شنّ الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام هجوما حاداً على الرئيس عبد ربه منصور هادي، كاشفاً مشاريعه التآمرية، ومتهما إياه بتسليح القاعدة في محافظة مأرب، ودفع الاموال الهائلة للقوى الفاسدة ولعناصرها المسلحة في أكثر من منطقة، ومؤكدا أن هادي يحفز على إثارة المشاكل في تعز. ونشر عبدالسلام توضيحا في صفحته على موقع «فيس بوك» حذر فيه من تجاهل خطورة تمرير تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم، معتبراً أن ذلك سيمثل خطورة ليس على الجيل الحالي بل على الأجيال المتعاقبة وعلى مستقبل اليمن ووحدته وأرضه ونسيجه الإجتماعي. وقال: إن «مشروع التقسيم الذي جاء من الخارج دون أي معايير اقتصادية واجتماعية وبشكل تم فرضه على الجميع بلا إستثناء يؤكد خطورة المرحلة أو قبول السكوت عليها». وأوضح أنه ليسوا الوحيدون الذين يرفضون تقسيم اليمن، وأن هناك الكثير من الأطراف السياسية والشعبية عبرت أكثر من مرة رفضها لهذا القرار الهمجي ولكنها لم تجد آذانا صاغية من قبل الرئيس هادي ومن بجواره من عملاء الخارج ومنفذي أجندته. وأشار إلى أن الرئيس هادي سعى إلى اختراق بعض المكونات وتوزيع المناصب والأموال وتهديد البعض وترغيب البعض الآخر. * الأقاليم وأضاف: «لقد تم ترحيل موضوع الأقاليم من مؤتمر الحوار الوطني وطالبنا في أكثر من بيان وموقف ومظاهرة ولقاء عام أو خاص مع كافة الشركاء السياسيين رفضنا القاطع لهذه الخطوة مطالبين بتشكيل لجنة ذات صلاحيات تناقش حاجة اليمن إلى الأقاليم وعددها بما يكفل حلا عادلا للقضية الجنوبية ولكن دون جدوى». وتابع قائلاً: «وبعد ذلك تم تمريره الى لجنة الأقاليم والتي عبر فيها ممثلنا الرفض الكامل لهذا المشروع رغم أن الآلية تنص على ان يكون مثل هذا القرار توافقيا وتم فرض المشروع وتجاهل أي ملاحظة أو موقف». وأردف ناطق الحوثي: «ومن ثم اتفق الجميع بمختلف المكونات السياسية على إعادة النظر في شكل الدولة وتصحيح الهيئة الوطنية بما يكفل التوافق على القرارات المصيرية للبلد في إتفاق السلم والشراكة ومع ذلك تم تجاوز هذا الإتفاق جملة وتفصيلا». ومضى قائلاً: «ومن ثم تم ترحيل الموضوع إلى لجنة صياغة الدستور والتي كانت في الخارج اكثر وقتها سعيا من الرئيس هادي ومن يشير عليه الى تغيير أجواء اللجنة وفرض مسارات أخرى ومع ذلك رفض ممثلنا في لجنة الدستور هذا القرار وبعض القرارات الأخرى سواء في المصطلحات أو النصوص المخالفة جملة وتفصيلا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة». * خداع ومغالطة ونبه إلى أن الرئيس هادي يسعى إلى المغالطة والخداع مع كل المكونات السياسية وسعى إلى فرض مشروع الاقاليم وتسليم مسودة الدستور النهائية وكأن شيئا لم يحدث أو لا يوجد أي تحفظ أو مشكلة وكأنه لم تصله الكثير من النصائح والتنبيهات أن الشعب اليمني لن يقبل بمثل هذه الخطوة مهما كلف الأمر. وبيّن عبدالسلام أن هادي رفض مشروع الشراكة الوطنية من قبل توقيع اتفاق السلم والشراكة ومن بعده وجمد كل ما له علاقة بالشراكة الوطنية تجاوبا مع طلبات الخارج الذي لا يريد أن يكون هناك حل نهائي للمشكلات السياسية في البلد، ورفض أي شراكة في اللجان الرقابية والهيئات الأخرى بمختلف مؤسساتها وسعى إلى عرقلة أي بند فيما يخص الشراكة. * الرئيس يسلح القاعدة وقال إن «هادي جمّد الإتفاقيات وحاول ربط الكثير من القضايا بتواجد اللجان الشعبية في العاصمة صنعاء ورفضه إيجاد حلول منطقية وعادلة تقضي بالشراكة لهذه اللجان في المؤسسات الأمنية». وبحسب عبدالسلام فإن الرئيس سعى أيضا، إلى الدفع ببعض الجهات الى تبني مواقف رافضة للشراكة وعرقلة أي تسويه في هذا الجانب ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل سعى الى «تسليح القاعدة في مأرب ودعمها بالمال وتجهيزها لتصبح أزمة أمنيه جديدة غير آبه أن هذا لن يتوجه ضد انصار الله فقط وإنما ضد الوطن بكله». واستطرد: «وظل يدفع الاموال الهائلة للقوى الفاسدة ولعناصرها المسلحة في اكثر من منطقة ويحفز على إثارة المشاكل في تعز ويقدم تصور سلبي للخارج عن الوضع الأمني والاقتصادي مطالبا بقرارات دولية ضاغطة على ابناء جلدته من الشعب اليمني»، مضيفاً: «وفي الجنوب سعى إلى تموضع جديد لإنشاء جناح خاص له هناك مبذرا المال العام لإرضاء طموحه في الهيمنة واضعاف الجميع بلا استثناء كي يتسنى له البقاء في الحكم». وأكد رفض جماعته القاطع لهذه المشاريع التآمريه، داعياً الرئيس هادي إلى أن يدرك انّ مسودة الدستور التي تمثل عقد سياسي تاريخي وهام لليمن يجب أن يحظى بتوافق الجميع وأن يمثل الدستور نقطة تحول في بناء اليمن المثقل بالمشاكل والأزمات لا أن يسعى الى تمريره في ظروف امنيه إستثنائية واشعال حروب فتنويه ومماطلة وتسويف وكذب وخداع. * التهديد بالاستقالة واعتبر ناطق الحوثيين أن تهديد هادي بالاستقالة لن يثني الشعب على مواصلة مشواره في حماية الثورة ومكتسباتها وفضح الفاسدين وفرض الشراكة وتصحيح مسودة الدستور. وأضاف: «كما أن محاولة إثارة أبناء الجنوب بلغة مناطقية تثبت عقلية السلطة الفاشلة في إدارة البلد وأن ابناء الجنوب يدركون اليوم أكثر من غيرهم أن الكثير يسعى الى تبني قضيتهم لضرب خصومهم وليس للدفاع عنها، وليتجنب أسلوب المكر والخداع وإيهام كل طرف على حدة أن عليه ضغوطا من الأطراف الأخرى ليقرر هو وفق مصالحه الخاصة وبما يتناسب مع الرغبة الخارجية». * مسؤولية تاريخية وحمّل الرئيس هادي المسؤولية التاريخية والوطنية لتجنيب اليمن الويلات والمشاكل، مطالبا إياه بالسعي إلى تجنب كل ما من شأنه الوقوع في ذلك وأن يتحرك بشكل سريع إلى تصحيح مسار الهيئة الوطنية بما تم الاتفاق عليه في اتفاق السلم والشراكة لا أن يتعاطى مع نظامها الداخلي بذات العقلية السابقة وبما يضمن له تمرير ما يشاء فيها. ودعا إلى أن يتم التوافق في الدستور بأن اليمن دولة اتحادية مكونة من أقاليم وليتفق بعدها عقلاء الشعب عن هذه الأقاليم وكيفيتها وتفاصيلها. وطالب هادي أن يسعى إلى أيجاد آليه واضحة وشفافة فيما يخص الشراكة الوطنية في مختلف المؤسسات والهيئات كونها حق مكفول ومنصوص عليها في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية. وتبنت جماعة الحوثي، السبت، اختطاف مدير مكتب الرئيس هادي أحمد عوض بن مبارك، مؤكدة أن خطفه كان خطوة اضطرارية لقطع الطريق أمام محاولة انقلاب على اتفاق السلم والشراكة. وتوعدت الجماعة في بيان لها باتخاذ سلسلة اجراءات خلال الفترة المقبلة، لتوقيف قوى الفساد عن غيها عن ممارساتها الإجرامية بحق الشعب حاضرا ومستقبلا.