أعلنت الحكومة اللبنانية عن استنفار في كل البلاد للدفاع عن الأمن، حيث قال رئيس الوزراء، تمام سلام، إن الحل الوحيد للمتطرفين هو الانسحاب من بلدة عرسال الحدودية. وكان مصدر عسكري أفاد بارتفاع عدد القتلى إلى 14 جنديا، إضافة إلى عشرات المسلحين في حصيلة إجمالية للمعارك الدائرة في عرسال الحدودية مع سوريا، والتي راح ضحيتها أيضاً 21 لاجئاً سوريا، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهو الرقم الذي لم يؤكده مصدر لبناني حتى الآن. وأعلنت قيادة الجيش اللبناني عن 14 قتيلا و86 جريحا و22 مفقوداً في عرسال. من جانبها، أفادت قناة "العربية" بوصول تعزيزات عسكرية ضخمة تحمل ذخائر مدفعية للجيش اللبناني في عرسال الحدودية مع سوريا، مؤكدة أن الجيش اللبناني يقول إن المسلحين يتحصنون بمسجد في عرسال. وشهدت عرسال صباحاً حركة نزوح كثيفة من الأهالي إلى مناطق أكثر أمناً، مثل البقاع وخصوصاً بعلبك. وقتل 16 عسكريا لبنانيا بينهم ضابطان اضافة إلى عشرات المسلحين في المعارك التي تدور منذ السبت بين الجيش اللبناني ومسلحين في محيط بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، بحسب ما أفاد مصدر عسكري. وفي السياق اتفق الجيش اللبناني والمسلحون على وقف إطلاق النار في بلدة عرسال، يبدأ في السادسة من مساء الاثنين بتوقيت بيروت، بعد وساطة من هيئة العلماء المسلمين في لبنان، حسبما أفادت مراسلة "سكاي نيوز عربية". ويتوجه وفد من الهيئة للتفاوض مع المسلحين الذين يعتقد أنهم منتمون لجبهة النصرة، في البلدة القريبة من الحدود السورية، وإقناعهم بالانسحاب منها وإطلاق سراح المحتجزين لديها وتأمين ممرات لإغاثة الجرحى، بعد 3 أيام من القتال. وأعلن رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام "حالة الاستنفار" وتعبئة أجهزة الدولة للدفاع عن البلاد، الاثنين، في حين يواجه الجيش اللبناني جماعات مسلحة في عرسال منذ السبت. وطالب سلام بسرعة تسليم معونات الأسلحة للجيش، مشيرا إلى أنه "لا تهاون مع الإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار البلاد". وأضاف رئيس الحكومة بعد جلسة طارئة للبرلمان، أن "الحل الوحيد للمتشددين هو الانسحاب من بلدة عرسال"، موضحا: "لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي مع متطرفين". وكان الجيش اللبناني استعاد السيطرة على معظم مراكزه في عرسال، بما فيها تلة الحصن، في ظل انسحاب المسلحين إلى جرود البلدة. وكانت عرسال شهدت معارك كر وفر يوم الأحد أدت إلى مقتل العشرات من العسكريين والمقاتلين والمدنيين، حيث تقدم المسلحون السوريون واحتلوا مواقع للجيش اللبناني وأهمها ثكنة 83 التي قتل فيها ضابطان من الجيش، وتطل على قرى محسوبة على حزب الله. واسترد الجيش اللبناني بعض مقراته، بينما تحدثت عدة مصادر عن مشاركة حزب الله في القصف على عرسال، ولكن لم يتم تأكيد ذلك. وعرض فيديو على يوتيوب لرتل طويل من السيارات المدنية، تحمل أعلام حزب الله، وبعض من فيها يحملون أسلحة يمرون على حاجز من دون أن يعرف موقعه. سياسياً، دان مسؤولون من مختلف التوجهات السياسية هجوم المسلحين السوريين على عرسال، ولكن عدداً كبيراً من المواقف أشار إلى ضرورة سحب مقاتلي حزب الله من سوريا لإخراج لبنان من هذا المستنقع.