حالة من الغضب والصدمة انتابت قطاعا كبيرا من المسلمين خاصة العلماء، بعد إعلان الشرطة الدولية (إنتربول)، وضع اسم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، على قوائم المطلوبين دوليا بتهمة التحريض على العنف والإرهاب، بناء على طلب من الحكومة المصرية. وفي أول رد فعل أصدرت الهيئة التأسيسية للمجلس الإسلامي التابع للأزهر قرارا بإلغاء عضوية الشيخ يوسف القرضاوي والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه، بناء على طلب مصر والسعودية. في المقابل، أصدر أكثر من 300 عالم وداعية وإمام وباحث وأكاديمي من عدة دول، بيانا طالبوا فيه الإنتربول بالإسراع برفع اسم القرضاوي من قوائم المطلوبين دوليا، معتبرين مجرد وضع اسمه على قوائم المطلوبين دوليا، "تصرفا غير مسؤول وإهانة للإسلام ورموزه، لا يمكن السكوت عليها". وقال الموقعون على البيان "كان يجب على الإنتربول أن يلاحق المجرمين الحقيقيين المعروفين، ممن ينهبون ويسرقون ويقتلون ويحرقون شعوبهم، بدلا من ملاحقة القرضاوي إمام الوسطية الإسلامية، وأحد أهم المجددين في هذا العصر، الذي وهب حياته لخدمة قضايا الأمة". بدورها أطلقت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا حملة توقيعات للضغط على الإنتربول لإلغاء الشارات الحمراء بحق العلامة الدكتور يوسف القرضاوي والشيخ وجدي غنيم، كما دشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وسم (هاشتاج) "القرضاوي ليس إرهابيا". ودعا المدير العام للمنظمة محمد جميل جميع النشطاء إلى المشاركة في الحملة، قائلا "إن الاتهامات المذكورة بحق القرضاوي وغنيم تثير السخرية وفحواها يثبت أنها مفبركة صدرت على أسس سياسية، فهل لعالم كبير مثل القرضاوي أن يسرق أو يحرق أو يحرض على القتل وهو الذي عانى من وسطيته ودعوته للحوار لحد تكفيره من قبل الغلاة والمتطرفين؟". إمام الوسطية "القرضاوي تجاوز 88 عاما من العمر، قضاها في حفظ القرآن الكريم وتفسيره وتعليمه للناس، والدفاع عن قضايا الأمة، وحصل على كثير من الجوائز من عدة دول"، بهذه الكلمات أدان أستاذ الفقه السياسي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فتحي أبو الورد وضع الشيخ القرضاوي على قوائم المطلوبين للإنتربول. واعتبر أبو الورد في حديث للجزيرة نت وضع الشيخ القرضاوي على قوائم الإنتربول محاولة لإرباك الشيخ ومؤيديه، ليُشغل بالدفاع عن نفسه وكأنه متهم، وإسقاط هيبته أمام أعين الناس، حتى يتوقف عن نصرة قضايا الأمة. وأردف قائلا "هيهات يتحقق لهم ذلك، فالشيخ القرضاوى له شعبية كبيرة، ويثق فيه وفي علمه جم غفير من الجماهير المسلمة، ويطمئن إلى استقلاله وتحرره في فتاواه واجتهاداته عن المؤسسات الرسمية أعداد هائلة من الشعوب الحرة، ولذلك هو مسموع الكلمة، مؤثر في الرأي العام الإسلامي". وشدد على أن العلماء في الشرق والغرب أدانوا هذا التصرف بحق الشيخ القرضاوي، كما تواصلوا مع المؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية لإبلاغهم رسالتهم الاعتراضية، وطالب بسرعة رفع اسم الشيخ من قوائم المطلوبين. استغلال للدين في المقابل قال أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشيخ أحمد كريمة إن الهيئة التأسيسية للمجلس الإسلامي التابع للأزهر ألغت عضوية الشيخ يوسف القرضاوي والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه القرضاوي، "نظرا لثبوت ممارسته السياسة واستغلال الأعمال الخيرية في السياسة". وأضاف في تصريحات صحفية أنه قد أغلق فرع الاتحاد العالمي في القاهرة وحظر نشاطه وعدّ أعضاؤه منتمين إلى مؤسسة محظورة، وأعلن أنه لا شرعية للفتاوى أو الأعمال العلمية التي تصدر عنه، خاصة التي تقوم بالتحريض ضد الشرطة والجيش والترويج للعنف والقتل. واتهم كريمة القرضاوي بأنه تنكر لبلاده وللأزهر الشريف، ورضي أن يكون تابعا لجماعة إرهابية، وطالب وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم بسحب الجنسية المصرية من القرضاوي فورا باعتباره أبرز المحرضين على تحركات جماعة الإخوان المسلمين لهدم الدولة المصرية.