في ظل الوضع المتأزم الذي تعيشه المنطقة بفعل الثورات المضادة لثورات الربيع العربي ربيع الحرية والعزة والكرامة منذ ذلك الوقت، والمتربصون بإرادة الشعوب يمارسون النيل من تلك الثورات والوقيعة بها ومحاولة تعكير اجوائها النقية. الشباب الطاهر الذي لم يخرج حينها لجماعة اوطائفة او مذهب بل لنيل الحرية والعيش الكريم وبناء دولة المؤسسات ومكافحة الفساد بكل أشكاله وصوره والحيلولة دون أن تصل تلك القوى الضعيفة التي تحمل مشروعاً طائفياً من شأنه أن يفتك باليمن وبمستقبل اجياله وخدمة لإيران في سبيل النيل من دول الخليج من منطلق عقائدي لم تتوقف إيران عن إذكائه منذ نشأتها. إن اليمن الذي نتحدث عنه اليوم ليس ذلك اليمن الذي تحدثنا عنه بالأمس وحديثنا صريح نأمل من خلاله أن يتم التعامل بأقصى درجات الجدية ليبقى اليمن موحداً ودون أن تشوبه الفتنة الطائفية الخطيرة التي يحملها الحوثيون بشكل جنوني منقطع النظيرليكتوي بنارها اليمن واليمنيون كما لن يسلم منها الخليج وكذلك المحيط والإقليم. اليمن اليوم أصبح بين خطر بروز جماعات عنف من شأنها أن تقلب الموازين على جميع الذين يراهنون على الوقوف بجانب الإستبداد الحوثي في سبيل النيل من أطراف أخرى في الوقت الذي يدخل فيه اليمن المستنقع الإقتصادي الذي من شأنه أن يكون الضربة التي تسبب الشرخ الواسع بين اليمنيين. رسالة هامة من قلب صنعاء أبعث بها لكل السياسيين والأحزاب والممسكين بخيوط الأزمة اليمنية ان يتذكروا الفقر المدقع الذي يعاني منه اليمنيون وكذلك الحالة الطائفية التي تحاول أن تبرز بفعل الحوثيين ما يجعل النظر إلى اليمن بعين الرحمة والشفقة في الوقت الذي ندرك فيه جميعاً ذلك المشروع الإيراني عبر الذراع الحوثي الذي لا يمكن أن يعمل من أجل اليمن وخدمة الأجيال بل يسير خلف المشروع الطائفي الساعي لتقسيم البلاد العربيه خدمة للكيان الصهيوني في إيجاد جماعات عنف كجماعة الحوثيين في اليمن او حزب الله في لبنان. أيها السياسيون وقادة الأحزاب أيها اليمنيون كونوا أنتم الأداة التي من شأنها أن تمنع انزلاق اليمن نحو الإقتتال الطائفي والتقسيم الجغرافي والإنعزال عن العالم كونوا أنتم والشعب معكم واقسم بالله أنه لن يخذلكم بالسلم ما لم فبالحرب خصوصاً واليمن اليوم يدخل منعطفاً تاريخياً صعباً في ظل استمرار المليشيات التي تدعمها إيران بتأزيم الوضع وإعلان البيانات واستفزاز اليمنيين بدخول القصر الرئاسي وتهديدهم باجتياح محافظات تخالفهم وترفض وصايتهم الإيرانية على القرار السياسي. إلى كل ضمير وقلب حي إن اليمن اليوم ينفطر أمام أعين العالم دون عمل اي شيء يمكن من خلاله صون الدماء التي ستراق بفعل سياسات الحوثيين الدموية بينما لن يستفيد اليمن مطلقاً من أي أعمال قد تلجأ إليها دول الخليج أو المجتمع الدولي بمحاولة التمكين للإنفصال وكذلك دعم حركات مسلحة لمواجهة الحوثيين في الشمال وهو ما يجب أن يدركه جميع السياسيين في اليمن. إن اليمن يذهب أبعد من ما تتصورون بل في حسابات معقدة تقوم على اسس المصالح وبأمكانكم ان تعملوا الحسنة الوحيدة في هذا الظرف الراهن فقط حسنة واحدة سوف تحسب لكم لمنع تدهور البلاد وتمزقها وتشتتها وهرولتها نحو النموذج الليبي في الوقت الذي لاتزال فيه الفرصة سانحة ويبقى القليل من الوقت ولديكم جماهير اليمنيين بالسلاح والمال والدم وكل ما يمكن تقديمه وكذلك كثير من الأطراف الخارجية التي سوف تكون إلى جانبكم خصوصاً الأشقاء في الخليج بدلاً من ترك الخارطة لهم يرسمون الحماية الكاملة لحدودهم. ان العالم اليوم الذي ينشغل هنا وهناك بإمكانه أن يسعى للحيلولة دون أن ينفتح صراع الوحوش في اليمن ويدرك العالم قيمة اليمن من جهة التطرف وكذلك المحافظة لدى اليمنيين في رفض الحوثيين مهما كلف الثمن إلى جانب الجبال وتضاريسها التي هي للحروب والغزوات والمعارك كما قال بذلك التاريخ. اليمن اليوم في وضع خطير وخطير جداً ينتظر منقذاً غير مجلس الأمن والأمم المتحدهاليمن اليوم يحتاج للوقوف إلى جانبه ومن يريد التدخل فلا يزيد على القول بعودة الأمور إلى ما قبل ال 21 من ايلول/سبتمبر الماضي ومن يتحدثون بغير ذلك فإنهم مجرد أدوات يعبث من خلالها المجتمع الدولي والإقليمي بمستقبل اليمن واجيالها وإيجاد موطئ قدم للتدخل الإيراني المباشر ما يؤثر سلباً على دول الخليج التي تعتبر اليمن بوابتها الجنوبية .