كشف الكاتب والمحلل السياسي علي البكالي عن السر وراء عدم خروج مؤتمر الحوثيين الموسع بإعلان مجلس رئاسي، وتحدث عن الخلافات القائمة بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، معتبراً أنها مغازلات بين الطرفين وبمثابة دعوة مبطنة لضرورة التوافق على مجلس عسكري بينهما. وقال البكالي في حديث خاص ل «الخبر» إن «ما حدث في المرحلة السابقة من ملشنة للجيش والأمن كان القصد منه توجيه ضربة ممنهجة للخصوم السياسيين للمؤتمر والحوثيين على حدٍ سواء، وهم المشترك وجناحه العسكري المنظم لثورة فبراير ثم هادي كخصم سياسي لصالح رغم أنه كان يحاول اللعب مع الحوثيين ضد صالح ولكنه فشل». وقال: «لا بد من إدراك متغير مهم وهو أن الحوثيين لم يكونوا بتلك الشعبية كما لم يكونوا يمتلكون القوة العسكرية التي باتوا يمتلكونها اليوم، ولكن المؤتمر الشعبي العام هو من تبنى تكبير الحوثيين كحركة ثورية ومليشيات مسلحة من خلال التحام عناصر المؤتمر بهم». وأضاف: إن «الانقلاب الذي أدى إلى استقالة الحكومة والرئيس هادي أو أطاح بالرئيس والحكومة كما قيل لم يكن مفاجئة غير محسوبة للحوثيين وحزب المؤتمر بل كان خطوة محسوبة لأن نتيجة هذا الفراغ ستفضي بالضرورة إلى استكمال الانقلاب بأيٍ من الطرق المطروحة». * المشترك وشرعية البرلمان وبيّن أن تمسك المشترك بعودة الشرعية وتراجع الرئيس هادي والحكومة عن استقالتهم، مسألة تبدو مستحيلة لأنها غير مدعومة بسلطة الأمر الواقع، مضيفاً: «وهنا آلت الأمور إلى مخرج وحيد هو المخرج الدستوري الذي يقضي بعودة الأمور إلى البرلمان». وعن دور البرلمان الذي يعتبر المخول الدستوري في مثل هذه الحالات قال البكالي إن «البرلمان سيبدو ضعيفاً أمام الخلاف الحاد مع الجنوبيين وبعض القوى ومن ثم قد يتطلب الأمر مجلسا عسكرياً، وهو ما بدا واضحاً كخيار لصالح وحزب المؤتمر والحوثيين على حدٍ سواء». * فشل مؤتمر الحوثي وكشف البكالي في حديثه ل «الخبر» عن السر في عدم خروج مؤتمر الحوثيين الموسع بإعلان مجلس رئاسي، وقال إن «الحوثيين كانوا يناورون بمؤتمرهم الموسع ولكنهم أدركوا أن أغلب قياداتهم الميدانية هي قيادات عسكرية موالية للرئيس السابق صالح وحزب المؤتمر، ولذا استبعد مؤتمرهم أي إعلان عن أي مجلس مستقبلي حتى يتم الاتفاق على تفاصيله مع حزب المؤتمر والرئيس السابق صالح». واستطرد قائلاً: «بالأمس كانت كوكبة من قيادات حزب المؤتمر تناقش مع قيادات الحركة الحوثية وقبلها زارت مجموعة من قيادات الحزب عبدالملك الحوثي إلى صعدة خيارات المرحلة أي أن ثمة حوارات ثنائية اتفاقية كانت تجري بينهما بمعزل عن حوارات موفمبيك». * خلافات صالح والحوثي وأشار إلى أن ثمة خلافات حقيقية واضحة طفيفة غير عميقة تكمن في تفاصيل المسألة الأمنية والعسكرية بين صالح والحوثيين، لافتاً إلى أن ذلك الخلاف يظهر من خلال الاجتماع الموسع للضباط الموالين لصالح بالأمس والبيان الذي خرج به والذي يوحي بترتيبات مستقبلية في الملف العسكري والأمني تسير باتجاه مجلس عسكري. وتابع قائلاً: «الحوثيون بدورهم جمعوا قيادات عسكرية وأمنية موالية لهم قامت بأداء الصرخة كدليل على وجود ضباط كبار موالين للحركة». وحول ما نشر عن توجيه حزب المؤتمر لعناصره التي تشكلت ضمن اللجان الثورية الحوثيين للانسحاب والعودة لثكناتهم العسكرية، اعتبر البكالي أن ذلك أمر متوقع لأن المؤتمر الشعبي العام خلال الفترة السابقة وجه أعضاءه مدنيين وعسكريين بالانخراط في اللجان الثورية والمليشيات المسلحة للحوثيين. وأوضح أن تحالف المؤتمر والحوثيين لم يكن عرضاً ولا استجابة لنزوة مؤقتة ولكنه كان تحالفا استراتيجيا طويل المدى لأن الواقع السياسي اليمني لم يفرز غير المشترك رغم تبايناته وخصوم المشترك وهم المؤتمر والحوثيين وكان من الطبيعي أن يجتمع خصوم المشترك في حلف واحد. واعتبر أن هذه المغازلات بين الطرفين بمثابة دعوة مبطنة لضرورة التوافق على مجلس عسكري بينهما، معتقداً أن اليومين القادمين ستبرز ذلك. واختتم البكالي حديثه ل «الخبر» بالحديث عن رسالة أخرى في هذا السياق يريد المؤتمر ايصالها للإقليم ومضمونها «أن المؤتمر هو صاحب القوة العسكرية والأمنية وأنه الضمانة الكبيرة لأمن الخليج في حال التحالف معه».