انت «هفوة» بالتأكيد تلك التي برزت على شاشة «الجزيرة»، وهي تعلن نبأ إستقالة الرئيس اليمني بعدما سيطر الحوثيون على كل شيء.. فيما يقرأ المذيع التقرير الإخباري ظهرت صورة الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح إلى جانب صورة لقيادي حوثي مع تعليقات مكتوبة أسفل الشاشة تدلل على حوار «ودي» بين الرجلين. إذا كانت هفوة فهي طريفة في كل الأحوال وإذا لم تكن – يحتمل ذلك – نقول ل»الجزيرة» وصلت الرسالة، فالرئيس المسكين المستقيل عبد ربه منصور هادي وقع بين فكي كماشة زرعها الحوثيون وصالح بالتناوب، وأطالب الزملاء ب»الجزيرة» ببث الشريط الهاتفي كاملا من باب حقنا كمشاهدين في المعلومات. لدي شعور بأن العم علي عبدالله صالح سيخرج أيضا من «المولد بلا حمص» بعد رحيل خادم الحرمين الشريفيين الملك عبدالله بن عبد العزيز – رحمه الله- ولدي شعور بأن الحوثيين سيبتلعون الأخضر واليابس ويتركون الفتات لشريكهم العم إياه.. في هذا الحالة يصبح السؤال: هل يستطيع صالح العودة مجددا للعبة «يا لعيب يا خريب». أما في ما يتعلق برحيل العاهل السعودي ف«الجزيرة» حصريا قامت بتصفية كل الحسابات عندما إستضافت مصريا للحديث عن توقعات الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد رحيل حليفه الأقوى، وإيرانيا لتوقع مسار العلاقات مستقبلا، وعدة مقيمين في أمريكا لإستعراض المسألة.. «الجزيرة» مهنيا قررت عدم الإكتفاء بذرف الدموع ونحن من جانبنا نعزي الشعب السعودي الشقيق بوفاة «أبو متعب». ملاحظة أخيرة على تغطية «الجزيرة»، فقد بثت مع تقاريرها الموسعة عشرات المرات صورة لعناق بين العاهل السعودي الراحل والرئيس المصري الأسبق أنور السادات... بامانة لا أعرف بصورة محددة ما الذي تخدمه هذه الصورة، ولماذا هي تحديدا؟ متى يرد حزب إلله؟ سمعت العبارة نفسها مجددا التي طالما كررها تلفزيون الحكومة السوري على شاشة «الميادين» هذه المرة»..المقاومة سترد بالمكان والزمان المناسبين». فيما يخصني عمري تجاوز 45 عاما وأنا أنتظر تطبيقا ولو مرة واحدة للعبارة السورية الكلاسيكية، وأخشى أن أرحل عن الدنيا وبنفسي رؤية طلقة واحدة تنطلق من الجانب السوري بإتجاه إسرائيل في هضبة الجولان، رغم عشرات الأنباء عن الطيارات الإسرائيلية التي تقصف في عمق دمشق. أعدكم بوصلة رقص أسحج فيها لبشار الأسد مقابل سفارته في ضاحية عبدون بعمان لو قصف إسرائيل ولو لمرة واحدة، وأعدكم برؤية صورته بالقمر كما فعلت المخيلة الشعبية الأردنية مع الراحل صدام حسين. وحتى لا أتهم بإزدواجية المعايير أقول كأردني أننا «ماخذينها من قاصرها» أصلا فلن نطلق أي رصاصة، لكن نحن لا ندعي المقاومة والممانعة. يبدو أن فهمي معكوس للممانعة الحقيقية، وخشيتي أن تكون «الميادين» قد تأثرت بغرفة اأبار التلفزيون السوري مع أن الذاكرة تحتفظ لحزب الله والمقاومة اللبنانية بمساحة واسعة من المصداقية وبكل ما هو مدهش إلى وقت التورط المباشر في المستنقع السوري وعلى أساس خطاب يؤسس ل»سايكس بيكو» الطائفي قوامه «لن تسبى زينب مرتين». وأنا أيضا أقول «لن تسبى زينبنا مرتين» واقبل أي بندقية بوصلتها القدس والمعتدي المحتل ونصفق لمضمون رسالة محمد ضيف لحسن نصر الله، ونذكّر الجميع بأن القدس الأن «سبية». كاسترو المسيحي قصة الفتى «كاسترو» الأردني تبدو طريفة، حتى وإن تعرضت لها محطات تلفزة إخبارية مثل «سكاي نيوز» أو غيرها من تلفزيونات الإنترنت. كاسترو هو فتى مسيحي أردني من عائلة في شمال المملكة، دون السن القانونية وصل إلى مدينة معان جنوبي المملكة لسبب مجهول ولجأ إلى أحد مشايخها معلنا إعتناقه الدين الإسلامي، وتم فعلا تسجيل إسلام الشاب الصغير بصفة شرعية بحضور وحماية وجهاء محليين. لاحقا إشتعلت وسائط التواصل بصور كاسترو المسيحي الذي أسلم للتو وهو يحمل بندقية رشاشة ثم يرتدي زيا تقليديا بدويا برفقة المشايخ. بالنسبة لي أدعم حرية العقيدة بشرط الرشد والعقلانية، وليس على مستوى الأطفال ووجدت أن أجمل تعليق هو للزميل الإعلامي التلفزيوني جهاد المومني، الذي كتب يقول «هنيئا لنا في أمة الإسلام.. بعد كاسترو أصبحنا مليارا وواحدا»... يمكنني أن أتصرف وأضيف مفردة «بائسا» إلى جانب عبارة الزميل المومني قياسا بحال الأمة اليوم. بساطة جنازة» أبو متعب» بصرف النظر عن أي إعتبار سياسي أو عن ما يقال أو لا يقال أو عن ما تحتفظ به ذاكرتي من ملاحظات، تابعت بإهتمام على الفضائية السعودية مراسم دفن جثمان الملك الراحل عبدلله بن عبد العزيز، الذي أصبح الآن بين يدي الحق ونحن خلفه في دار الباطل. بصرف النظر عن كل شيء لا بد من تقدير وإحترام «التواضع المدهش» لمراسم الدفن الملكية الخالية تماما من المبالغات والتهويل والترف في غير محله وهي مظاهر شاهدناها عند دفن العديد من الزعماء وحتى الأثرياء العرب. وبصرف النظر عن كل الإعتبارات لا بد من الإشارة إلى أن الإبتهاج بالموت في الموصل من قبل بعض الموتورين لا يمكنه أن يكون أخلاقيا ولا ملتزما بالشريعة الإسلامية، خصوصا وأننا جميعا – من قطعت رأسه ومن قطع الرؤوس بإسم إلله -سندفن في التراب ونخضع للحساب يوم تبيض وجوه وتسود وجوه.