تمكنت قوات الجيش اليمني من استعادة السيطرة على مناطق ومواقع عدة في محافظة الجوف شمال صنعاء بعد انسحاب مسلحي جماعة الحوثي الشيعية إثر مواجهات عنيفة بينهما, حسب مصدر أمني مسؤول. وقال المصدر لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الاثنين) "إن قوات الجيش مسنودة برجال قبائل تمكنت منذ الليلة الماضية من تحقيق تقدم واستعادة السيطرة على عدد من المناطق في الجوف" الواقعة على بعد (143 كم شمال صنعاء). وبات مركز مديرية الغيل وعدة مناطق بالمديرية, بالإضافة إلى مناطق في مديرية المجزر والصفراء "تحت سيطرة الجيش", حسب المصدر. وأكد "أن مسلحي الحوثي انسحبوا من هذه المناطق تحت الضربات القوية التي كبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد", لافتا إلى إصابة سبعة جنود في المواجهات. وأشار إلى وقوع خلافات حادة بين مسلحي جماعة الحوثي على خلفية محاولة مسلحين ينتمون لمحافظة صعدة مغادرة الجوف لكن تم منعهم من قبل أنصار الجماعة في المحافظة. وقال إن الخلافات تطورت إلى اشتباكات عنيفة مخلفة قتلى وجرحى. وتخوض قوات الجيش اليمني مسنودة برجال قبائل معارك عنيفة ضد مسلحي الحوثيين في محافظة الجوف الغنية بالنفط شمال صنعاء منذ مطلع يوليو الماضي على خلفية سيطرة الحوثيين على طرق رئيسية ومناطق استراتيجية تقطع إمدادات وتحركات الجيش اليمني في المحافظة الحدودية مع السعودية. كما وقعت المواجهات جراء قيام عناصر من الحوثيين باختطاف جنود ورجال قبائل من الجوف ونقلهم إلى محافظة صعدة شمال اليمن معقل الجماعة الشيعية. وتدور معارك الجوف وسط مخاوف من تكرار سيناريو مدينة عمران التي وقعت تحت سيطرة الحوثيين في يوليو الماضي. وتمكن الحوثيون من توسيع نفوذهم خلال الاضطرابات التي شهدها اليمن في 2011 وما بعدها, وتوسعوا بقوة السلاح في مناطق عدة بالشمال اليمني. ويتظاهر أنصار الحوثيين منذ يوم الإثنين الماضي في صنعاء, وصعدوا من تحركاتهم ونصبوا "مخيمات اعتصام مسلحة" في مداخل العاصمة مطالبين بإسقاط الحكومة وإلغاء الإجراءات الاقتصادية الأخيرة المتمثلة برفع الدعم عن المشتقات النفطية. ولا يزال الوضع متوترا في العاصمة مع استمرار تصعيد الجماعة وتوجيهات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي, برفع درجة الاستعداد القتالي في صفوف الجيش والأمن لمواجهة أي احتمالات, خاصة بعد إعلان اللجنة الوطنية للتفاوض مع جماعة الحوثي الأحد عدم التوصل إلى أي نتائج إيجابية من شأنها إيقاف التصعيد والتوتر في صنعاء.