(سئلت أعرابية : من أحق الناس بالرحمة ؟ قالت : الكريم إذ يسلط عليه اللئيم, والعالم إذ يسلط عليه الجاهل). الوغد في اللغة هو ساقط المروءة, والجمع أوغاد, وهم فئة تافهة من أراذل الخلق وأوباش الورى, لا تعني لهم الكرامة شيئا, ولا يقيمون للمكارم وزنا, لتسفل مقاماتهم، وهوانهم على الله وعلى خلقه (ومن يهن الله فماله من مكرم) تطأطيء البشرية الرأس خجلا من انتسابهم اليها جثثا محنطة وهياكل متآكلة وخشبا ومسندة, وصف أمثالهم ابن القيم قبل سبعة قرون فقال "هم قذى في العيون وسقم في القلوب, وحمى في الأرواح, يضيقون الديار, ويغلون الأسعار, ولا يستفاد من صحبتهم إلا العار والشنار". تداعت هذه المعاني إلى مخيلتي عندما قرأت وسمعت ذاك الأهوك المتخلف مدير شرطة دبي المدعو ضاحي خلفان الذي لو أبصره ابن الجوزي صاحب أخبار الحمقى والمغفلين لوجد فيه مادة خصبة لسفر نفيس يضاف إلى سفره القديم الذي فصل لنا فيه أحوال هذا الصنف من البشر وأدخل به السرور على قلوب أجيال وأجيال, فهذا المعتوه المنتفخ كالطبل والمنتفش كالطاووس مازال يرسل سيل بذاءاته وأمواج قذاراته على جماعة الإخوان ورموزها العظام الذين لم لم يأكلوا بمبادئهم يوما ولم يتهموا في ذمتهم ونظافة يدهم حتى من ألد أعدائهم وأشرس خصومهم, يتسافه هذا البديءعلى نفر كرام أباة شهام أخيار أبرار لا يصلح مثله لحمل نعالهم, ولا للحس التراب من تحت أقدامهم . مازال هذا القزم سادرا في غيه متطاولاعلى الكبارومتواقحا على الأحرار الذين لم يزدهم جهله وقلة أدبه إلا عزا ورفعة ومجدا وقدرا, فلقد تواقح من قبل لعله يحظى من أحدهم بالتفاتة تشعره بشيء من الكينونة أمام احساسه الطاغي بالدونية, فما أفلح ولن يفلح, فهؤلاء الأعلام الكرام لا ينبغي لهم الهبوط من عليائهم إلى دركه ومن سمائهم إلى قاعه، وما خطابنا متوجه إليه, فما هو للخطاب بأهل, ولكن عتبنا على من أرخى له الزمام وأفلت له العنان في دولته ليسيء الأدب بعد أن أمن العقوبة وفي موقع محترم يفترض أن من فيه على درجة من الوعي والخلق, فهذا الرويبضة جاهل مظلم العقل أسود القلب فارغ الرأس, نفخ الشيطان في أوداجه ليجعل منه أضحوكة لعجائز السودان وهزأة للصبيان في أقطار الأرض . لقد آن له أن يرعوي لأن لصبر الكرام حدودا ولحلمهم سقفا, وفي الختام نقول : ليس غريبا أن يحقد الفاشلون الصغار _ صغار النفوس والعقول والهمم_ على الناجحين الكبار، فالسوقة الأقزام من أمثاله يعبرون عن ضآلة شأنهم وحقارة أمرهم بالنيل من الشرفاء, والتطاول على العظماء, بأساليب غوغائية, وطرائق همجية, ووسائل بدائية تعكس خواء عقولهم ودناءة نفوسهم ومرض قلوبهم ورداءة معدنهم ومستوى تربيتهم وانحطاط أخلاقهم, وكل إناء بالذي فيه ينضح, وكل قدر بما فيه يفور، وصدق السيد المسيح عندما قال لحوارييه الذين أرادوا الرد على سفاهات اليهود المتطاولين عليه بالهابط من القول والساقط من اللفظ (( دعوهم فكل ينفق مما عنده, وهذه بضاعتهم, والمذكور هذه بضاعته وتلك تربيته المعبرة عن مستوى بيئته)).