اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بإعلان الديوان الملكي عن إصابة العاهل السعودي الملك عبد الله بالتهاب رئوي مما تطلب توصيل أنبوبة تنفس صناعي بشكل مؤقت له. وأشارت إلى أن الملك البالغ من العمر 90 عاما له تاريخ في المشاكل الصحية ويتم مراقبة حالته الصحية بشكل دقيق لاحتمالية حدوث تغيير في القيادة بالمملكة التي يعتبر نظامها نظام حكم ملكي مطلق وتعد حليفا إقليميا للولايات المتحدة وواحدة من أكثر دول العالم أهمية فيما يتعلق بإنتاج البترول. وذكرت الصحيفة أن الديوان الملكي لم يكشف عن المدة التي سيمضيها العاهل السعودي في المستشفى العسكري التي يعالج فيها. وتحدثت عن أن حالة عدم اليقين بشأن صحة العاهل السعودي تأتي في ظل النفوذ العميق للمملكة في عدد من القضايا العالمية الكبرى كانخفاض أسعار البترول وإصرار السعودية على الاحتفاظ بالمستويات الحالية العالية من الإنتاج لإزاحة المنتجين الذين يتكلفون مبالغ أكبر في الإنتاج بأماكن أخرى بالعالم فضلا عن سعي المملكة لكسب المزيد من التحكم في السوق العالمي. وأضافت أن الصعوبات التي تواجه صحة العاهل السعودي تأتي في وقت تعمقت فيه المملكة بشكل أكبر في الصراعات بسوريا والعراق حيث تشارك المملكة بشكل فاعل في الحملة الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد المتشددين هناك. وأشارت إلى أن الأمير سلمان البالغ من العمر 79 عاما والذي يشغل منصب ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع هو شقيق العاهل السعودي من الأب وزاد نشاطه مؤخرا كممثل عن الملك عبد الله كحضوره قمة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة بقطر الشهر الماضي. وأضافت أن الأمير مقرن نائب ولي العهد هو شقيق العاهل السعودي كذلك من الأب ويبلغ من العمر 69 عاما، مشيرة إلى أن الملك عبد الله هو الملك السادس للملكة وتولى منصبه الحالي في 2005م. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تعليقها على إعلان الديوان الملكي إصابة العاهل السعودي بالتهاب رئوي مما استدعي استخدام التنفس الصناعي بشكل مؤقت: إن نقل الملك عبد الله للمستشفى يأتي في وقت تواجه فيه المملكة التي تعد أكبر منتج للنفط في العالم انخفاض أسعار البترول وسط مخاوف من قبل مسئولين أمنيين بشأن إمكانية توسع الضغوط من قبل الفصائل المسلحة الغاضبة من علاقات السعودية المقربة مع الولاياتالمتحدة وحلفاء غربيين آخرين. وأشارت الصحيفة إلى أن البيان الصادر عن الديوان الملكي والذي نشرت وكالة الأنباء السعودية هو أول بيان بتفاصيل الحالة الصحية للعاهل السعودي منذ دخوله مستشفى عسكري بالمملكة الأربعاء الماضي لإجراء فحوصات طبية. وتحدثت الصحيفة عن أن المخاوف بشأن حالة العاهل السعودي زادت خلال السنوات الأخيرة وسط مشاكل صحية متكررة واجهته بما في ذلك سلسلة من العمليات التي أجراها بالظهر. وأضافت أن الملك عبد الله ظهر في مارس الماضي خلال لقائه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما في الرياض مستخدما التنفس الصناعي ويجلس على كرسي متحرك. وتحدثت عن أن البيانات الصادرة من قيادة المملكة لم تتناول نقل أي مهام كبرى لولي العهد الأمير سلمان البالغ من العمر 79 عاما، على الرغم من زيادة الدور الذي يلعبه ولي العهد في الاجتماعات الدبلوماسية مؤخرا وفي الأحداث المهمة. وذكرت الصحيفة أن الملك عبد الله تولي منصبه الحالي عام 2005م لكنه كان الحاكم الفعلي للملكة منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي لمرض الملك فهد حينها. وتحدثت الصحيفة عن أن العاهل السعودي أجرى الشهر الماضي تغييرات في حكومته وأدخل العديد من الوزراء صغار السن لكن تحركه الحذر باتجاه الإصلاح واجه مقاومة من المؤسسة الدينية القوية بالبلاد. وقالت وكالة "يو بي آي" الأمريكية: إن الانتكاسة الصحية الأخيرة التي تعرض لها العاهل السعودي الملك عبد الله وعدم معرفة المسؤولين السعوديين بالفترة التي سيمضيها في المستشفى أشعلت التكهنات المستمرة بشأن الشخصية التي ستخلفه في حكم المملكة. وأشارت إلى أن الحكم في المملكة مر بين أبناء بن سعود أول ملك للسعودية وذلك منذ رحيله عام 1953م. وأضافت أن شقيق الملك عبد الله من الأب الأمير سلمان بن عبد العزيز هو الشخصية التي تأتي في سلم الحكم بعد العاهل السعودي ونشط بشكل متزايد مؤخرا كمبعوث للملك في حين أن الأمير مقرن وهو شقيق العاهل السعودي كذلك من الأب عين نائبا لولي العهد العام الماضي. وقالت شبكة "بلومبيرج" الأمريكية: إن التكهنات بشأن صحة العاهل السعودي الملك عبد الله الذي أعلن الديوان الملكي إصابته بالتهاب رئوي واستخدامه التنفس الصناعي بشكل مؤقت والذي يحكم أكبر مصدر للنفط في العالم منذ 2005م تأتي في وقت تنمو فيه الاضطرابات بالمنطقة. وأشارت إلى أن السعودية انضمت للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد "داعش" الذي سيطر على أجزاء في سوريا والعراق، ولعبت دورا رئيسيا في انخفاض أسعار البترول بمقاومتها للضغوط التي سعت لقيام منظمة "أوبك" بخفض الإنتاج. وتحدثت الشبكة عن أن العاهل السعودي قام بترقية جيل من الأمراء الأصغر سنا للعب دور أكبر في الحكومة خلال السنوات الأخيرة. وذكرت أن الملك عبد الله خصص أموالا ضخمة لزيادة المرتبات وبناء الطرق والمراكز الصناعية والمطارات من أجل تعزيز النمو والحيلولة دون حدوث اضطرابات سياسية.