-الحوثيون ماطلوا في التوقيع على اتفاق السلم والشراكة حتى يكملوا ما بدأوه على الأرض - صنعاء سقطت بلمح البصر وشكل ذلك صدمة لم يفق المجتمع منها بعد - الحوثيون لا يستطيعون تأمين العاصمة فهم خوف وليسوا أمنا وأي تأخير لتطبيع الأوضاع فيها ستكون له انعكاسات سلبية في محافظات أخرى أكد رئيس جهاز الأمن القومي في اليمن الدكتور علي حسن الأحمدي إن دخول الحوثيين إلى صنعاء بالقوة, والاستيلاء على بعض معسكرات الجيش ونقاط الأمن, واستهداف مبنى التلفزيون ونهب أسلحة الدولة واخراجها إلى عمران وضواحيها يمثل انقلابا على الدولة ومخرجات الحوار الوطني, موضحاً أن اتفاق السلم والشراكة الذي تم توقيعه الأحد الماضي من قبل جميع المكونات السياسية, مثل غطاء لانقلاب الحوثيين, وجعل دول المحيط الإقليمي والدول الراعية للمبادرة الخليجية تبارك هذا الاتفاق وتعتبره خاتمة لهذه الأحداث. وقال الأحمدي في حوار مع صحيفة «السياسة» إن «ما يزيد عن 20 ألف مسلح حوثي قدموا من خارج صنعاء لهذا الغرض إضافة إلى الموجودين داخل العاصمة والمناطق المحيطة بها, ما أدى إلى سقوط صنعاء في يد الحوثيين بلمح البصر وهو ما شكل صدمة لم يفق المجتمع منها بعد, متهما إيران بأنها قدمت دعما ماديا وعسكريا للحوثيين». وكشف أن تهاوي بعض وحدات الجيش والأمن أمام الحوثيين نتج عن خيانات واختراق في هذه الوحدات بدأ من معركة الاستيلاء على محافظة عمران, وأكد أن الرئيس عبدربه منصور هادي أعطى توجيهاته للوحدات العسكرية التي تم الاعتداء عليها بالدفاع عن نفسها ومنها من صمد ومنها من تهاوى. وشدد على استعادة سلاح الدولة وفقا لمخرجات مؤتمر الحوار سواء كان مع الحوثيين أو مع غيرهم, معتبرا ذلك مسألة ملحة وضرورية. وفيما يلي نص الحوار: دخول الحوثيين إلى صنعاء بالقوة, والاستيلاء على بعض معسكرات الجيش ونقاط الأمن, واستهداف مبنى التلفزيون ونهب أسلحة الدولة وإخراجها إلى عمران وضواحيها يمثل انقلابا على الدولة ومخرجات الحوار الوطني, تم تلافيه باتفاقية السلم والشراكة, وتحول الحدث بعد توقيع هذه الاتفاقية إلى مناسبة يحتفى بها ولقيت المباركة من العالم, لكن يتوقف الأمر على استعداد الحوثيين لتنفيذ بنود هذه الاتفاقية وقد كانوا أذكياء حيث ماطلوا في التوقيع عليها حتى يكملوا ما بدأوه على الأرض, ومن ثم جاء توقيع الاتفاقية لتغطية ما حدث ويجنبهم الإدانة والعقوبات الدولية. ما حصل عليه الحوثيون من مكاسب سياسية كان متاحا بدلا من الصدامات الدموية ولم يكن هناك مبرر للمواجهة العسكرية ودخول صنعاء واستهداف المؤسسات ومنازل المواطنين وانتشار المسلحين في الشوارع والتدخل في كل شيء فذلك أمر غير مقبول, وإذا استمروا في ذلك فإنهم سيخسرون سياسيا وسيفقدون تدريجيا أنصارهم ويستثيرون كراهية المواطنين لهم ويفقدون ثقة من اغتر بهم. تهاوي قوات الجيش والأمن تهاوي بعض وحدات الجيش والأمن أمام الحوثيين نتج عن خيانات واختراق في هذه الوحدات, بدأ من معركة الاستيلاء على عمران, حيث رفضت بعض هذه الوحدات نجدة اللواء 310 مدرع, واستسلمت وحدات الأمن الخاصة في الطريق إلى عمران, وتقهقرت وحدات من قوات الاحتياط وقوات المنطقة السادسة, ولم تتجاوز جبل ظين, وهي التي كانت مكلفة بالالتحام باللواء 310 في عمران. كما أن وحدة من قوات العمليات الخاصة سقطت في مجابهة صغيرة مع الحوثيين وسلمت لهم عربة " بي تي آر 80 " وهي من أحدث العربات ومدفع عيار 105 وأسلحة متوسطة. الدعاية التي كانت تبثها بعض الأطراف في أزمة العام 2011م بأن المعارك هذه بين الإصلاح والحوثيين وأن على هذه الوحدات ألا تنحاز إلى أي طرف, وأن الإصلاح هم من قاتل هذه الوحدات في منطقة الصمع وغيرها, فكيف يتم القتال إلى جانبهم. هذه الدعاية وهذا التوجه لهذه الوحدات من قبل قياداتها السابقة جعلها لا تنفذ توجيهات وزارة الدفاع, ولم تنفذ المهام الموكلة إليها بل إن البعض منها أعلن تأييده للحوثيين دون أي مواجهة أو حتى تهديد من الحوثيين, ومنهم من ترك معسكره أو موقعه ليستولي عليه الحوثيون وهذا سر نجاحهم في الوصول إلى صنعاء بهذه السهولة. بذل الرئيس عبدربه جهودا مضنية في سبيل تجنب المواجهة المسلحة خوفا على البلد من الدمار والتجزئة, وعلى العملية السياسية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني, وعندما فرضت المواجهة العسكرية أعطى توجيهاته للوحدات التي تم الاعتداء عليها بالدفاع عن نفسها ومنها من صمد ومنها من تهاوى للأسباب التي ذكرناها وفي نفس الوقت ظل الحوار مستمرا للوصول إلى حل وإيقاف الأمور عند حدها الذي وصلت إليه وتمخضت هذه الحوارات التي أدارها في الأخير ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر عن اتفاق السلم والشراكة الذي تم توقيعه الأحد الماضي من قبل جميع المكونات السياسية والذي مثل غطاء لانقلاب الحوثيين وجعل دول المحيط الإقليمي والدول الراعية للمبادرة الخليجية تبارك هذا الاتفاق وتعتبره خاتمة لهذه الأحداث, وهذا الغطاء يتوقف استمراره على الحوثيين ومدى التزامهم به والسير ضمن المكونات السياسية كشركاء في الدولة وليس كدولة داخل الدولة. مواجهة لقد سقطت صنعاء في يد الحوثيين بلمح البصر, وشكل ذلك صدمة لم يفق المجتمع منها بعد لكن هذه الغيبوبة بدأت تنتهي وبدأ الناس يفيقون ويتساءلون كيف حدث هذا ولماذا؟ كما أن تصرفات مليشيات الحوثيين سواء من عناصرهم أو من غير عناصرهم ممن ألصقوا شعاراتهم على سياراتهم وبنادقهم وعاثوا في الأرض فسادا جعلت سكان صنعاء يضيقون ذرعا بهم وانكسر حاجز الخوف لديهم وتحول إلى غضب, سرعان ما يتزايد ويتحول إلى مجابهة ومقاومة لهذه الأسباب, رغم حقيقة أن أجهزة الأمن لم تكن هي الأخرى فيما مضى قادرة على توفير الأمن في صنعاء بالشكل المطلوب ولكن المواطن والسائح والزائر والديبلوماسي يطمئن عندما يشاهد تواجد رجال الأمن وغيابهم من الشارع ترك الحبل على الغارب للعناصر الإرهابية وعصابات السرقة, وكل هذا بسبب الحوثيين الذين نصبوا أنفسهم بدلا عن أجهزة الأمن التي إن تواجدت فتتواجد في مرافقها تحت حراسة الحوثيين, ومن سخرية القدر أن المعسكر الرئيس لقوات الأمن الخاصة الذي يوجد فيه أكثر من ثلاثة آلاف جندي مدججين بالأسلحة يقف على بوابته طاقمان من أطقم الحوثيين لا يدخل أحد أو يخرج من المعسكر إلا بإذنهم. هناك معسكرات وألوية عسكرية في العاصمة محتفظة بجاهزيتها, مثل ألوية الاحتياط وألوية الحماية الرئاسية وقد قدمت مساعدة محدودة للوحدات التي هوجمت لكنها احتفظت بقوتها الرئيسة للدفاع عن القطاعات التي تقع ضمن مسؤوليتها وبالنسبة للوضع الأمني الحالي في أمانة العاصمة فان هذه الألوية لا تدخل في الخطط الأمنية لأمانة العاصمة التي تعتمد بدرجة أساسية على قوات الأمن, وتساندها بعض الوحدات العسكرية عند الطلب. الحوثيون لا يستطيعون تأمين العاصمة فهم خوف وليسوا أمنا في مظهرهم الحالي وحتى لا يتحملوا وزر ذلك عليهم مغادرة النقاط والمؤسسات وترك الأمن يمارس دوره. الحوثيون يحصلون على دعم غير محدود مادي وعسكري من إيران وهذا أحد أسباب قوتهم, وعلى صعيد الداخل هناك من ساندهم وفق الشعار الذي رفعوه لإسقاط الجرعة وإسقاط الحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار وهي شعارات كان الكثير من البسطاء معها وليس مع ما تخفيه من أهداف وراءها, وهذا شكل القوة التي ساندتهم, إضافة إلى أن هناك حاقدين على النظام وعلى حزب "الإصلاح" تحديدا وأرادوا أن ينتقموا بواسطة الحوثي من خصومهم السياسيين ولا ندري هل كان هناك تنسيق مع الحوثي أم انه أتى تلقائيا, لكنه كان عاملا رئيسا وساعد فيما حصل. الحوثيون تواجدوا على المنافذ المؤدية إلى مقر جهاز الأمن القومي وأحاطوا بمركز التدريب في منطقة الحتارش وعلى مدى أربعة أيام كانوا يذهبون ويعودون والجهاز صامد أمام التهديدات والاقتحام ومركز التدريب كذلك, وسبق أن أكدت أنه لا يوجد أي سجن أو سجناء في الجهاز, لقد كان هناك سجينان للحوثيين في عدن تم الإفراج عنهما وسجينان لبنانيان كانت هناك وساطة عمانية منذ أكثر من أربعة أشهر للإفراج عنهما ووافق فخامة الرئيس هادي على تسليمهما للجانب العماني وهذا الذي تم وليسا إيرانيين بل لبنانيين. استغلال الخصومات هذا ليس صحيحا على الإطلاق, الصحيح أن الحوثيين استغلوا خصومات البعض من القبائل أو القوى السياسية سواء أولاد الشيخ الأحمر أو من حزب الإصلاح وجندوا هؤلاء الخصوم لمصلحتهم وكانوا هم الأساس في معارك حاشد وسقوط محافظة عمران إضافة إلى تأثير الدعاية بأن هذه معركة الإصلاح والحوثيين وهذا ما جعل بعض الناس يقفون إما سلبيين أو مناصرين للحوثيين فضلا عن الوحدات العسكرية نفسها, أما من يتحدث عن هذا كاتفاق أو بتنسيق فليس صحيحا, فالرئيس هادي خذلته بعض الوحدات العسكرية أولا في عمران وعندما ذهب إلى عمران كان بدرجة أساسية لتطمين الدبلوماسيين, وفي صنعاء كان تخاذل من الوحدات العسكرية وكل هذا غطي بالاتفاقية ولنبدأ صفحة جديدة. الذين قدموا من خارج صنعاء 20 ألفا, بالإضافة إلى عناصرهم الموجودة داخل صنعاء وما حولها من مناطق, والحوثيون وعدوا بسحبهم من النقاط التي دخلوها, وبالإمكان أن يتم استيعاب من هو صالح منهم في الجيش والأمن وفقا لشروط التجنيد وهذا حق أعطي لهم من خلال مخرجات مؤتمر الحوار الوطني, ولن يشكلوا وحدة عسكرية مستقلة بل سيكونون ضمن وحدات الجيش والأمن. إذا عولجت الأمور في صنعاء وحسمت بشكل سريع بإعادة هيبة الدولة وأن تكون هي الواجهة وليس أي واجهة غيرها فيمكن التغلب على ذلك لكن إذا لم يعالج هذا الوضع فيمكن توقع أي شيء. سلاح الدولة وفقا لمخرجات مؤتمر الحوار يجب أن يعاد إلى الدولة سواء كان مع الحوثيين أو مع غيرهم, وهذه مسألة ملحة وضرورية لأنه لا يجوز أن تمتلك أي قوى أو جماعات السلاح الثقيل سواء كانوا حوثيين أو غير حوثيين ويجب أن يكون هناك التزام بإعادة الأسلحة المنهوبة. يجب أن يتم تطبيع الأوضاع فورا, فأي تأخير ستكون له انعكاسات سلبية في محافظات أخرى والتطبيع يتم بإعادة انتشار قوات الأمن في المناطق والأقسام والنقاط والحزام الأمني ولا ضير في التنسيق مع "أنصار الله" في هذا الشأن. القاعدة يستهدف الجميع بدون تمييز ونتوقع من هذا التنظيم القيام بأعمال إرهابية سواء ضد الحوثيين أو ضد الجيش والأمن أو مؤسسات الدولة وكل شيء وارد. العلاقات مع الخليج العلاقات اليمنية الخليجية تعتمد على مدى تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الذي رحبت به دول الخليج, وكل الدول الصديقة والمجتمع الدولي, فهذه الوثيقة تضمن أن الأمور تمضي بصورة طبيعية ووفق مخرجات الحوار الوطني وهذا يعني مواصلة التحول السلمي للبلد. وينبغي ان يكون الجهد باتجاهه, فأي خروج عن ذلك يمكن أن يترتب عليه عرقلة وتداعيات أخرى, ولهذا نحن مؤملون أن يتم الالتزام باتفاق السلم والشراكة والالتزام بمخرجات الحوار والاتفاقيات التي بنيت عليها والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة وهذا هو الضمان لأن يخرج اليمن إلى بر الأمان ومطلوب تضافر الجهود من قبل الدول الشقيقة والصديقة, وفي مقدمتها دول الخليج, ودول الخليج رغم موقفها الايجابي المساند لليمن وللرئيس هادي إلا أننا وصلنا في مرحلة صعبة ولم تكن الاستجابة على مستوى الحدث وعلى مستوى الوضع الذي كنا نمر به, صحيح أن المملكة العربية السعودية قدمت مساعدات وأيضا الإمارات وعمان وبقية الدول لكن الوضع يتطلب دعما أكثر مما قدم وخصوصاً في الجانب الاقتصادي وفي جانب بناء القوات المسلحة والأمن فاليمن منذ أربع سنوات لم يستورد ولا طلقة رصاص واحدة والموجود هو مما تبقى من الفترة الماضية, وهذا الوضع حال دون أن يستعيد الجيش ما فقده في الأحداث الماضية ويمكن أن هذا أحد أسباب الانهيار الذي حصل في بعض الوحدات العسكرية. ما يقوم به الحوثيون بعضه لانتقام شخصي وبعضه ربما لأسباب ستراتجية أثناء الأحداث فمنزلي مجاور لمنزل فرج بن غانم وقد استولى الحوثيون على كل هذه المنازل ربما لإطلالتها على مبنى التلفزيون لمحاصرته وأعمال النهب التي تمت قد تكون من قبل بعض الأشخاص, وما نهب من منزلي كان بعض الأدوات الالكترونية الخاصة بأحد الضيوف حيث تركها حتى ينقلها إلى منزله في الريف. المعلومات الرسمية حتى الآن تشير إلى 270 جثة تم انتشالها من قبل وزارة الصحة لكن ضحايا هذه الأحداث في اعتقادي لا يقلون عن ضعف هذا العدد بالإضافة إلى آلاف المصابين, ويعتبر ذلك خسارة على الوطن فكل الضحايا أولا وأخيرا يمنيون.