمة الإساءة للقضاء، وأطلقت سراحه بكفالة 5000 دينار كويتي (نحو 18 ألف دولار). وبحسب مصادر قضائية، طلب البراك خلال الجلسة من المحكمة أن تأمر قوات الأمن بمغادرة القاعة، ووافق القاضي على ذلك، وقال أثناء المحاكمة: "بدلة السجن تسوى (تساوي) ألف بشت (عباءة) يرتديه سراق المال العام". وكان البراك أحضر إلى المحكمة وسط حراسة أمنية مشددة وحضور كثيف لمؤيديه، الذين انتابتهم فرحة غامرة عقب قرار إطلاق سراحه، وقد شهدت الكويت منذ الخميس الماضي مسيرات ليلية متواصلة حتى الأمس مطالبة بالإفراج عن البراك، الذي كانت النيابة العامة قررت حبسه عشرة أيام احتياطيًّا الأربعاء الماضي على ذمّة التحقيق معه بشأن اتهامه لقضاة بتلقي رشاوى، ووجهت إليه تهم "السب والقذف" بحق رئيس المجلس الأعلى للقضاء فيصل المرشد والإساءة للقضاء، بناء على الشكوى المقدمة منه ضد البراك. ويوم الخميس الماضي حددت المحكمة الكلية الكويتية (أول محاكم التقاضي في الكويت)، جلسة اليوم الاثنين للنظر في قضيته. وشهدت ليلة أمس -الأحد- مواجهات بين قوات الأمن الكويتية والمعارضة، حيث خرجت مسيرة في العاصمة تضامنًا مع مسلم البراك، وهتف المتظاهرون "الشعب يريد تطهير القضاء"، فيما حذرت قوات الأمن، عبر مكبرات الصوت المتظاهرين من أن مسيرتهم "مخالفة للقانون" لعدم حصولها على ترخيص، وأغلقت جميع الطرق المؤدية إلى المسجد الكبير، الذي أعلن القائمون على المظاهرة انطلاقها منه إلى قصر العدل وسط العاصمة، بعد أن أعلنت وزارة الداخلية في وقت سابق، وفي بيانين متتاليين، أنها "ستقف بحزم حيال مسيرة مخالفة للقانون". وقامت قوات الأمن بإطلاق القنابل الدخانية لتفريق المتظاهرين بعد تحذيرهم، ممّا أدى إلى تفرقهم قبل أن يعاودوا الاحتشاد في سوق المباركية، ثم فرّقتهم قوات الأمن مرة أخرى، وألقت قوات الأمن القبض على عدد من المشاركين في المسيرة خلال عملية الفض. ومنذ مساء يوم الأربعاء الماضي وبشكل يوميّ، تشهد الكويت مسيرات احتجاجية تضامنًا مع البراك، إلّا أنها خرجت الليلة للمرة الأولى أمس في العاصمة، وكانت الجهات الأمنية، ألقت القبض على نحو 15 شخصًا، بحسب مصادر أمنية.