توقع الكاتب والمحلل السياسي اليمني علي البكالي أن تؤدي الأزمة السياسية المتفاقمة في حزب المؤتمر الشعبي العام إلى خروج صالح وهادي والدكتور الارياني من حزب المؤتمر على السوية. وقال البكالي في حديث خاص ل «الخبر» إن صالح قرر الانقلاب على هادي قبل إعلان الحكومة بحجة فشله ورئيس الحكومة الجديد، ورتب لفصل هادي والارياني من قيادة الحزب، لافتا إلى أن هادي فاجأه بإعلان الحكومة، فأعلن صالح النفير الحزبي وقام بفصل هادي والارياني وسحب أعضاء المؤتمر. وأوضح بأنه لم ينسحب من أعضاء المؤتمر سوى مراكز القوى المورطة بقضايا فساد في يد صالح ملفاتها، مشيراً إلى أنه وبعد توجيهات هادي بتجميد أرصدة الخزب انقسمت قيادة المؤتمر بين صالح وهادي عدا المتورطين مع صالح، غير أن القيادات الجنوبية واقليم الجند لها موقف من فصل هادي والارياني. وأكد البكالي أن المشهد السياسي الذي لا يزال منغلقاً ومتوتراً، يستلزم حالة فرز تؤدي إلى انفراج، بتوصيف المستقبل القريب للواقع السياسي لحزب المؤتمر مع بقية القوى السياسية في الساحة، متوقعا أن يكون ذلك الفرز على أساس الإبقاء نقائض المنطقة الجيوطائفية. ولم يستبعد البكالي تدخل المجتمع ورغبته في ذلك لمعرفته أن حزب المؤتمر الشعبي العام تجمع مصالحي لا ايديولوجية له ولا فكرة، منوهاً بأن المؤتمر قد يمكن أدلجته بالمزاوجة مع حركة الحوثي الفكرية المذهبية. وأردف: «ثم بعد ذلك سيتم المزاوجة بين المؤتمر والحوثية، لتكون الحوثية ايديولوجيا الصراع السياسي، والمؤتمر الحامل الشعبي لها، وربما تتطلب المزاوجة تيار ثالث هو وجه اليسار القابل للتماهي بينهما». ومضى قائلاً: «بعد ذلك سيتصدر اليسار وجه السياسات الخارجية لهذا الزواج الثلاثي، في حين ستشكل الحوثية التيار الايديولوجي المتحكم بسياسات التنظيم، أما المؤتمر فهو الحامل الجماهيري والشعبي لهما». وتابع البكالي في حديثه ل «الخبر»: «في المقابل سيتحالف الاصلاح مع الناصري وبعض الأحزاب الصغيرة والصغيرة جداً، سيغدو لدينا تحالفين كلاهما يمتلك ثلاثة أوجه، وستبدأ دورة الصراع من جديد، لكن ربما تسمح بتعدي المرحلة الانتقالية». وكشف عن تحالفات وحسابات صالح الخاسرة منذ بداية تحالفه نع الحوثيين، ومن ثم سقوط صنعاء وصولا إلى تفكك المؤتمر وبلوغ الصراع إلى أشد ذروته، مردفاً: «بالطبع كان صالح قد أبرم اتفاقاً تحالفياً مع الحركة الحوثية قبل عامين تقريباً». وأفاد بأن من نتائج ذلك التحالف الذي استمر في الدهاليز سقوط صنعاء وانهيار مؤسسات الدولة، موضحا أن حسابات صالح كانت تقول إنه قادر على ابتلاع الحوثية بعد ضرب خصومه السياسيين والسيطرة على مؤسسات الدولة. ونوه بأن الحوثيين لم يكونوا بذلك الغباء الذي توقعه صالح فقد رسموا سياسة خطيرة لتخالفهم مع دهاء صالح حيث تولى مهمة التخطيط والادارة الخلفية خبراء من الحرس الثوري الايراني وحزب الله، مستدركاً: «سقطت صنعاء وانهارت مؤسسات الدولة ولكن ليس في أيدي صالح كما خطط لذلك». وقال إن «صنعاء سقطت لكن ليس كما توقع صالح سقوطها لقد تلقفتها أيادي حوث قبلية جديدة، مركز قوى قديمة جديدة أيضاً»، مضيفاً: «أراد صالح أن يستكمل عملية الانقلاب ليأتي من بعده أحمد على ظهر عربة». وزاد البكالي: «لكن الحوثيون بدعم خارجي سيطروا على أجهزة الدولة العميقة وتوقفوا عن الانقلاب حتى لا يصطدموا بالمجتمع الدولي الذي تجاوزه صالح ولم يعد يحسب له حسابه». وبين البكالي أن الحوثيين يصعدون خطابهم ضد المجتمع الدولي لكن بدهاء، منوها بأنهم يكيفون الفعل طبقا لرغبته، على العكس من صالح الذي غلب عليه طابع الانتقامية من الخصوم السياسيين وحتى معارضيه في حزب المؤتمر.