اطلع المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر مجلس الأمن الدولي على أهم التطورات التي وقعت في اليمن خلال الفترة الأخيرة وتفاصيل المفاوضات التي أجراها مع الأطراف السياسية. وأخبر بن عمر مجلس الأمن، خلال الجلسة التي عقدها المجلس مساء اليوم بشأن اليمن، أن العملية الانتقالية في اليمن أصبحت في مهب الريح، وأن اليمن شهدت تطورات مأساوية خلال الأسابيع الماضية، موضحاً أن اليمن أمام مفترق طرق إما الانزلاق إلى الحرب الأهلية أو إتمام الانتقال السياسي والعودة إلى الحوار. وأفاد بأن اليمن يتنقل بين الكثير من الحقول الملغومة، داعيا إلى ايجاد حل سريع يعيد الثقة لعموم اليمنيين، منوها بأن الجنوب يعيش حالة من عدم الاستقرار وأن أصوات الاستقلال في الجنوب باتت أقوى من أي وقت مضى. وأكد أن الأزمة اليمنية ستدفع العاطلين عن العمل إلى الانضمام لتنظيم القاعدة والمقاتلين، وأشار إلى أن الأممالمتحدة لن تغادر اليمن قبل إتمام الانتقال السياسي، كما أوضح أنه تواصل بشكل مباشر مع عبدالملك الحوثي وقال له إنه يرحب بحل تفاوضي ترعاه الأممالمتحدة. وقدَّم بن عمر رصدا لأهم المستجدات منذ احاطته إلى مجلس الأمن في يناير المنصرم، واستعرض المفاوضات والمشاورات التي أجراها مع الأطراف السياسية. وتطرق إلى اللقاء الذي عقده الحوثيون في صنعاء واستمر لثلاثة أيام، معتبراً أن الإعلان الدستوري الحوثي قرار أحادي الجانب، وأن الإعلان أسفر عن ردود فعل قوية على الصعيدين المحلي والدلي ورفضت الأحزاب هذا الإعلان، مؤكدا أن جماعة الحوثي تسببت في تعميق الازمة السياسية في اليمن. وأشار المبعوث الأممي إلى المفاوضات التي جرت خلال الأيام الماضي، منوها بأنها السبيل الواحد لإنهاء الأزمة، وأضاف: «أشرف على مفاوضات دقيقة تناقش مواضيع معقدة تتعلق بترتيبات الحكم خلال الفترة الانتقالية بما في ذلك السلطتان التنفيذية والتشريعية». ولفت إلى ان المفاوضات تدرس ترتيبات الشراكة في حكومة وحدة وطنية جديدة وسبل تفعيل المؤسسات الأمنية لتتحمل مسؤولياتها مجددا، كما تناقش المفاوضات، بحسب بن عمر، سبل منع انفجار الوضع في مأرب وكذلك ضمانات حماية الحقوق الأساسية كالتجمع السلمي وحرية التعبير. ونبه إلى أن انعدام الاستقرار في اليمن يعمل على تقوية تنظيم القاعدة ويزيد من احتمال إقامته لمعاقل في أجزاء من محافظاتأبين وشبوة وحضرموت ومأرب. وأكد أن استمرار الأزمة سيؤثر على الوضع المعيشي لليمنيين، وقد يفقد عشرات الآلاف لوظائفهم، وقد يتسبب في وقف تمويل المشاريع والخدمات الأساسية، مشيراً إلى أن الغموض السياسي يضغط على الريال اليمني وبدون تسوية سياسية عاجلة سيتعرض الريال لخطر الانهيار، وأن هناك احتمالات تعجز الحكومة عن دفع الرواتب خلال شهرين أو ثلاثة. وأضاف إن «اليمن في مفترق طرق: إما الحرب الأهلية والتفكك، وإما إيجاد مخرج يعيد العملية الانتقالية إلى مسارها، وإنقاذ اليمن يتوقف على الإرادة السياسية لقادته، كلهم مسؤولون عما آلت إليه الأمور وكلهم مسؤولون عن إيجاد مخرج للمأزق الحالي». وبيّن أن الأممالمتحدة لن تغادر اليمن وتجدد التزامها لليمنيين بمساعدتهم على إكمال مسيرة الانتقال السياسي. وأشاد بن عمر بشباب الثورة في اليمن، وأنهم فتحوا الباب أمام التغيير، مردفاً: «ورغم كل العقبات، إلا أن حلمه في دولة مدنية حديثة لا يزال قابلا للتحقيق» ودعا المبعوث الأممي في ختام تقريره، مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى عدم التخلي عن اليمنيين وإلى الوقف بجانبهم في هذه الظروف العصيبة.