حذر الكاتب والناشط السياسي نجيب غلاب من أجندات جماعة الحوثي المسلحة التي تستهدف الدولة والهوية الوطنية بالتدمير والتفكيك.. وقال غلاب في منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ان الاسلام السياسي الميلشاوي مطلبه الاول تدمير الدولة واحتلالها وتوظيفها في بناء قوته واعادة أدلجتها في عقائده السياسية.. واشار الى ان الاسلام المليشاوي يسعى لتفكيك الهوية الوطنية وضرب التعايش الاجتماعي في عموده الفقري ثم تعميم الايدولوجيا الحزبية باعتبارها الهوية الجامعة واي تعارض معها يمثل تحدي للحق الواجب اتباعه.. مضيفا بان جماعة الاسلام المليشاوي في اشارة منه الى جماعة الحوثي المسلحة- تحاول اضعاف الاقتصاد والوصول به الى حالة الانهيار وبناء شبكات اقتصادية ترتبط بالنخب المهيمنة على الحزب الاسلاموي وانها تعتمد المراهنة على المليشيات باعتبارها الاصل ومواجهة الأمن والجيش وبناء اذرع عسكرية وأمنية قوية تابعة وحامية ومؤسسة على العقائد الايدولوجية لقمع كل حراك متعارض مع هيمنتها الكلية.. وقال ان غرور الحوثي بالقوة يقوده الى سفك الدماء باسم الجهاد، ويتم اقصاء كل قوة مهددة بأدوات الدولة وبالاجنحة الميلشاوية بمجرد ان يسيطروا على الحكم فيما مليشياتهم مجاهدين وخصومهم كفار وقتلاهم في الجنة وخصومهم في النار .. وأضاف ان الاستناد على خطاب شعبوي لشرعنة السيطرة وتضليل الراي العام وتبرير الفشل والتركيز على خلق الاعداء في الداخل والخارج وتحميلهم كل الاخطاء، مشيرا الى ان الاسلام السياسي شمولي النزعة كان حاكما او معارضا، ويسعى لتوظيف كل المتاح لخدمة قوته وقد يتحالف مع نقائضه لتحقيق غاياته واهدافه، ويشتغل في السياسة بوجهين وجهي هادئ رزين ووجه صارم وقاسي، وفي المسارين يبني قوته ليكون له لهيمنة الكلية، وكل شيء مبرر حتى لو تناقضت مع القيم الدينية التي تؤسس ايدولوجيته عليه …الخ وتابع : ليست الحوثية مثلا إلا التكوين الاسلاموي الذي مازال في اطواره الاولى الباحث عن دور مكثف يمكنه من الوصول الى غاياته في فرض هيمنة كلية وهي أوهام تبعثها طموحات تاريخية عاجزة عن فهم المتغيرات الجذرية على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي التي راكمتها تجربة التحديث .. منوها الى ان الحوثية تتحرك باذرعها التي تبدو انها منسجمة وهي متناقضة لذا تحاول تخفيف التناقضات من خلال اثارة الصراعات الدائمة وبناء تحالفات يجعلها أداة وظيفية في لعبة اكثر تعقيدا من خيالاتها وغرورها بانها محترفة ولديها خبرة تاريخية متراكمة وخبرتها هي مصيدتها. ولفت الى ان استراتيجيات القرون الوسطى وتكتيكاتها مرتهنة لانفعال ايدولوجي مخنوق بنزعة منغلقة مما يجعل الحوثية تركيبة هشة مصدر فاعليتها البحث عن تمرد دائم وهذه النزعة سيقودها الى حصار ذاتي وحصار من الكتل الاخرى في الداخل والخارج وقوتها اليوم مبينا ان الحوثية ورقة يتم التلاعب بها من اكثر من طرف خارجي وداخلي في مصالح لا علاقة لها بخيالاتها الاسطورية ولا بصورتها التي تصنعها لنفسها ويساندها اصحاب مصالح حتى من اعدائها ودوائر من المرتزقة في وضع مرتبك ومضطرب.