استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الخميس، البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ورؤساء وممثلي الطوائف المسيحية في مصر، لاستعراض الشأن المصري العام وعدد من الشواغل المسيحية. وقالت الرئاسة المصرية، في بيان لها، إن الرئيس نوَّه إلى الدور الوطني للمسيحيين منذ بداية الثورة المصرية، موضحا أن شواغل المسيحيين محل اهتمام الدولة المصرية، التي تؤمن وتحرص على أن تكون حرية العقيدة والعبادة مكفولة لكل أبناء الوطن، وشدَّد على أهمية أن تتواكب مع جهود الدولة، جهود مجتمعية لإصلاح ما تم إفساده في العلاقة بين عنصري الأمة، بسبب تفسيرات مغلوطة ورؤى مشوهة. وأوضح السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرئاسي، أن السيسي أكد على قيم الوحدة والتآخي بين المصريين جميعا، مسلمين ومسيحيين، مشيراً إلى أن ما يمر به واقعنا الإقليمي يعد دليلا دامغا على أهمية أن نحصن أنفسنا كمصريين، ببناء مادي ومعنوي وإنساني في غاية القوة، يحمي مجتمعنا من أي محاولات لتقسيمه والتفريق بين أبنائه، الذين عاشوا جميعا كوحدة واحدة لآلاف السنين. وأضاف بدوي إن الرئيس أكد على أهمية تصويب الخطاب الديني، خاصة في ضوء خطورة استغلال الدين كسلاح لجذب العناصر التي يمكن استقطابها إلى الجماعات المتطرفة، وهو الأمر الذي يتنافى مع قدسية وسماحة الأديان، ونوه الحضور إلى دور الأزهر الشريف في نشر القيم الوسطية المعتدلة، لمواجهة محاولات تشويه صورة الإسلام من قبل المتطرفين والإرهابيين. وفي الشأن الداخلي المصري، قال الرئيس إن التحضير والإعداد جار لإنجاز الانتخابات البرلمانية، منوها إلى أهمية البرلمان المقبل، في ظل الصلاحيات الموسعة التي سيتمتع بها، وفقا للدستور الذي تم إقراره يناير الماضي، داعيا الجميع إلى المشاركة، مؤكدا على أهمية التدقيق وحسن اختيار نواب الشعب، الذين سيحملون شرف وأمانة تمثيل الشعب المصري، فضلا عن المهمة الجسيمة في شقي عمل البرلمان للرقابة والتشريع. وحرص رؤساء وممثلو الطوائف المسيحية غير المصرية، على تقديم الشكر للرئيس على استضافة مصر لهم ولكنائسهم، الذي شدد على أن هذه هي روح الإسلام السمحة الحقيقية، التي تدعو إلى التعايش السلمي وقبول الآخر والتعارف والتعاون، مؤكدا أن «مصر ترحب بهم دائما وتقدر أهمية الاختلاف والتنوع كسنة للحياة، وأنها كانت وستظل واحة أمان واستقرار ومحبة لجميع الأديان السماوية». من جانبها قال صحيفة «المصريون» أن رؤساء الكنائس المصرية طالبو السيسي في اللقاء، بالتصدي للجماعات التكفيرية التي تهدد المسيحيين بالمنطقة، وعلى رأسها "داعش". وبحسب مصادر كنسية، فإن اللقاء، تطرق إلى موضوعات عدة، على رأسها ضرورة التدخل المصري لإنقاذ المهجّرين من الشعب العراقي المسيحي، بسبب جماعات "داعش" عبر وسائل التواصل المختلفة. كما طالب الحضور، المشير السيسي بعقد مؤتمر إسلامي مسيحي حول نزوح وتهجير مسيحيي العراق على أن يعرض خلاله موقف مصر من تلك الأزمة، وعلى المستوى الداخلي طالب الحضور المشير السيسي بدمج عداد أكبر من الأقباط في مؤسسات الدولة والمناصب الحساسة، كما شددوا على ضرورة الانتهاء من قانون العبادة الموحد. من جهته، وعد السيسي الحضور بتعويضهم عن تعرض الكنائس ودور العبادة المسيحية للاعتداءات، خلال الأحداث التي تلت الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، عبر ترميم الكنائس وإعادة بناء المهدم، إضافة إلى دراسة جميع مطالبهم والنظر فيها. وقال المطران فيليب نجم، رئيس الكنيسة الكلدانية بالقاهرة، إن السيسي أكد خلال اللقاء على ضرورة التكاتف في مواجهة الجماعات الإرهابية، من أجل تماسك نسيج الأمة أمام هذه الأحداث، كما تطرق إلى التحديات التي تواجه مصر الآن، والتي تتمثل في الثقافة والتربية، والتركيز بشكل خاص على الشباب. وأضاف إن الحديث تطرق أيضًا إلى ما يجرى بالمنطقة، وعلى رأسها الوضع في العراق، وأكد رؤساء الكنائس، ضرورة أن نستوعب الدرس حتى لا تحدث أخطاء مجددة في مصر من تطرف وما إلى ذلك، مشددًا على أن رؤساء الكنائس أكدوا أهمية التصالح مع الإخوان، الأمر الذى رد عليه السيسي نصًا: «من يريد أن يسير في هذا الاتجاه أهلا وسهلا به». فيما أكد نجيب جبرائيل، محامى الكنيسة، أن اللقاء دار حول عدد من الشكاوى التي تشغل أفكار الأقباط وتتعلق بتعرضهم للاضطهاد، موضحًا أنهم طالبوا السيسي بضرورة دمجهم في مفاصل الدولة وضرورة العمل خلال الفترة المقبلة على إنهاء الاضطهاد ضد الأقباط. وأشار إلى أن السيسي طالب بضرورة القضاء على التطرف ونشر الأفكار الوسطية بعيدًا عن المغالاة وغيرها.