ساد هدوء حذر العاصمة اليمنيةصنعاء، في أول صباح عقب توقيع اتفاق حل الأزمة بين السلطات وجماعة أنصار الله المعروفة ب"الحوثيين" مساء أمس. وتشهد العاصمة صنعاء انتشار كبير لمسلحي جماعة الحوثي، ونصب عدد من نقاط التفتيش التابعة للجماعة في الشوارع الرئيسية للعاصمة. وأكد شهود عيان أن قوات الجيش والأمن انسحبت بشكل كامل من شوارع العاصمة، لتحل مليشيا الحوثي بدلاً عنها، وذلك بعد استيلاء الجماعة على أهم المرافق التابعة للحكومة والجيش. وبحسب مراسل الأناضول فإن "الهدوء ساد مختلف أحياء صنعاء، خلافا للأيام الماضية التي كانت تبدأ ساعاتها بأصوات انفجارات عنيفة واشتباكات بين قوات الجيش اليمني والحوثيين". ورغم عدم وجود اشتباكات في صباح اليوم، إلا أن نقاط تفتيش تابعة لمسلحي الحوثي مازالت منتشرة صباح اليوم في عدة أحياء بالعاصمة، خاصة في الجهات الشمالية. وعادت حركة مرور السيارات والمواطنين في صنعاء لطبيعتها صباح اليوم، خاصة في شوارع الزبيري والستين وهايل والتحرير، التي شهدت ازدحاماَ في الحركة، خلافا للأيام الماضية التي شهدت تراجعا كبيراً؛ بسبب اشتباكات الجيش والحوثيين. كما فتحت بعض المحال والمؤسسات اليمنية أبوابها أمام مرتاديها، بعد أن أغلقت أمس؛ خوفاً من الاشتباكات. ولا زالت تتواجد مخيمات اعتصام الحوثيين التي نصبوها قبل أسابيع وسط العاصمة وعلى عدد من مداخلها. الوضع هذا الصباح، جاء خلافا للحال صباح أمس، حيث كانت الشوارع الرئيسية في صنعاء بلا حركة؛ بسبب انتشار المسلحين الحوثيين فيها، وسيطرتهم على مقار حكومية وعسكرية هامة كمقر الحكومة ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة ومقر الإذاعة والبنك المركزي ووزارة الدفاع. ومساء أمس، وقعت الرئاسة اليمنية، والأحزاب المشاركة في الحكومة وجماعة الحوثيين اتفاقاً لإنهاء الأزمة السياسية يقضي بتشكيل حكومة جديدة، بحضور المبعوث الأممي لليمن، جمال بنعمر، وسط رفض الحوثيين الانسحاب من صنعاء. ومنذ أسابيع، ينظم الحوثيون احتجاجات واعتصامات على مداخل صنعاء، وقرب مقار وزارات وسط المدينة، للمطالبة بإقالة الحكومة، وتخفيض أسعار المحروقات. ويتهم منتقدون، جماعة الحوثي بالسعي إلى إعادة الحكم الملكي الذي كان سائداً في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962.