تحدث الدكتور نجيب غلاب – أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء ورئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات- عن المقدمة التي ستؤدي إلى تخريب جزيرة العرب، والاستعمار الإيراني في اليمن، متطرقا إلى استثمارات طهران التي اعتبرها مقدمة لنفوذ عسكري. حديث غلاب جاء تعليقا على الزيارة التي قام بها السفير الإيراني في اليمن سيد حسين نام، إلى المنطقة الحرة في محافظة عدن، الخميس المنصرم، وأكد في تصريحات له استعداد بلاده تلبية أي دعوة للحكومة لدعم اليمن إنشاء مصانع محطات التوليد الكهربائية والمصافي والإسمنت وإنتاج الأدوية، مبدياً استعدادهم أيضا بحث احتياجات مدينة عدن من كافة المشاريع الخدمية والاستثمارية، إضافة إلى دعمها في عدد من المجالات منها تأهيل الطلاب في الجامعات الإيرانية وتوسيع قاعدة الابتعاث للطلاب اليمنيين. * الاستثمارات الإيرانية وقال الدكتور غلاب في حديث ل «الخبر» إن الاستثمارات الإيرانية في اليمن لا مشكلة فيها إذا كان هدفها الربح وتشتغل بوعي رجل الاعمال، منوهاً بأن المشكلة مع إيران أن بضاعتها واستثماراتها ليست إلا مقدمة لنفوذ ديني وعسكري. وأوضح أن السلعة الإيرانية تحركها أيديولوجيا دينية تحكمها الأساطير وخيالات رجال دين تعتقد أن الاقتصاد حرب من أجل الامام الغائب الذي يعتقدون به مما يجعل الاقتصاد أداة لتنمية الحروب. واعتبر طبيعة النظام الإيراني أنه يوظف الحياة بكليتها ليس من أجل الانسان بل في معارك عقدية أسست لها الاسلاموية الشمولية الخمينية، مشيراً إلى أن إيران لديها طموح كبير بجعل اليمن مستعمرة للملالي وقد حسمت معركتها العسكرية عبر جيشها العميل والذي شكلت الحوثية رأس حربتها. وأضاف أستاذ السياسة: «لم تتمكن إيران من احتلال العراق ولا حتى لبنان أما في اليمن فقد احتل اتباعها الدولة ويسيطرون على العاصمة اليمنية ويزحفون لا كمال مخططهم». * احتلال اليمن ووصف غلاب حكام طهران بأنهم أشد وطأة من الاستعمار البريطاني، لافتاً إلى أن إيران تستخدم قوى داخلية لاحتلال اليمن باسم الله ومقاومة الاستعمار، مستدركاً: «إنها صورة جديدة لاستعمار قاتل استعمار داخلي لجعل وطننا أداة دينية بأيدي الولي الفقيه .. وهي أكثر خبثا ودهاء من( موسكو) التي حكمت جنوباليمن بأدوات داخلية». ولفت إلى أن مشكلتنا مع الاستعمار الإيراني أنه يدخل اليمن في صراعات دائمة لن تنتهي، مضيفاً: «فالأصولية الخمينية ليس إلا قومية إيرانية غارقة في أساطيرها لاستعباد الشعوب الإيرانية وتوظيفها في تفكيك العرب وأضعافهم وتفجير حروب طائفية لإنهاك وجودنا، فالخمينية تغزو بلداننا بكل الممكنات». وأشار إلى أن طهران تستغل الضعف العربي والوعي السياسي الذي لا يفقه طبيعة الصراع ولا طموحات الملالي، مردفاً: «فإيران في ظل حكمهم ليست دولة طبيعية بالإمكان عقد صفقات معهم لخدمة الأمن القومي المتبادل للبلدين». وتابع: «لا يَرَوْن في اليمن إلا جغرافيا مضافة لأمن الخمينية وأداة في حروبها ضد العرب، تريدها مجالا معزولا عن محيطها الطبيعي وصرخة غبية في صراعاتهم الايدولوجية». * تخريب جزيرة العرب وبيّن أن رجال الدين في إيران يتعاملون مع الجزيرة العربية باعتبارها ملكية خاصة لإمامهم الغائب ونائبة ولي الفقيه، وأن دخولها إلى اليمن بهذه الفجاجة ليس إلا مقدمة لتخريب جزيرة العرب ومحاصرتها من جنوبها. وأردف أستاذ السياسة بجامعة صنعاء: «حسب تصوري أنّ صانع القرار في اليمن ليس إلا أداة الاستعمار الإيراني الحوثي وتياره الذي أصبح أكثر تعقيدا ويتقيأ اليوم بكل عقده وكراهيته وحقده ضد العرب باسم اليمن». ومضى قائلاً: «كل تنظيرهم وأعمالهم التي تشرعن للهيمنة الإيرانية على بلادنا ليست الا خيانة وغباء، إنهم لا يفقهون مصالح اليمن الوطنية ويبدو حراكهم ككتلة انفعالية تستغل قوى خارجية لقذف اليمن الى الاوهام والى فوهة التوحش الإيراني». * خدعة إيران وأفاد بأن من يطمئن للإغراءات الإيرانية عليه أن ينتظر الجحيم، وأن إيران تغري بلاد جائع بالوهم، مردفاً: «هي تبحث عن يمن بلا إرادة، يمن يملؤه الفقر والجوع ليكون معسكر مقاتل في طموحاتها، إيران ليس إلا وحش يبحث عن جغرافيا مقاتلة ليؤذي بها العرب». وقال إن «إيران تريد أن تضع خدعة كبيرة من خلال الاقتصاد لتغطية جريمتها في اسقاط الدولة وسيستمر السقوط كلما استجبنا لخداعها». وزاد غلاب: «اليوم رئيس بلادنا ليس إلا غبي بلا فائدة وأن تقع رئاسة الوزر في الفخ فهذه كارثة مضافة .. اليمن تائه في لعبة الغنائم القذرة وسيقع على رأسه ويفقد طموحاته .. شعبنا مزيف وعيه ولن ينجو طالما ظل العقل غائب ومع الحوثة يبدو كمراهق يقاتل في معارك غبية وبندقية الحوثي على رقبته».