كشفت مصادر خاصة ل«الخبر» عن مغادرة القيادي الحوثي علي سنان الغولي، مساء أمس محافظة تعز غاضباً بعد ان فشل بإقناع محافظ تعز شوقي هائل وقيادات أمنية بتشكيل لجان مسلحة تحت مسمى لجان رقابية ثورية شعبية يتذرع بها الحوثيين لمراقبة الفساد. وأضافت المصادر «أن الغولي غادر تعز غاضبا متجهاً إلى محافظة الحديدة وكلف صادق أبو شوارب وضابطان شقيقان في مدينة تعز متهمان بنهب الأراضي بمواصلة حشد الحوثيين مهدداً ان اللجان الشعبية ستنتشر في كل شبر وتعز ليست استثناء». وأكدت تلك المصادر «أن رزاز سفيان، مدير أمن التعزية وجبل حبشي سابقا وإلى جانبه محمد سفيان وهو ضابط في وزارة الداخلية يعملان على مساعدة الحوثيين في السيطرة على مدينة تعز بالإضافة إلى إشرافهم على الفعاليات التي يقومون بها سوء في وسط المدينة أو ضواحيها». وقالت المصادر «إن الشقيقان رزاز ومحمد سفيان يشكو منهم العشرات من أبناء تعز لاسيما في وادي القاضي وعصيفرة والهريش وجبل جرة ووادي جديد من بسط الرجلين على أراضيهم بقوة السلاح خلال السنوات الماضية مستغلين نشاطهم السابق مع المؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم سابقا». وأوضحت ان الشقيق الثاني رزاز سفيان يحتضن منزله الكائن بوسط مدينة تعز اجتماعات لجماعة الحوثيين. وذكرت مصادر قضائية في تعز «أن الشقيقين محمد ورزاز يواجهان عدة دعاوي قضائية بتهمة البسط والاستيلاء على أراضي الملاك في عصيفرة وكلابة ووادي القاضي» . مؤكدة أن مدير الأمن مطهر الشعيبي عزله من منصبه كمدير أمن لمديرية جبل حبشي على خلفية شكاوي قدمت إلى إدارة الأمن بخصوص الاعتداء على أراضي المواطنين من قبل رزاز سفيان . وأرجعت تلك المصادر إلى أن الشقيقين لجأ إلى العمل لصالح الحوثيين استجابة لتوجيهات رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح من جهة وحماية مصالحهم واستمرارهم في نهب الأراضي من جهة ثانية. مخاوف ويخشى سكان مدينة تعز امتداد سيطرة جماعة الحوثيين إليها بعد أن توسعت في ثمان محافظات شمالية، قبل أن يواصلوا زحفهم جنوباً دون أي مقاومة. وتعز هي بوابة العبور التي تربط بين شمال اليمن وجنوبه، وتقع على مسافة 256 كيلومترا إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، وتحتل المرتبة الأولى من حيث عدد السكان، تليها مدينة الحديدة في غرب البلاد وتشهد تعز استنفارا أمنيا حيث ينتشر الجنود وبكثافة في معظم الأحياء والشوارع، ويشددون الإجراءات الأمنية في نقاط تفتيش على منافذ الدخول والخروج للمدينة. وقال الصحفي نبيل الخديري في تعز إن هذه الإجراءات "تأتي بعد شهر من سيطرة الحوثيين على محافظة الحديدة وسيطرتهم على مدينة إب ووصول العشرات من مسلحيهم إلى الطريق الرئيسة المؤدية إلى شمال تعز، وسعيهم لضم مدينة تعز إلى قائمة المحافظات والمدن التي أصبحت تحت سيطرتهم بهدف ابتلاع الدولة بأكملها وأضاف أن هناك "مخاوف كبيرة من احتمالات نشوب مواجهات مسلحة بين قوات الجيش ومسلحي الحوثي في أي وقت، في حال أصرَّ الحوثيون على اقتحام مدينة تعز . توسع وثمة مخاوف من توسيع الحوثيين رقعة انتشارهم على طول الشريط الساحلي وحتى باب المندب على مدخل البحر الأحمر وخليج عدن، خاصة بعد أن سيطروا على مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، وأشرفت من خلال إحدى الجزر(بريم) على مضيق باب المندب . ويفرض الحوثيون طوقا عسكريا مشددا على الحديدة بعد أن أحكموا سيطرتهم على مقار ومؤسسات مدنية وعسكرية مهمة. وحولها يقيم مسلحون حوثيون بزي عسكري حاجزاً أمنياً، ويضعون على سلاحهم الشخصي ملصقات تحمل شعار "الموتلأميركا " .