دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    تضامن حضرموت يحلق بجاره الشعب إلى نهائي البطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت بفوزه على سيئون    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    رعاية حوثية للغش في الامتحانات الثانوية لتجهيل المجتمع ومحاربة التعليم    مجلس وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل يناقش عدداً من القضايا المدرجة في جدول أعماله    "مسام" ينتزع 797 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية    الصين تبدأ بافتتاح كليات لتعليم اللغة الصينية في اليمن    تشيلسي يسعى لتحقيق رقم مميز امام توتنهام    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    صواريخ الحوثي تُبحِر نحو المجهول: ماذا تخفي طموحات زعيم الحوثيين؟...صحفي يجيب    المنخفض الجوي في اليمن يلحق الضرر ب5 آلاف أسرة نازحة جراء المنخفض الجوي باليمن    انهيار حوثي جديد: 5 من كبار الضباط يسقطون في ميدان المعركة    نائب رئيس نادي الطليعة يوضح الملصق الدعائي بباص النادي تم باتفاق مع الادارة    شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن قيادتها السيارة    كان طفلا يرعى الغنم فانفجر به لغم حوثي.. شاهد البطل الذي رفع العلم وصور الرئيس العليمي بيديه المبتورتين يروي قصته    الهلال يلتقي النصر بنهائي كأس ملك السعودية    تعز.. حملة أمنية تزيل 43 من المباني والاستحداثات المخالفة للقانون    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    توضيح من أمن عدن بشأن مطاردة ناشط موالٍ للانتقالي    أهالي اللحوم الشرقية يناشدون مدير كهرباء المنطقة الثانية    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    قيادي حوثي يخاطب الشرعية: لو كنتم ورقة رابحة لكان ذلك مجدياً في 9 سنوات    الخميني والتصوف    نجل القاضي قطران: والدي يتعرض لضغوط للاعتراف بالتخطيط لانقلاب وحالته الصحية تتدهور ونقل الى المستشفى قبل ايام    انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    مخاوف الحوثيين من حرب دولية تدفعهم للقبول باتفاق هدنة مع الحكومة وواشنطن تريد هزيمتهم عسكرياً    الحوثيون يعلنون استعدادهم لدعم إيران في حرب إقليمية: تصعيد التوتر في المنطقة بعد هجمات على السفن    مبلغ مالي كبير وحجة إلى بيت الله الحرام وسلاح شخصي.. ثاني تكريم للشاب البطل الذي أذهل الجميع باستقبال الرئيس العليمي في مارب    غارسيا يتحدث عن مستقبله    مكتب التربية بالمهرة يعلن تعليق الدراسة غدا الخميس بسبب الحالة الجوية    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاباحية الامريكية الايرانية في ستار اكاديمي «2-3 »
نشر في الخبر يوم 14 - 11 - 2014

العهر المعتق نبع الرذيلة العلنية السؤال الثاني: من هي الجهة المسؤولة كوارث الوطن العربي خصوصا منذ عام 2011 ؟ انها عصابة الشياطين الثلاثة : اسرائيل الشرقية (ايران) واسرائيل الغربية وامريكا ، فالطرفين الاولين لديهما ثارات وصراعات سوبر استراتيجية وتاريخية مع العرب وهي صراعات وجود وليس صراعات حدود او سياسية ، اما الطرف الثالث اي امريكا فان صراعنا معها صراع استراتيجي.
وتتعقد الصراعات بين هذه الاطراف الثلاثة والعرب بسبب:
أ-اعتبار امريكا الوطن العربي احد اهم شروط سيطرتها على ازمتها البنوية والتمكن من فرض نظامها العالمي على العالم من خلال استغلال موارده وموقعه الاستراتيجي.
ب- اما اسرائيل الشرقية فان الحاجز الطبيعي المانع لتوسعها الامبريالي هو العراق وبدون السيطرة على العراق لا امل لإيران ببناء امبراطورية فارس بالإضافة الى ان موارد ايران لا تكفي لبناء امبراطورية فارسية لذلك فالاستيلاء على ثروات عربية امر جوهري ، واسرائيل الغربية اصلا دولة قامت على ارض عربية بالاحتلال الكامل وهي ارض فلسطين وهذا احد اهم اسباب اعتبارها العرب العدو الاخطر الذي يهدد وجودها غير الشرعي من جهة، ولان فلسطين فقيرة الموارد ولا توفر حتى الحد الادنى لتحقيق الحلم الصهيوني الاكبر ارضك يا اسرائيل من الفرات الى النيل لذلك فهي بحاجة ماسة لثروات العرب واسواقهم من اجل التوسع الامبريالي ضمن حدود اسرائيل الكبرى او التوراتية.
فالعرب اذن امام عصابة الشياطين الثلاثة الذين يحلون مشاكلهم الجيوبولتيكية والاقتصادية بالسيطرة على موارد العرب وارضهم ويبنون مستقبلهم على تهديم مستقبل العرب فالأرض والموارد التي تحتاجها اسرائيل موجودة في ارض العرب وهذا هو حال ايران كذلك، من هنا فان القواسم المشتركة بين هذه الاطراف الثلاثة تجعلها موضوعيا وعمليا واحيانا رسميا في جبهة واحدة ضد العرب . ولذلك نرى ان هذه العصابة تقف الان وبلا غموض سوية ضد العرب ووحدة اقطارهم في العراق وسوريا واليمن والبحرين ولبنان وكافة دول الخليج العربي وتدعم اسرائيل الغربية وامريكا الاداة الطائفية لإيران بوضوح .
السؤال الثالث: كيف نجح الشياطين الثلاثة في تحقيق مكاسب استراتيجية في العراق وسوريا واليمن بشكل خاص؟ للإجابة على هذا السؤال ينبغي ملاحظة ان الصهيونية الامريكية وبالتعاون مع اسرائيل الشرقية نفذت ما يلي:
أ- نشر الفتن الطائفية : ان الطائفية التي حولت الولاء من الولاء للهوية القومية والوطنية الى ولاء للطائفة ومن ثم الى ايران قد حققت اختراقا جوهريا خطيرا في بعض الاقطار العربية وخصوصا العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وهيمنة الولاء الطائفي كان الخطوة كانت اساسية في اختراق الوحدة الوطنية وبروز صراعات داخل كل قطر بين ابناء شعبه، وبما ان هذه الحالة هي اهم اهداف اسرائيل الغربية وداعمتها امريكا فان دعم اسرائيل الشرقية حاجة استراتيجية لا غنى عنها.
ب- حكم الحثالات: اختارت امريكا اسوأ العناصر اخلاقيا وثقافيا وعلميا واكثرها تخلفا وافتقارا للخبرات لاستلام الحكم في العراق بعد غزوه ، اما ايران فان عناصرها بطبيعتها حثالات امية او نصف امية واغلبهم لصوص وخونة ومدانين اخلاقيا ، وبما ان هؤلاء هم من استلموا العراق فان النتيجة معروفة سلفا، فقطر مثل العراق كان متقدما في نظامه العام وثقافته ومسؤوليه وجيش التكنوقراط الذي ملكه وقع تحت حكم اميين او انصاف اميين ساقطين اخلاقيا وبلا تأهيل اداري لهذا فان كارثة العراق تحت حكم هؤلاء طبيعية ولابد منها.
وامريكا اختارت الحثالات لحكم العراق متعمدة ، تماما مثلما حلت الجيش متعمدة ، لأنها كانت ومازالت تريد تدمير العراق بتسليم مقدراته لأميين ولصوص، اما اسرائيل الشرقية فقد كانت مضطرة للاعتماد على اميين لانهم هم كل ما لديها ولولا اميتهم وتخلفهم لما خانوا وطنهم من خلال اعتبار الطائفية هوية لهم بدل الوطنية.
بل من الضروري الاشارة الى ان اسرائيل الشرقية مثل امريكا واسرائيل الغربية من مصلحتها ان يكون نغولها من الاميين وانصاف الاميين والمتخلفين كي تستطيع السيطرة التامة عليهم وتضمن عدم تمردهم عليها عندما يكتشفون بان طهران تعمل من اجل مصالحها الانانية على حساب العراق.
فالأمية والتخلف والسقوط الاخلاق من مميزات ادوات اي احتلال اجنبي خصوصا اذا كانت خطته تهدف الى تدمير البلد المحتل وليس السيطرة عليه وابقاءه سليما.
وما حصل للعراق من تدهور سريع عام في الاخلاق والخدمات وادارة الحكومة كان ومازال نتاج خطة امريكية متعمدة لانهاك شعبه بالأزمات الداخلية والتي تجر القطر الى التهلكة والتشرذم والهجرة والاهم التخلي عن القيم الوطنية والاخلاقية وقبول الاحتلال كوسيلة للتخلص من شروره.
اما اسرائيل الغربية فلها مصلحة اساسية في انهاء العراق بتوجهاته القومية العربية المعروفة وبتركيبته الانضباطية الفريدة بحرمانه من كل ما من شأنه تحقيق الاستقرار وتوفير الخدمات وانهاء المعاناة، فكل تلك المواصفات تجعل من العراق خصما خطيرا يهدد استمرار احتلال الصهيونية لفلسطين.
كانت ومازالت عملية خلق المعاناة المعقدة هدفا امريكيا صهيونيا مباشرا ولهذا لا يجوز ان ننخدع بتصور ان تنصيب الحثالات حكاما كان خطأ امريكيا او سوء تقدير وانما هو مثل حل الجيش خطوة مدروسة ومطلوبة النتائج وايران لها مصلحة اساسية في تبعية الحثالات لها لانهم لا يفكرون ولا يفهمون الحقائق ويسعون وراء بطونهم وما بين ارجلهم فقط ومن يحقق لهم هذين المطلبين ينفذون اوامره مهما كانت لا اخلاقية او تهلك الناس وتدمر الوطن.
ج- شرذمة الشعب : نفذت امريكا خطة صهيوامريكية تقوم على منع نشوء كتل كبيرة منظمة في الاقطار العربية بعد قامت في العقود السابقة بتنفيذ خطة التشجيع على تدمير اغلب التنظيمات الجماهيرية العربية وشرذمتها وتحويلها الى تنظيمات نخبوية بلا جماهير واسعة، وكي تستثمر امريكا حصول فراغ في الشارع العربي نتيجة انتهاء او اضعاف القوى الكبرى التاريخية رأيناها منذ انتهاء الحرب الباردة في التسعينيات تدرب الاف الشباب العربي، الناقصي الخبرة واليائسين من الحياة المتدهورة وعجزهم عن الحصول على عمل مناسب، في معاهد جديدة انشأتها لاحتواء ملايين الشباب العرب وغسل ادمغتهم ، ومنها معاهد الديوقراطية وحقوق الانسان والدفاع عن المرأة والشاذين جنسيا والمبشرين بمرحلة هيمنة امريكا على العالم.
لهذا فان ما حصل في عام 2011 كان نتاج ذلك التدريب وثمرة تلك الدورات ومن قادوا الحراك الشعبي هم شباب الفيس بوك المفتقرين للوعي السياس والتجارب الحقيقية والواقعين تحت ضغط مشاعر يأس وفراغ نتيجة فساد الانظمة العربية واستبدادها وعجزها عن توفير الحقوق حتى الدنيا منها للمواطنين العرب.
لكن طبيعة تركيب ووعي هؤلاء الشباب كانا لا يصلحان لقيادة الجماهير بصورة صحيحة فعجزوا عن معرفة ما يجب بعد اسقاط النظامين في تونس ومصر وكانت تلك احدى اهم الضوابط الامريكية لخطة الانتفاضة ، ومهد العجز الشبابي لتحويل الانتفاضة الى ردة ومناخا لاسوا الكوارث العربية فقد حصل فراغ خطير بعد افشال الدولة وتبعه عجز شباب الفيس بوك عن التحول الى بديل لمن سقط ليملئ الفراغ فكان طبيعيا ان تتقدم قوى اخرى لملء الفراغ في الدولة والمجتمع.
مرة اخرى نرى الحقيقة كما هي: ان الطبيعة التشرذمية لمن قاموا بإشعال شرارة الانتفاضة في تونس ومصر المقترنة بالتخلف السياسي والفكري والافتقار للجاذبية (الكاريزما ) كانت السبب الذي جعل الهبة الجماهيرية الملايينية في مصر تتحول الى صراعات عبثية قاتلة بين كتل واحزاب صغيرة لا يستطيع اي منها ملء فراغ السلطة.
كان الافتقار للقيادة الواعية والمقتدرة احد اهم اسباب تحول الانتفاضة المصرية الى فوضى هلاكة لان النخب فشلت في تحقيق احد اهم قواعد الثورة وهو السيطرة على حركة الجماهير الثائرة وقيادتها لتحقيق اهداف استراتيجية موضوعة سلفا.
الجماهير التي انتفضت كانت تتوقع وجود من يقودها ويحقق اهدافها لكنها صدمت بحقيقة ان شباب الفيس بوك اعجز من ان يعرفوا انفسهم ويسيطروا على نوازعهم الشخصية وكان ذلك مرسوما سلفا وفقا لدراسات نفسية قامت بها المخابرات الامريكية وهكذا فشرذمة الجماهير بجعل خياراتها محصورة بين تنظيمات نخبوية صغيرة عاجزة عن الحسم كان خطة مدبرة تماما مثل حل الجيش واختيار عناصر امية وفاسدة لتكون حكاما على العراق.
وفي العراق مثلا كان من بين اول خطوات الاحتلال اصدار قانون اجتثاث البعث وهو اكبر حزب جماهيري في العراق والحزب الوحيد الجماهيري الذي يضم كافة العراقيين وبغض النظر عن دينهم او طائفتهم او اثنيتهم لان المطلوب كان جعل التنظيمات الشللية النخبوية هي السائدة ورغم انشاء اكثر من 300 حزب ومنظمة وبتمويل امريكا سخي فإنها عجزت عن تحقيق استقطاب جماهيري وولدت وهي ميتة وسبب الفشل هو وجود قوى شعبية منظمة عريقة تملك خبرات ادارية ضخمة بالإضافة لقوى شعبية مسلحة اعدت قبل غزو العراق.
لهذا فان من يتصور ان انتفاضة مصر وتونس تعرضت للفشل بعفوية يرتكب خطأ كبيرا فالفشل كان مقررا سلفا لان المطلوب كان اطلاق انتفاضة تسمح باشراك ملايين الناس في النضال ضد الانظمة ثم بعد انتشار الانتفاضة التي لا تقودها منظمة مجربة ومقتدرة ولا تملك عناصر السيطرة على مسارها تتعرض للتشرذم والاختفاء التدريجي وتحل محلها فوضى دموية تحرق الاخضر واليابس اليس هذا ما حصل في مصر وتونس واليمن وسوريا ؟ اين شباب الفيس بوك الذين كانوا قادة الحراك الشعبي الضخم ؟ لقد احيلوا على التقاعد مبكرا او سحبوا استعداد لمرحلة قادمة.
د-شرذمة الفصائل: ان من يتصور بان تعمد امريكا دعم وانشاء منظمات نخبوية يقتصر على التنظيمات السياسية واهم فالخطة تتضمن فرعا هو الاخطر فبروز نخب صلبة التكوين بين نخب هشة التكوين يسمح برفض العناصر الصلبة التكوين النتائج السلبية للانتفاضة وبقدر ازدياد سلبيات الوضع وتحوله الى مسلسل كوارث فان هذا النوع من النخب يتحول بسرعة الى بؤر للإرهاب.
ان الفشل في تحقيق حلم الثورة يدفع هذا النوع الى حمل السلاح وبما انه يفتقر للرؤية الاستراتيجية فانه يتعرض للتجريبية وهي منهج مملوء بالفخاخ الخطيرة والقاتلة للشباب ، وهنا نرى جذور بروز كتل صغيرة متطرفة تتغير توجهاتها بسرعة وبدون ضوابط سوى الانفعال اللحظي الناتج عن الاحساس بالإحباط وهذه الظاهرة تضع فصائل المقاومة امام تحديات خطيرة جدا بل هي اخطر بكثير من مواجهة قوات الاحتلال.
ه- دعم مرجعيات دينية متخلفة: يضاف الى ذلك ان دعم امريكا لعناصر وكتل صغيرة ذات توجهات دينية وتتميز بفقرها الثقافي واعتمادها على ما حفظته من الدين دون تعمق وتمكن حقيقي وابعاد شخصيات متنورة من علماء الدين لأنها متنورة ولا تقبل باستغلال الدين في السياسة، يفضي ال مشاكل خطيرة ارادتها امريكا ومنها التوجه نحو العنف باسم الدين، وهذا التوجه يتميز بالتطرف المستند الى معين فطري قوي وفهم سطحي لمبادئ الدين فتكون هذه العناصر ادوات اشعال حروب اهلية ليس بين الطوائف المختلفة بل داخل الطائفة الواحدة، ولعل اهم وظائف المراجع هو الافتاء بطريقة تؤدي الى التشرذم وتواصله.
وهكذا تتناسل التنظيمات وفقا لمسلسلة هندسية وليس عددية وتصبح من ابرز اسباب التشرذم العام .
السؤال الرابع : هل للعرب امل في الانتصار والخروج من نفق الكوارث المظلم؟
قد يتصور البعض بان ما ذكرناه عن التلاقي الاستراتيجي الامريكي – الفارسي – الصهيوني وما حققه من تقدم باننا نعيش عصر الهزيمة الدائمة وهذا التصور خاطئ تماما فان ما اكدناه هو فقط لمعرفة الخريطة الحقيقة لتوزع القوى وتوازناتها. ان امتنا العربية وقواها الطليعية قادرة على تحقيق انتصارات الان – وقد حققتها فعلا كما سنرى – وستحققها في المستقبل تماما مثلما حققتها سابقا وقبل بدء مرحلة الهزائم، ولتأكيد ذلك من الضروري تقديم اشارات للتذكير فقط بما يجاول الاعداء دفعنا لنسيانه تحت الضغط الهائل للكوارث العربية المتعاقبة :
قبل كل شيء لابد من الاشارة الى ان من اهم اسس المخططات المعادية للامة العربية خصوصا الصهيوامريكية – ايرانية ترويج فكرة ان العرب فشلوا في كل شيء وانهم محكوم عليهم بتكرار الفشل، وهذه الاطروحة تعتمد على انتقائية مغرضة تتعمد اختيار الهزائم لإثبات ان العرب عاجزين عن تحقيق النجاح، لكنها تتعمد اخفاء الانتصارات العظمى التي تحققت بالفعل.
وقياس النجاح والفشل اذا فصل عن المرحلة الزمنية للأحداث صار انتقاء معزولا عن سياقه الطبيعي والذي بدونه يصبح التقييم خاطئا ومضرا جدا لهذا فان التقييم الناجح يعتمد على اساس لا غنى عنه ابدا وهو معرفة البيئة التي كانت سائدة وقتها وما يتحكم فيها من مؤثرات ظرفية او تاريخية.
وتلك البديهية تفرض حتمية التطرق ل(متى) وقع الحدث فهذه ال(متى) تدخل مستوى الوعي السائد ونوعية توازن القوى والمؤثرات الخارجية والداخلية في موازين القوى…الخ.
1- ومن بين انتصارات العرب الكبرى حركة الانبعاث القومي العربي المعاصر والتي بدأت في الخمسينيات وبالتحديد عند العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 والذي قامت به بريطانيا وفرنسا واسرائيل وساعد على انطلاق القومية العربية بصورة بالغة القوة غيرت البيئة العامة من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي، وكان التيار القومي متمركزا وقتها في سوريا التي برزت فيها الطليعة القومية العربية المنظمة وكان لها التأثير الحاسم على توجهات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي بدأ قطريا مصريا وتطور واصبح قوميا عربيا نتيجة تأثره بالتيار القومي العربي.
ربما نرى الان تراجعا للهوية القومية رغم انها اساس وجودنا الانساني ولكن هذا التراجع مرحلي وله اسبابه الموضوعية ولا يشكل نهاية للنضال القومي العربي، بل ان التراجع الحالي لحركة القومية العربية هو احد اهم الادلة على انها ظاهرة وجودية يستحيل اقتلاعها بدليل ان القوى الكبرى الغربية والصهيونية سخرت كل قواها منذ الخمسينيات خصوصا استخدام حركات وانظمة لتدمير القومية العربية ومع ذلك لم تنجح الا مرحليا. ومن انجازات حركة القومية العربية في عهد القائد التاريخي جمال عبدالناصر وضع اسس انهاء النظام الهجين (نصف الاقطاعي ونصف الرأسمالي) في مصر ونشر افكار الاصلاح الزراعي والتصنيع الثقيل والتحرر من الاستعمار، وكان انشاء حركة عدم الانحياز ابرز مظاهرها، ومساواة الانسان.. الخ.
ولو اكتفينا بهذه الانجازات وغيرها كثير لا يمكننا القول بفخر ان تجربة عبدالناصر كانت ايجابية وخطوة على طريق التحرر الوطني العربي الكامل والشامل وان عناصر الفشل فيها طبيعية لاسباب موضوعية اساسا.
2- والمقاومة الفلسطينية رسخت منذ الستينيات فكرة ان الرد على العدو المشترك (امريكا وايران والصهيونية) لا قيمة كاملة له ما لم يجعل الكفاح المسلح الوسيلة الرئيسة لتحرير كل ارض عربية محتلة من فلسطين الى الاحواز مرورا ببقية الاراضي العربية المحتلة تراجعت المقاومة الفلسطينية ليس نتيجة خلل بنيوي فيها – رغم انه كان موجودا – بل لانها واجهت تأمرا دوليا وعربيا عليها اكبر من قدراتها وتجربتها لكن انجازها الاكبر كان انها اثبتت عمليا ان اللجوء للمقاومة المسلحة عند مواجهة التحديات الخطيرة التي لا تضع حدا لها الوسائل السلمية ضرورة ستراتيجية عظمى وهذا الاثبات كان احد اهم مصادر وعي المقاومة العراقية بعد عام 2003.
3- في العراق رأينا انموذجا يبرز لأول مرة في الوطن العربي حديثا وهو تحقيق طفرات علمية وتكنولوجية هائلة كان قمتها انشاء (جيش العلماء والمهندسين) كما وصفه ديفيد كي رئيس المفتشين الدوليين التابعين شكليا للأمم المتحدة والتابع عمليا ورسميا للمخابرات الامريكية وبقوة جيش العلماء حقق العراق قفزات نوعية في التصنيع مثل اتناج دبابات ومدفعية وقطع غيارا طائرات واختراع طريقة عراقية في تخصيب اليورانيوم وبناء صناعة ثقيلة واحياء الزراعة لدرجة تحقيق الاكتفاء الغذائي.
ولا نذكر شيئا على الجيش العراقي في العهد الوطني والذي تحول الى واحد من اقوى جيوش العالم واكثرها مهنية وعقائدية في نفس الوقت لدرجة انه انتصر على ايران وجيشها مع انها اكبر من العراق بثلاثة مرات بالنفوس والقوة العسكرية والاخطر انها امتلكت قوة جبارة في عهد خميني وهي استعداد الاف الايرانيين للموت بدعوة من خميني وكان ذلك السلاح الجبار كافيا لإلحاق الهزيمة بأمريكا والاتحاد السوفيتي، وقوة الجيش العراقي كانت احد اهم اسباب مسلسل الحروب التي شنت على العراق من اجل القضاء عليه. اما في المجال الاجتماعي فقد ازالت ثورة 17-30 تموز عام 1968 الامية بشكل كامل في حملة فريدة في الوطن الوطن العربي دامت عشر سنوات، وذلك بحد ذاته مفخرة للعراقيين والعرب، كما ان الجوع انتهى بالقضاء على الفقر تماما ونشوء عصر رفاهية لأول مرة في العراق، وهذا الانجاز بحد ذاته مفخرة اخرى للعراقيين ولم يتحقق في كل الدول المتقدمة التي بقي فيها فقر وعيش تحت خطه، وانتقل العراق الى مرحلة التقارب بمستوى التطور الحضري مع اكثر بلدان العالم تطورا، وذلك وحده مدعاة للفخر.
وقدم العهد الوطني انموذجا رائعا للرابطة القومية العربية عندما قدم دعما ماليا وعلميا واداريا للكثير من الاقطار العربية واعتبر ان لبقية العرب حصة من ثروات العراق وشمل ذلك موريتانيا واليمن والسودان وغيرها. وانتشر علماء العراق في اقطار عربية عديدة يعلمّون ويبنون المعامل والمدارس والطرق الحديثة والمستشفيات ويعالجون المرضى..الخ.
وهذا التطور النوعي في العراق كان السبب الرئيس الذي اجبر امريكا واسرائيل على ايصال خميني للحكم ودفعه لشن حرب على العراق واعداد ازمة الكويت لتكون قنبلة تدمير للعراق وتمهيد لغزوه.
النتيجة الاكثر اشراقا هي لو كان العرب فاشلون وبلا نجاحات كبرى لما اجبرت امريكا ومعها دول اوربية للقيام بشن حرب عالمية على العراق بدأت في عام 1991 ومازالت مستمرة حتى الان وكانت تلك الحرب السبب الرئيس لانكشاف العيوب البنوية للنظام الرأسمالي الامريكي وهزيمته امام المقاومة العراقية الباسلة. فمن هزم امريكا ليس الاتحاد السوفيتي ولا الصين بل المقاومة العراقية وهذا بحد ذاته مفخرة كبرى للعرب وليس للعراقيين وحدهم.
4- واخيرا وليس اخرا فان مجرد صمود القومية العربية كل هذه العقود رغم التفوق النوعي للأعداء في الجوانب المادية كالعلم والتكنولوجيا والمال والخبرة والاعداد والعدد، هو انتصار كبير للامة العربية فلو واجهت فرنسا او بريطانيا ربع ما واجهه العراق لانهارتا بأسابيع ولو اخذنا الحرب العالمية الثانية كمثال يؤكد ما نقول فان بريطانيا وفرنسا لن تصمدا اكثر من اسبوع بوجه الحروب التي شنت على العراق خصوصا وان سلاح الحرب العالمية الثانية كان بدائيا مقارنة بسلاح الحرب العالمية التي تدور منذ عام 1991 وحتى الان وهو سلاح متطور جدا وخطير الفعالية ولم يستخدم في اي حرب قبل شن الحرب العالمية ضد العراق، مما يجعل قدرات القومية العربية على الصمود والمقاومة اكبر بكثير من كافة شعوب اوربا الغربية وامريكا الشمالية.
ونكرر ما قلناه مرارا ان امريكا واوربا لا تنغمسان في حرب عالمية هي الاكبر والاكثر تكلفة والاخطر في التاريخ الانساني من اجل دولة فاشلة ومهزومة او ضد حركة قومية ضعيفة، فتلك الفكرة اهانة لقوة التحالفات المعادية للعراق وتقزيم لقوتها والتي ظهرت في نجاحها في تحقيق انهيار سهل للاتحاد السوفيتي.
ولو قورن العدوان الثلاثي الذي قامت به بريطانيا وفرنسا واسرائيل ضد مصر في عام 1956 بالعدوان الثلاثيني على العراق لادركنا ان تغيرا جذريا في الظروف قد حصل لصالح العدو المشترك فمعركة صغيرة وثانوية واحدة من معارك العدوان الثلاثيني وما بعده على العراق اكبر واكثر قسوة من كل حرب عام 1956 على مصر، ومع ذلك تحملت الطليعة القومية العربية في العراق العبء وواصلت الكفاح بكافة اشكاله لطرد الاحتلال الامريكي والايراني.
مصر عام 1973 اثبتت في حرب اكتوبر – رغم طبيعتها التحركية – ان العربي اقدر من الاسرائيلي عندما تتوفر له البيئة ويكون هناك نظام مستعد للإعداد الجدي للحرب، والعراق استفاد كثيرا من الاخفاقات في التجربة الناصرية وتجنبها في بناء التجربة العراقية ولذلك كانت تجربة العراق انجح من تجربة مصر ليس لان العراقي اقدر من المصري فكلاهما يتمتعان بنفس التكوين في الهوية والقدرات ولكن نتيجة تراكم الخبرة واستخدامها في مواجهة الاعداء.
النصر اذن تحقق مرات ومرات وكان هو السبب في اضطرار القوى المعادية للامة العربية (ايران واسرائيل وامريكا) لإنشاء تحالفات دولية واقليمية لم يسبق لها مثيل حتى في الحربين العالميتين الاولى والثانية ضد العراق ومقاومته الباسلة، وهذه الخطوة اعتراف مباشر ورسمي بان القومية العربية قوة جبارة من الصعب القضاء عليها من دون تناسي وجود خلافات بين دول وقوى عديدة اضطرت للاتفاق ضد حركة التحرر الوطني العربية وطليعتها الباسلة المقاومة العراقية المسلحة.
الطليعة القومية تتقدم وتعزز دورها وليس العكس رغم الاختلال الهائل في موازين القوى والنصر ليس هدفا مباشرا زمنيا نتيجة ما تقدم بل هو نتيجة لابد منها في نهاية الحرب الطويلة التراكمية النتائج ويكفي صمود المقاومة العراقية ما يقارب ال12 عاما في بيئة ليست في صالحها لتأكيد انها حركة تاريخية مقتدرة وليس فاشلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.