قال ياسين التميمي، الكاتب والمحلل السياسي اليمني، إن الحوثيين كانوا يخططون ليجعلوا من العملية التي أقدموا عليها اليوم الخطوة النهائية في مسار التصعيد ضد السلطة، وممارسة أعلى مستويات الضغط وصولاً إلى تحقيق أجندتهم السياسية التي تختفي خلف شعار إسقاط الجرعة والحكومة الفاسدة. وأضاف التميمي في حديث خاص ل «الخبر» إن «احتلال الباحة الرئيسية لمبنى الحكومة والإذاعة بصنعاء كان سيتيح لهم فرصة إسقاط الحكومة معنوياً وعملياً»، مشيراً إلى أن الاعتصام كان في الواقع يمهد للاستيلاء على مبنى الحكومة والإذاعة، وهو أقصى ضغط يمكن ممارسته من قبل الحوثيين في إطار ثورتهم المزعومة، التي تنفذ من أجل تحقيق أهداف سياسية واضحة، كشفت عنها التقارير التي تسربت أمس واليوم عن دوائر قريبة من الرئاسة اليمنية. وأوضح أن ما حدث في محيط الحكومة والإذاعة، يمثل استمراراً للتصعيد الخطير الذي تم في شارع المطار، منوهاً بأن جزءاً من هذا التصعيد كان يهدف إلى افتعال مواجهات مع قوات الأمن، تؤدي إلى سقوط ضحايا، وهو إجراء يحتاجه الحوثيون لإضفاء طابع التضحية على ثورتهم المزعومة، خصوصاً وأن تصعيدهم الثوري، وخطابهم السياسي والإعلامي الاستعلائي المرافق لهذا التصعيد، كان قد أظهرهم طرفاً أوسع نفوذاً من الدولة، وأظهرهم كذلك، ومنذ الوهلة الأولى؛ انقلابيين أكثر من كونهم ثوريين سلميين. وتابع التميمي إن «الحوثيين فقدوا القدرة على المناورة بعد قبول الرئيس هادي بالمبادرة التي صاغتها اللجنة المنبثقة عن اللقاء الوطني الموسع، لكونها شملت مطالبهم المعلنة تقريباً». واستطرد: «حينما قررا الحوثيين المضي في التصعيد، كانوا في الواقع يمضون في مشروعهم الخاص المنفصل كلياً عن هموم ومطالب الشعب اليمني، فقد ارادوها ثورة بدلاً من الثورة وأرادوها مبادرة بدلاً من المبادرة، وهدفوا ومن ورائهم إيران إلى فرض هيمنة مطلقة على القرار السياسي، وهذا بالتأكيد لن يكون إلا على أنقاض بقية القوى السياسية، وعلى حساب صيغة العيش المشترك». واختتم التميمي حديثه ل «الخبر» بالتأكيد أن الحوثيين وحلفاءهم مُصّرون، كما يبدو، على المضي في مشروع استعادة السلطة، لافتاً إلى أن مشروع محفوف بالمخاطر، ولا يبدو أنهم قرأوا التغيرات في خارطة المواقف الإقليمية والدولية، وهي المواقف التي سوف تقلل إلى الحد الأدنى من تأثير العامل الذي يراهنون عليه وهو الاحتشاد المذهبي والجهوي المسلح، وانقسام الجيش وتعدد ولاءاته.