استغرب الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي من دعوة زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي للشراكة في وقت قد صادرت جماعته كل امكانيات الشراكة. وأفاد التميمي بان خطاب الحوثي الذي بثته قناة المسيرة مساء اليوم، جاء متعالياً ومتغطرساً، وبحالة انتشاء بما يعتبره انتصار الشعب، ومليئاً بالمغالطات والأكاذيب، والمشاعر المزيفة، فيما يخص الشراكة الوطنية، مع بقية القوى السياسية. واضاف في حديث خاص ل" الخبر" : بوسعه اليوم أن يقبل بوجود الإصلاح بعد أن صادر كل إمكانية عملية للشراكة، باحتكاره القوة عوضاً عن الدولة، وإصراره على ممارسة هيمنة ونفوذ سياسي على الدولة لا يمكن القبول به من أي طرف سياسي. وقال التميمي بان الحوثي أكد في خطابه تورط بعض وحدات الجيش في العملية الانقلابية التي نفذها مع حلفائه من النظام القديم، موكدا بان ذلك يبرهن على أن ما حدث هو انقلاب عسكري مكتمل الأركان وبصبغة مذهبية ومناطقية، وتعبير واضح عن حالة من " الزيدية السياسية" التي تقوض أية إمكانية للتعايش والشراكة الوطنية، وتحول دون قيام الدولة المدنية اليمنية الحديثة التي أقر صيغتها اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني. واشار التميمي الى ان النقطة الأبرز في هذا الخطاب أنه بشر بجولة جديدة من العنف، وحدد لها محافظتي البيضاء ومأرب، وعلل ذلك بالمخاوف من سيطرة القاعدة على أسلحة المعسكرات الموجودة هناك، معتبرا تحرك كهذا لا يهدف سوى إلى استكمال رسم حدود نفوذه، والاستيلاء على الأسلحة الموجودة لدى تلك المعسكرات وضمها إلى ترسانته التي نهبها من مخازن الجيش عقب غزوة صنعاء الأخيرة.. لافتا الى ان الحوثي بإعلانه عن إعادة تسمية حديقة 21 مارس التي صدر بشأنها قرار جمهوري، يكون الحوثي قد أسدل الستار على منصب الرئاسة اليمنية وشرعيها التي استمدتها من انتخابات رئاسية شهدت أكبر مشاركة في تاريخ اليمن. واختتم التميمي حديثه ل الخبر بالقول ان الحوثي كشف عن حقيقة الانقلاب الذي أسماه ثورة، وبالتالي فهو يعتبر أن استحقاق ما يسميها " ثورة الشعب" هو إسقاط النظام الانتقالي وتأسيس نظام شمولي طائفي مناطقي، يقبل من يريد ويقصي من يريد حد قوله