عندما تغتال الطفوله في رداع ، وتتناثر أجساد الآمنين إلى أشلاء يصعب تجميعها في المركز الثقافي في اللواء المحمر ، وتتطاير أحلام الطلاب المتقدمين لكلية الشرطة مع جثثهم في رحاب الفضاء وتحترق آمال أهاليهم كما تحترق أجساد أبنائهم في أرصفة الطرقات ،فيسارع كل المسؤولين والأحزاب والمنظمات الدولية والمحلية والدول العربية والعالمية إلى إدانة وشجب وندب قتل الأبرياء ويتذكرون حرمة دم المسلم التي حرمت من فوق سبع سماوات . يخالجني الشك وانا اسمع وأرى كل الجهات تدين بشدة هكذا عمليات إرهابية فأشعر انني غريب في هذا العالم فأقول في نفسي اما أنهم جميعاً كاذبين ومنافقين وقتله أو أنهم جميعاً صادقين وابرياء وملائكه وهذا مستحيل فأجدني هنا المتهم الوحيد في هذا العالم الخالي من الأخلاق والقيم والإنسانية فأتسال كيف لي بفعل ذلك ومازلت حيا . .؟ لادرك حينها أن الخيار أو التوقع الأول هو الارجح حسب مؤشرات الواقع السياسي الدنيئ وطموحات الساسه الفاجرة الذين يقتلون القتيل ويمشون بجنازته . السؤال هنا إلى متى سيظل الشعب هو ضحية قذاراتكم السياسية ؟ إلى متى سيظل الشعب تحت رحمه احزابكم وطوائفكم ومذاهبكم ؟ إلى متى سيظل الشعب لعبه الشطرنج التي يتسلى بها أرباب الأحزاب السياسية والحركات المسلحة والتنظيمات الإجرامية ؟ إلى أي هاوية تدحرون هذا الشعب المنكوب تلبيه لرغباتكم؟ ألا تتمعنوا قليلاً في حياة النمل والطيور ، فالطيور تأكل النمل ولكن عند موت الطيور لا تتوانى النمل عن نهش أجساد الطيور ؟ الاتعتبرو من دمار العراق وسوريا ولبنان وغيرها من دول الجوار ؟ هل يجب أن نصفي حساباتنا ونزرع الأحقاد والبغضاء على حساب أبرياء هذا الشعب العظيم الذي لا يدرك سوى الطاعة العمياء لزعماءه وقادته ورهبانه وسادته ؟ هل ادركتم يوماً أيها الزعماء والقادة أن الذئاب تأتي على نباح الكلاب فيخسر اثنينهما الفريسة (الثروات _الكراسي _السلطة ) ؟؟؟؟ أقسم أن القلب يبكي عليك ياوطني . أقسم أن العين تدمع عليك ياشعبي . أقسم أن اللعنه ستلاحقكم أيها الساسه إن لم تدركوا ماتبقى من وطن . أقسم أن الله عزوجل سيحاسبنا وإياكم في يوم تشخص فيه الأبصار وتلتف الساق بالساق ، ويقتص المظلوم من الظالم فكمن مظلوم سوف تواجهون حينها .