كشف تقرير بثته قناة "نبأ" الفضائية الأسرار الخفية حول تأخر إجراء صفقة السلاح الفرنسي التي تعهدت السعودية بتمويلها بقيمة 3 مليارات دولار لصالح الجيش اللبناني لدعمه فيما وصفته السعودية بالحرب على الإرهاب وتحديدا محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراقوسوريا "داعش". وقالت القناة في تقرير لها أمس: بالرغم من مرور أشهر عدة على إعلان السعودية عن منحة المليارات الثلاث للجيش اللبناني إلا أن الصفقة لم تتم بعد، مؤكدة أن السر في ذلك هو خلاف قوي بين الجانبين السعودي والفرنسي حول الجهة التي ستقبض عمولة صفقة السلاح والتي يطلق عليها العوام "البقشيش." وبحسب القناة فإن مصادر إعلامية أكدت أن الفرنسيين فرضوا شروطهم، بما يخص قضية العمولة على الصفقة، حيث حاول السعوديون إبعاد السمعة السيئة عنهم بما يخص عمولات صفقات السلاح. وأكدت المعلومات أن الجانب السعودي، شدد على ضرورة عدم دفع أي عمولة بما أن الصفقة تتم بين دولتين، إلا أن الفرنسيين أصروا في المقابل على دفع عمولة بنسبة خمسة في المئة من مجمل قيمة الصفقة. وبحسب التقرير فإن المعلومات أشارت إلى أن قيمة البقشيش أو العمولة في تلك الصفقة 150 مليون دولار أميركي، وأنه يعود لشركة أوداس العامة الفرنسية التي تتولى الوساطة في هكذا صفقات. وأشارت القناة إلى أن هذه الشركة حكومية الطابع اخترعها الفرنسيون لضمان بقاء العمولة في جيوبهم. المصادر نفسها أكدت للقناة أن مبلغ العمولة التي طالبت بها فرنسا يكفي لتجهيز الجيش اللبناني بكامل حاجته من الطائرات لمهمات القتال ضد الإرهاب. من ناحية أخرى، أكدت المعلومات أن تبايناً حاداً في وجهات النظر السعودية طفا إلى السطح قبيل توقيع وزير المالية السعودي على الصفقة،، حيث وجهت الاتهامات إلى رئيس الديوان الملكي خالد التويجري بالسعي إلى الحصول على عمولة الصفقة. وعزّزت هذه الاتهامات إشاعات عن كون الصفقة ستتم بين وزارة الحرس الوطني التي يتولاها الأمي متعب بن عبد الله، وبين الجانب الفرنسي، بسبب العلاقة الجيدة التي تربط التويجري بمتعب. وفيما تتأخر الصفقة ومعها الدعم الحكومي، ينتظر الجيش اللبناني المعدات والدعم فيما يخوض المعارك الشرسة ضد من يصفهم بالجماعات المتشددة. وكانت السعودية قد تعهدت بتسليح الجيش اللبناني بصفقة سلاح فرنسية قيمتها ثلاثة مليارات دولار، لمحاربة الدولة الإسلامية (داعش) التي تسيطر على أجزاء من سورياوالعراق. ومن المفترض أن يوقع العقد عن الجانب السعودي، بحسب معلومات أولية، وزير المالية إبراهيم العساف وعن الجانب الفرنسي رئيس شركة "أوداس" الفرنسية لتجارة الأسلحة الأميرال إدوار غيو والسفير الفرنسي في الرياض برتران بزاسنو. وفي وقت سابق كانت الرياض قد دعت قائد الجيش اللبناني جان قهوجي إلى حضور توقيع الاتفاق الذي لايزال موعد قيد المجهول حتى هذه اللحظة. ويخوض الجيش اللبناني مواجهات مع الجماعات التي وصفها بالمتشددة في شمال لبنان ومنطقة عرسال حيث جرت معارك عديدة بينه وبين الدولة الإسلامية "داعش" وتنظيم "جبهة النصرة" منذ بداية نحو عام، ولا يزال عسكريون لبنانيون أسرى لدى الدولة ولدى جبهة النصرة منذ اندلاع الاشتباكات.