قال الكاتب والمحلل السياسي علي البكالي إن ما يجري اليوم في مناطق شرق اليمن ووسطها هي محاولة سيوطائفية لتطويع قبائل وسط اليمن وشرقها للمشروع السياسي الجديد للحراك الحوثي. وأضاف البكالي في حديث خاص ل «الخبر» إن تلك المحاولة مدعمة بفرق من الجيش الموالي للرئيس السابق صالح الذي يرغب في الانتقام من هذه القبائل التي ناصرت في مجملها الثورة الشبابية 2011م التي أطاحت ببقائه في السلطة واسقطت مشروع التوريث. وبحسب الكاتب البكالي فإن القبيلة في اليمن إما «قبيلة تجمعية تاريخية لم تتخلى عن أصالتها وعراقتها حتى اللحظة، ومنها تكونت الحضارة اليمنية القديمة، ومسكنها شرق اليمن حتى حضرموت. وهي قبائل تستعصي على الذوبان والتمييع بأي ثمن، فرابط وجودها منظومة قيم وعادات ثابتة ومستقرة»، لافتاً إلى أن القبيلة الاخرى تعصبية إرتزاقية تلونية مسكونة بالانفعالية، تتحالف مع النفوذ والسلطة والقوة. وأشار إلى أن القبيلة التعصبية حينما تشعر بضعف الدولة تقفز لنهشها، وشعارها المال ومنهجها القتل والفوضى للوصول إلى الفيد بأنواعه، منوهاً بأن هذه القبيلة هي التي مسخت بالتلاقح مع المد المذهبي والطائفي في مناطق الشمال من ذمار وحتى صعدة، وتتعامل مع الفكرة الدينية كوسيط لبلوغ الفيد السياسي. واستطرد قائلاً: «لذا تتماهى مع التعصب المذهبي، كما تتماهى مع التعنصر والتمييز الاجتماعي سواء بسواء». وأردف: «حينما نطلق على الأولى مصطلح تجمعية والأخرى تعصبية، فإنما نقصد التفريق بين طبيعة الاجتماع وروابطه في القبيلتين»، مشيرا إلى أن قبائل الشرق ذات الأصول التاريخية والجذر الحضاري لا تجتمعا و فكرة التعصب الأسري ولا الفيد السياسي، بل رابط تجميعها والتقاؤها هي الأرض والجغرافيا. واستدرك البكالي قائلاً: «فلو أن جزءاً منها انتقل إلى منطقة أخرى فسيبني علاقاته على رابط الأرض الجديدة»، مضيفاً: «أما الثانية فإن رابط تجميعها وتجمعها هي الأسرية والسلالية، فلو حدث أن أفراد أو جماعات انتقلت منها إلى منطقة أخرى في اليمن فستحتفظ بروابطها الأسرية فوق كل الروابط». ومضى قائلاً: «لهذا تتماهى قبائل شمال الشمال منذ ألف ومئة عام مع الفكرة المذهبية والطائفية، فهما يلتقيان عند نقطة التعصب للأسرة والقبيلة»، مستدركاً: «من هنا ندرك أن الحروب التاريخية التي دارت بين قبائل الشمال وقبائل الشرق كانت تهدف لتذويب قبائل شرق اليمن التاريخية بقبائل الشمال التعصبية، لأن مهمة التذويب هذه ستكفل لقبائل شمال الشمال التعصبية الإستعلاء على قبائل الشرق، وهو ما سيسهل على المدّ المذهبي والطائفي الذي ينزع من التعصب لفكرة الإمامة والبطنين سيسهل عليه الاحتكار الدائم للسلطة في اليمن». واختتم حديثه بالقول: «يرى قادة التمذهب السياسي في الشمال أن العقبة الكؤود التي تقف تاريخياً ضد مشروعهم السياسي هي قبائل الشرق والوسط، ومن ثم يوجهون ضربات مستمرة لهذه القبائل في كل مرحلة يتاح لهم ذلك».