لم تحصل مصر على المراكز الأولى في التقارير والإحصائيات العالمية لهذا العام إلا في معدلات الإصابة بالأمراض وحوادث الطرق والتحرش والاتجار بالنساء، بينما حصلت على مراكز متأخرة في مؤشرات حقوق الإنسان بحسب مصر العربية. الصحة وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية احتلت مصر المركز الأول في معدلات الإصابة بفروس سي، بنسبة 22% من الشعب، وبمعدل من 200 ألف إلى 300 ألف حالة سنويًا، كما احتلت المركز الأول في عدد المصابين بأمراض القولون. نسبة الفشل الكلوي في مصر هي الأعلى في العالم، ومازال مرض شلل الأطفال مستمرا ضمن 6 دول فقط تعاني منه على مستوى العالم. الدولة في أكتوبر 2014 أصدر صندوق السلام العالمي تقريره حول الدول الأكثر فشلا، واحتلت مصر المرتبة 31 على مستوى العالم من أصل 178، فيما جاءت ليبيا في المرتبة 41 ثم إيران وجيبوتي رقم 44، ويعتبر هذا التراجع دخولا في منطقة الخطر التي يشير لها الصندوق باللون البرتقالي. المؤشرات الخاصة بالصندوق تشير أيضًا إلى حصول مصر على أسوأ أداء في مؤشر حقوق الإنسان وسيادة القانون، ووقوعها في مؤشر المظالم الجماعية الذي يقيس نسبة التمييز والعنف والصراع المجتمعي والعنف الديني والطائفي، وفشل الدولة في وقف العنف. ووفقا لتقدير التقرير فإن مصر حصلت على مؤشرات متوسطة فيما يتعلق بالضغط السكاني واللجوء والتشرد والتنمية غير المتوازنة والفقر والتراجع الاقتصادي. وفى مؤشر منظمة "فريدوم هاوس" الصادر في بداية عام 2014 عن الدول بشأن الأمور المتعلقة بالسياسية والاقتصاد والأمن، تذيلت مصر الترتيب. وانحدرت مصر فى هذا التقرير 11 مرتبة عن 2011، وانخفض مؤشر حقوق الإنسان بها 1.3، و 1.7 درجة في الوضع الاقتصادي وتنامى الفقر في الدولة، فضلا عن انحدارها 0.5 درجة على المستوى الأمني. بينما جاءت مصر في المركز 146 على مؤشر الحرية الشخصية، كما انحدرت مستويات الحريات المدنية وتقبل الآخر، وجاءت القاهرة ضمن أسوأ 6 مدن في العالم وفقا لوحدة تقصى المعلومات في مجموعة الإيكونومست. السعادة ووفقا لشبكة حلول التنمية المستدامة بالأمم المتحدة، فقد دخلت مصر نطاق الدول غير السعيدة خلال عام 2014 وفقا لتقرير السعادة العالمى الصادر عن الشبكة، حيث هبطت مستويات السعادة فى مصر مقارنة بالأعوام الماضية، واحتلت مصر المركز 130 ضمن 156 دولة. وفى مؤشر مدركات الفساد حصلت مصر على المركز 114 من بين 177 دولة شملها التقرير، مقارنة بعام 2012 الذى احتلت فيه المرتبة 118 بين 176 دولة شملها المؤشر، وفقا لتقرير حديث لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء. الحوادث تحتل مصر المركز الأول في عدد حوادث الطرق وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2013، على مستوى الشرق الأوسط بحوالي 13 ألف قتيل، و60 ألف مصاب سنويا، متصدرة قائمة الدول الأسوأ عالميا في حوادث الطرق ما يكلف الدولة خسائر تبلغ ملياري دولار سنويا. وكشف التقرير الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عام 2013، ، عن ارتفاع ملحوظ في حوادث الطرق، حيث بلغت 15 ألف و578 حادثة نتج عنها 6716 قتيلاً و22411 مصابًا عام 2013 بعد أن كانت 15 ألفًا و516 حادثة تسببت في 6424 قتيلاً و21608 مصابين عام 2012. وأوضح تقرير الجهاز المركزي أن 50% من قتلى حوادث الطرق من الشباب، مضيفًا أن العامل البشري هو أكبر أسباب حوادث الطرق، يليه الحالة الفنية للسيارة. التحرش احتلت مصر المرتبة الثانية في نسبة التحرش الجنسي على مستوى العالم بعد افغانستان، حيث تتعرض 64% من سيدات مصر للتحرش والاعتداء الجنسى بنسب متفاوتة وفقا لتقارير منظمات الدفاع عن حقوق المرأة العالمية. الترتيب الثاني أيضا هو مركز مصر في قائمة الاتجار بالنساء وفقا لتقرير مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان، وطبقا لدراسة صادرة من مؤسسة تومسون رويترز، فإن مصر أسوأ مكان في العالم لعيش المرأة من بين 22 دولة شملتها الدراسة. الأسباب ويرى الدكتور عادل عامر، رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية، سبب ارتفاع معدلات التدهور الاقتصادي وحوادث الطرق والتحرش إلى ما اعتبره تقصيرا كبيرا في أداء وزارة الداخلية بسبب تشتت المنظومة الأمنية بين القضاء على الارهاب ومحاولة تقويض التيار الإسلامي. غياب مجلس النواب أيضا عامل أساس في ارتفاع تلك المعدلات، بحسب عامر، لأن وجوده يعني مراقبة الحكومة ومحاسبها على تقصيرها والوقوف على أسباب الخلل، مرجحاً أن يتوقف هذا التدهور فور انتخاب مجلس نواب جديد. أما الخبير الاقتصادي إسماعيل شلبي، فيرى أن ارتفاع معدلات التدهور يعود إلى الإهمال الأمني في الفترة السابقة "نتيجة إنهاك قوات الأمن في ملاحقة الجماعات التكفيرية ومحاربة الإرهاب" حسب قوله. الثبات الأمني واتجاه الدولة للنظر إلى نقاط الضعف فيها يضمن الخلاص من معدلات التدهور، بحسب شلبي، بشرط "تعاون المواطنين بشكل إيجابي مع قوات الأمن وجميع أطراف الحكومة للتخلص من شبح الإرهاب والتحرش والإهمال".