يرى الكاتب والمحلل السياسي، عبدالعزيز المجيدي، أن المبادرة الخليجية التي أنهت حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح في العام 2011، أعادت توزيع السلطة بين شبكة نفوذ متصارعة. وقال في حديثه لصحيفة "التقرير" ان المبادرة الخليجية أعادت تصميم البلد كقنبلة موقوتة حشتها بالبارود عندما أعادت الأسباب التي أخرجت اليمنيين إلى الشارع وإلى واجهة الحكم بطريقة مهينة لم يسبقها أي بلد. وقال المجيدي: "أظن أن شبح الحرب سيظل قائمًا حتى لو انفرجت الأمور الآن، الطريقة التي تدار بها اللعبة السياسية في اليمن وطريقة تصميم التسوية، تسمح بإبقاء البلد فوق فوهة بركان طوال الوقت". فيما يقول سياسيون وناشطون إن اليمن يدفع ثمن عدم استكمال ثورته الشعبية التي بدأها في 2011م، حيث شقت الصراعات طريقها بين مكونات المجتمع على نحو خطر. ويرى الناشط الحقوقي والسياسي ماجد المذحجي أن الفرص السياسية للحل ما زالت قائمة، فالحوثيون لا يريدون قطع خطوط الاتصال السياسي مع الدولة، والدليل إرسالهم برسالة للرئيس بعد ساعات من عودة اللجنة الرئاسية من محافظة صعدة. وقال المذحجي: "الحوثيون كانوا جماعة مجرمة وغير شرعية قبل العام 2011، حققوا مكاسب واختراقًا سياسيًّا، وشاركوا في الحوار الوطني... وهذا شيء استثنائي للجماعة، أعتقد أنهم لن يغامروا بقطع الصلات مع الدولة بشكل كلي، حتى لو دفعوا بالأمور إلى حالة حرجة". وقال المذحجي إن تجاهل الأطراف السياسية لموضوع التهيئة للحوار كان سببًا لهذا الاحتقان، ويؤكد المذحجي وهو أحد أثنين استقالوا من اللجنة الفنية لمؤتمر الحوار الوطني، إن الحوار أعاد إنتاج الحوارات اليمنية التقليدية التي عادة ما تنتهي بحروب. وأضاف: "رغم كل هذا، الحوثي لن يغامر بالدخول في حرب"، مبديًا خشيته بالقول: "لدي خشية من جولة اختبار للنوايا في أي مكان، من أجل تسريع التفاوض وليس حربًا". وقال مستشار الرئيس اليمني، فارس السقاف، إن اللقاء الذي عقد أمس الخميس عرض جميع المبادرات الرئاسية المطروحة، وسيضع الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي في الصورة كاملة بشأن ما توصلت إليه اللجنة الرئاسية من تعنت. وأضاف السقاف: "الدولة بادرت إلى الشراكة الوطنية، وبذلت الحل السلمي، لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي في نهاية المطاف، والرئيس هادي أكد أن اليمن الآن في العام 2014 وليس 1962 عندما تم حصار صنعاء من قبل الملكيين (الذين كانوا يحكمون اليمن قبل الثورة وتتهم جماعة الحوثي بأنها امتداد لهم)، كما أكد أن صنعاء الآن عاصمة الجميع وسكانها أكثر من ثلاثة مليون ونصف من جميع الأطياف والمحافظات". وفيما يخص الرسالة الجديدة التي بعثها زعيم الحوثيين للرئيس هادي، كشف السقاف أن الرسالة قامت بإلغاء اللجنة الرئاسية، وإلغاء الدولة، وإلغاء الوساطة، حيث أعطى الحوثي للسلطة مهلة جديدة مقدارها أسبوعان لتشكيل الحكومة الجديدة. وإضافة إلى مطالبهم السابقة، طالب الحوثيون بالمشاركة في لجنة الانتخابات وهيئة مراقبة تنفيذ مخرجات الحوار، إضافة الى مطلب فضفاض هو "إغلاق منابع الفساد".