صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبراء عسكريون قالوا إن الحوثي يعيش حالة من الوهم خلقتها نشوة دخوله عمران..
«سياسة نهش الأحشاء»!!
نشر في الجمهورية يوم 10 - 09 - 2014

في ظل استمرار جماعة الحوثي على مجابهة الدولة، والهروب من جميع محاولات الاتفاق، خبراء ومراقبون يرون بأن ما يريده الحوثي بشكل عام: هو الانقضاض على النظام الجمهوري باختصار شديد، في وقت بات واضحاً للناس أن الحوثي هو من يعرقل سير المرحلة الانتقالية، ويستغل أوضاع الناس، ويتصرف بكامل طيشه، وذلك من خلال إعلانه العصيان المدني في العاصمة وقطع شوارعها الرئيسية، والمنافذ المؤدية اليها، كنموذج لخياراته في التصعيد.. (الجمهورية) التقت عدداً من الخبراء والمحللين، وناقشت معهم أبعاد ما يقوم به الحوثي في صنعاء وبقية المحافظات، وكذلك قراءتهم لمشروع الحوثي وتوقع السيناريوهات المطروحة للمشهد اليمني خلال الأيام القادمة:
وسائل مشروعة
الخبير العسكري والمتخصص في شؤون الجماعات المسلحة علي الذهب، يلخص ما حدث في صنعاء، حيث قال إن من حق الدولة أن تستخدم الوسائل الممكنة والمشروعة لتثبيت الأمن والاستقراره، وأن تردع كل من يعبث بذلك دون إفراط في القوة، وبما لا يتجاوز ضرورات الموقف، وذلك في تعليقه على الأحداث التي جرت الأحد الفائت، في شارع المطار بصنعاء.
ودعا الذهب في نفس الاتجاه الدولة إلى توفير الظروف والتدابير اللازمة تجاه من تواجههم، مشيراً إلى أن ما حدث من محاولة لفض الاعتصام الذي قطع الطريق الرئيس بين مركز العاصمة ومينائها الجوي أمر مشروع، ما لم يبلغ ذلك حد المواجهة بالقوة المسلحة تجاه المعتصمين.
وأضاف: في الأيام الأولى لاعتصام الحوثيين بجوار حديقة الثورة، سألت شخصاً ينتمي لشباب الصمود «الحوثية»: لماذا اخترتم هذا المكان تحديداً، وما يمنعكم من الاعتصام في الشارع الرئيس «شارع المطار»؟ فسرد عدداً من المبررات؛ ثم رد على الجزء الأخير من السؤال بالقول: قريباً سترى ذلك، مستدركاً: أردت من هذا الاستشهاد أن أكشف تبييت النية لدى الحوثيين بتحويل شارع المطار مستقبلاً إلى ساحة تظاهر، وهو ما حصل وصولاً إلى أهداف ومرامٍ ذات آثار خطرة على النظام القائم.
وأوضح أن ما قامت به قوات مكافحة الشغب، وفقاً لما صرحت به اللجنة الأمنية، كان أمراً لا بد منه، وأن لا وسائل بديلة لذلك، مضيفاً: لكنها -كما يبدو- لم تعد لهذا القرار موجبات نجاحه الأكيد، بما يعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل استحداثات الحوثيين الأخيرة في الشارع الرئيس.. وحول امكانية استفادة الحوثيين من فض الاعتصام لتصعيد مطالبهم قال الذهب: في كلا الحالتين، فض الاعتصام أو الإبقاء عليه، يمضي الحوثيون وبكل الطرق للانطلاق إلى خطوات تصعيدية أخرى، ولذلك لا بد من الحيلولة دون تمددهم على الطرق التي تضر بمصالح المواطنين، على أن لا يُمنعوا من تنظيم مسيرات في هذا المكان ما دامت تراعي النظام والقانون ولا تقلق السكينة العامة.. وعن اتهام الحوثي لقوات مكافحة الشغب باستخدامها مواد ذات صناعة أمريكية في مواجهة المتظاهرين، أشار إلى أن ذلك محاولة لكسب تعاطف الناس معهم، ومحاولة لحشد الجماهير أمام شعارهم الذي يتبناه والذي ينادي بالموت لأمريكا، وإن كان ذلك لمجرد التهييج السياسي.
ولفت إلى أن التهديد بالقوة من قبل الحوثي، يعني أنه ماضٍ في طريق المواجهة المسلحة التي سلكها في إسقاط مدينة عمران وما تقوم به جماعته في محافظتي مأرب والجوف.
سياسة نهش الأحشاء
وفي تعليق الذهب على بيان اللجنة الأمنية الذي أكدت فيه أن الحوثيين أخرجوا موظفي وزارة الاتصالات والكهرباء من الوزارتين بالقوة، وأن قوات الأمن لم تقم سوى بأداء واجبها في فتح خط المطار، أوضح الخبير الذهب أن ذلك يعزز سلامة تصرف قوات الأمن.
وبيّن أن ما تناولته وسائل إعلام حوثية حول رفض بعض من قوات الأمن الاعتداء على المعتصمين، يأتي ضمن سلسلة طويلة من حرب الشائعات التي سنسمعها مستقبلاً، في محاولة لاستدراج قوات الجيش والأمن إلى صفوف الحوثيين، أو كسب تعاطفهم، أو خلق حالة تمردات داخل الجيش والشرطة، منوهاً بأن ذلك أسلوب جرى سماعه في مراحل ثورة 2011م، ومع ذلك فقد فشل.
وأردف قائلاً: لكن قد يكون ضمن أولئك ممن لا يحترمون شرف الجندية ولا يلتزمون بقوانينها، الأمر الذي يجب التنبه له ومواجهته بقوة، سواء بتكذيب تلك الشائعات أو بمعالجة الاختلالات الحاصلة.. وفيما أكد الذهب أن القوات المسلحة وقوات الأمن تبدوان متماسكتين أقوى تماسك، وتقدران الظرف الحرج الذي تمر به البلاد، ومخاطر الانجرار وراء مداعٍ غير وطنية، كالمذهبية أو المناطقية أو الحزبية، قال إن هناك عناصر مريضة تندس في صفوف هاتين القوتين، وتعمل على إثارة مثل تلك النزعات، وهو أمر يستدعي التنبه له حفاظاً على التماسك الحاصل، لتقوما بواجباتهما الدستورية والدينية والوطنية تجاه البلاد في هذا الظرف الخطير.. وتابع الذهب حديثه بالقول: أما توقعات التصعيد، فهو انتهاج الحوثيين “سياسة نهش الأحشاء” وهي سياسة تستهدف ضرب العاصمة في مركزها وصولاً إلى إسقاط النظام والسلطة القائمة، والسيطرة التامة على البلاد، وفق تحالفات متعددة، وستكشف عنها الأيام القادمة، سواء نجحت هذه السياسة أو فشلت.
وأفاد بأن تلك السياسة تستهدف كل ما من شأنه خلق حالة من التذمر الشديد لدى الجماهير تجاه نظام لم يستطع حمايتهم، فينقضوا عليه من خلال التحاقهم بصفوف الحوثيين الذين يسيطرون وقتها على الوضع في البلاد مع تحقق الشلل التام لأجهزة الدولة التي يناط بها رعاية مصالحهم اليومية.
الحوثي والدعم الاقليمي
الرئيس عبد ربه منصور هادي قبل أيام وجه الاتهام إلى بعض اطراف اقليمية في دعم جماعة الحوثي، وطالبها بالتوقف عن ذلك.. المحلل السياسي ياسين التميمي يعلق على هذا الموضوع ويؤكد بأن الجماعة هم أداة إيران القوية في اليمن، وقد استطاعوا أن ينجزوا مكاسب مهمة سياسية وجغرافية، من خلال الحروب. وبدعم من إيران تمضي هذه الجماعة الشيعية المتطرفة في حروبها المتواصلة، خصوصاً في محافظة الجوف؛ الواقعة إلى الشمال الشرقي من العاصمة والمتاخمة للحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، في محاولة لفرض السيطرة عليها كما فعلت في محافظة عمران.
ويرى التميمي بأن الجماعة المسلحة تتبع تكتيكاً مختلفاً صُمم في طهران وتريد اسقاطه على صنعاء، ويأخذ شكل ثورة شعبية ترفع شعار “السلمية” لكنها أحاطت نفسها والعاصمة صنعاء بسياج من المسلحين القبليين، تساندهم مجاميع دفع بها رئيس النظام السابق، في محاولة منه لإقصاء خصومه من المشهد السياسي.
ويذهب التميمي لمتابعة حديثه مشيراً الى أن صنعاء اليوم اصبحت شبه محاصرة بالمليشيات الحوثية والقبلية المسلحة، في مؤشر على العنجهية التي تتلبس هذه “الثورة” المناطقية والمذهبية الطابع، والتي اقتنصت فرصة قرار الحكومة رفع الدعم عن المشتقات النفطية، لتنبري الجماعة الحوثية المسلحة وقائدها في تكليف نفسها بمهمة إسقاط الحكومة، نيابة عن الشعب، وعبر ثورة بديلة عن ثورة ال 11 من شباط/ فبراير، وبمبادرة بديلة عن المبادرة الخليجية، وعلى نحو يظهر الحوثيين كما لو كانوا صوتاً لكل اليمنيين، ومقاتلين نبلاء.
الحوثي يعرقل العملية الانتقالية
ولتسليط الضوء حول ما يريده الحوثي من صنعاء وكشف ما هو مستور، قال التميمي في نفس الاتجاه بأنه منذ يوم الأربعاء الماضي كانت خطة التصعيد، قد وضعت سقفاً نهائياً لما يسميه الحوثيون وحلفاؤهم من بقايا النظام السابق “ثورة” أو«تصعيداً ثورياً»، حيث توزعوا كمجاميع صغيرة في التقاطعات الرئيسية ،وبجانب كل مجموعة تقف سيارة في منتصف الطريق، وتبث الأناشيد الحماسية.
ويوضح التميمي بأن المخططين لهذه العملية كانوا يتوقعون تصرفاً من جانب القوات الأمنية أو الجيش، ليدخلوا في احتكاكٍ مسلحٍ معها، من خلال المسلحين الذين تجمعوا داخل سيارات في الأزقة الخلفية، وحينها كان سيتعين على المليشيات المحيطة بصنعاء أن تتحرك باتجاه المدينة لإنقاذ “الثوار” المفترضين.
ويواصل التميمي مفيداً بأن الذي حدث أن القوات الأمنية تجاهلت تماماً هذا التصعيد، فكانت النتيجة أن قُوبل الحوثيون وحلفاؤهم باستهجان شديد من قبل سكان مدينة صنعاء، الذين يتمتعون بحساسية تاريخية شديدة تجاه المظاهر المسلحة، وتجاه المجاميع القبلية التي تحاصر صنعاء، استناداً إلى إرث من عمليات الحصار والنهب التي طالت مدينتهم بقيادة الأئمة من بيت حميد الدين في فترات مختلفة من التاريخ، كان آخرها نهب صنعاء عام 1948، بإيعاز من الإمام أحمد حميد الدين، وذلك بعد أن فشلت الثورة الدستورية ضد والده الإمام يحيى.
ويستطرد التميمي : من الواضح أن السقف الأعلى ل (الثورة) الحوثية المفتعلة هذه، هو إنهاء نفوذ خصومها في الحكومة، واستبداله بنفوذ واسع لها ولحلفائها، ليس فقط في الحكومة ولكن على مستوى القرار السياسي للدولة، وهو إجراء مرحلي، سينتهي بالانقضاض على النظام الانتقالي برمته.
ويختتم التميمي حديثه : يبدو أن ثمة أفقاً سياسياً، مع استمرار جهود الوساطة التي يبذلها أمين العاصمة صنعاء، عبد القادر هلال، لكن يصعب التكهن ما إذا كان هلال سينجح في إقناع زعيم الجماعة الحوثية بالقبول بالمبادرة التي تقدمت بها اللجنة الرئاسية المنبثقة عن اجتماع القوى الوطنية والتي تضمنت تنفيذاً لمطالب الحوثيين بحدها الأدنى لجهة أسعار المشتقات النفطية، وبحدها المتوسط لجهة تحقيق مطلب تشكيل حكومة شراكة وطنية جديدة، مع تنفيذ حزمة واسعة من الإصلاحات الاقتصادية، ما يفتح المجال ربما لأسوأ الاحتمالات.
الفوضى الخلاقة
بعد اجراء قوات الامن اعلنت ميليشيات جماعة الحوثي المعتصمة على مداخل العاصمة صنعاء، عن خطوات تصعيدية تستهدف رجال الدولة وقوات الجيش وفي كل من المناطق التالية «الصباحة ، حزيز ، الرحبة ، همدان»، قاموا بإغلاق مداخل العاصمة صنعاء بشكل كامل أمام أي سيارات تابعة للحكومة أو الجيش، ومنعها من الدخول أو الخروج من وإلى العاصمة صنعاء.
واعتبر مراقبون أن مثل هذه الأعمال الفوضوية غير المسؤولة، قد تنذر بتفجر الأوضاع، وتهدد أمن واستقرار الدولة، وهو المخطط الذي تسعى من خلاله جماعة الحوثي لإسقاط العاصمة صنعاء.
وقال خبراء عسكريون إن الحوثي يعيش حالة من الوهم خلقتها نشوة دخوله عمران وسيطرته على مقر اللواء (310) ومقتل قائده، مشيرين إلى أن الحوثي واهم وهو يراهن على منجز سيطرته على عمران واعتقاده أنه بإمكانه اسقاط الخطة التي نفذها في عمران على العاصمة صنعاء ، التي يوجد بداخلها ويحيط بها أكثر من (15) لواء عسكرياً يعد نخبة الجيش اليمني ومعه قوات مكافحة الإرهاب والشرطة العسكرية والجوية بألويتها المختلفة ، ناهيك عن سكان العاصمة الذين يزيدون عن مليونين وسبعمائة ألف نسمة، وأكثر من 90 % منهم لا يدينون للحوثي بالولاء، بل يرفضون مشروعه الطائفي ومحاولاته في الانقلاب على التسوية السياسية القائمة.
مشيرين إلى أن وحدات الجيش - وهذا ما لم يدركه الحوثيون - مسنودة بغطاء شعبي وسياسي كبير، وهذا سيغرق عناصر الحوثي في طوفان قد لا يفيق بعده أبداً، وحذروا جماعة الحوثي من مغبة أي مغامرة، مدفوعة بالعناصر المسلحة التي زرعوها في بعض مداخل العاصمة وأحيائها، التي - كما نوه الخبراء العسكريون سوف تسقط في وقت قياسيي جدا بيد الوحدات العسكرية والأمنية والمواطنين المستعدين لهذا الخيار تماما.
واستكمالاً لما سبق تناوله ذهب البعض للتأكيد بأنه يجري الترتيب وعمل تنسيق كبير من قبل اللجان الشعبية وعقال الحارات وموظّفي الدولة الذين رتبوا الأوضاع الأمنية استعدادا لأسوأ الاحتمالات، وقد تم تشكيل غرف عمليات وأحزمة أمنية، وأنه بمجرد ما يقوم الحوثيون بأي مغامرة، فسوف يتم السيطرة على الوضع وبأقل الخسائر.
الدور الطبيعي للدولة
رئيسة مركز أسوان للدراسات والبحوث الاجتماعية والقانونية أسوان شاهر ترى بانه من حق الدولة القيام بواجبها في حماية العاصمة ومؤسسات الدولة، وهذا الدور الطبيعي الذي تقوم به الجهات الامنية في اي بلد في العالم، وترى شاهر بأن اجراء من هذا النوع الذي اتخذته قوات الامن مع الحوثي يبدو انه قد تأخر، لإعطاء الطرف الآخر فرصة للتعقل واعادة النظر في تصرفاتهم الاستفزازية المستمرة، والتي روعت واقلقت أبناء العاصمة في تداعياتها المسلحة.
وبناء على هذا تابعت أسوان قائلة: نحن لا نحرض على العنف من قبل الدولة ولا ندعو لفض الاعتصامات بالقوة لكن لا يخفى على احد معايير ومحددات التجمعات السلمية، ولعلنا جميعاً نتذكر كيف كانت قوات الامن تعترض شباب الثورة السلمية في 2011 بالقوة كلما حاولوا اجتياز الخطوط التي اعتبرتها السلطات حمراء بصورة عنيفة ودموية.
وتستغرب شاهر من الأعمال التي تقوم بها جماعة الحوثي وممارسة اساليب لا علاقة لها بالاحتجاجات السلمية، حيث يبدو ما تفعله اقرب الى الانقلاب الناعم على الدولة، واهانة هيبتها بصورة حثيثة من خلال قطع الخطوط الحيوية في العاصمة وخاصة خط المطار، ووزارات كوزارة الكهرباء والداخلية، فضلاً عن ادخال اليمن في اتون حرب اهلية واقتتال لا ولن يستثني أحداً.
وتؤكد أسوان دعوتها كافة القوى الوطنية وأطراف الصراع الى تحكيم العقل وتغليب مصلحة اليمن المنهك والمثقل بالأزمات فوق كل اعتبار للعبور نحو المستقبل استناداً الى وثيقة مخرجات الحوار الوطني التي توافقت عليه كافة القوى في البلاد.
نصف مليون نازح
الباحث في شؤون الجماعات الاسلامية نبيل البكيري تحدث حول أهم انتهاكات الحوثي وقال بأن حروب الحوثي السلالية خلفت وراءها ما يقارب نصف مليون لاجئ يمني مشرد و آلاف القتلى وعشرات آلاف الجرحى حتى اللحظة، متابعاً حديثه : ثم يأتي بعد ذلك و بكل بجاحة ووقاحة ليقول إنه يدافع عن المواطن اليمني الغلبان وحقوقه، فأي منطق هذا يا قوم بالله عليكم ؟.
ويستطرد نبيل: صوت العقل والمنطق اليوم يقول لم يخلق بعد من يستطيع أن ينفرد بحكم اليمنيين بقوة السلاح، ولهذا الحل أن لا نجرب المجرب وتكرار مأساة الحرب الملكية الجمهورية في ستينيات القرن الماضي، والتي كلفت اليمن واليمنيين الكثير، وكانت النهاية حلولاً سياسية قبل بها الجميع ولكن في وقت متأخر.
الى جانب ارباك الحوثي للمشهد السياسي واقلاق الناس في العاصمة صنعاء يذهب لفتح جبهات المواجهة في محافظة الجوف، الأمر الذي يؤدي الى تصاعد ارقام النزوح، ووفقاً لما اكدته المنظمة الدولية في الأمم المتحدة والخاصة بالطفولة (اليونيسف)، أن “ما يقرب من 8 آلاف شخص نزحوا منذ بدء الصراع في الجوف (شمال اليمن)، على مدى الأشهر القليلة الماضية”، جراء المواجهات الدائرة بين قوات الجيش من جهة، ومسلحين حوثيين من جهة أخرى.. وأضافت المنظمة الدولية في بيان لها، أنها: “سلمت مستلزمات نظافة صحية ل 1213 أسرة متضررة من المواجهات في الجوف» تنزح عائلات يمنية من مكان المواجهات الواقعة في مديرية الغيل بمحافظة الجوف إلى مديريات مجاورة لا تقع فيها مواجهات.
ممثل منظمة اليونيسف في اليمن، جوليان هارنس، تحدث بأنه “ينبغي أن يحصل البنين والبنات الأكثر عرضة للتحديات على الرعاية والاحتياجات اللازمة ليتجاوزوا هذه الظروف بسلام”،
وأضاف ممثل المنظمة الدولية: “ستنطلق قريباً أنشطة التوعية بمخاطر الألغام «التي تخلفها الحرب الدائرة»، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدة الناس في محاولة لتجنيب المتضررين التعرض لحالات أكثر صعوبة”.
وتابع هارنس: “بغض النظر عن أسباب النزاع، فالأطفال من كافة الأطراف يعتبرون أبرياء، وينبغي حماية حقوقهم”.. وبحسب ما يراه مراقبون فإن أهمية الجوف تكمن في قربها من محافظة مأرب التي تقع فيها حقول النفط والغاز، والذي يعد الرافد الأكبر لاقتصاد اليمن ، يأتي هذا في وقت يرون من خلاله أن جماعة الحوثي تسعى الى إعادة الحكم الملكي الذي كان سائداً في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962 م.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.