كنت أترجاهم وأمسك بتلابيب أثوابهم حتى لا يحرقوا بقية منزلي" هكذا توسلت الأرملة "سميرة الرمادي" لميليشيات الحوثي ليتركوا مأواها ومنزلها لكن دون جدوى، ولا حياة لمن تنادي. بمنطقه رداع أقدمت مليشيات الحوثي على إحراق منزل الأرملة "سميرة الرمادي" أم لسبعة أيتام، ست فتيات وشاب، فشردتها وأبناءها وأحرقت حياتهم. تستجمع أم منى أنفاسها المبعثرة وهي تقص كيف أحرقت مليشيات الحوثة منزلها وكيف شردت منه تقول: في يوم الاثنين حدثت مشكله بين "أخو زوجي وواحد من مسلحي الحوثي، فحدث بينهم اطلاق نار فأصيب أخو زوجي وساعدته على الصعود "لدراجة نارية لإسعافه" وعدت لمنزلي، وبعد ساعات جاءت مجاميع حوثيه حاصرت المنزل من كل الجهات وقاموا بإطلاق النار مباشرة على الأبواب والنوافذ والجدران، ولم يضعون اعتبارا للبشر الذين داخل المنزل من الايتام أو حتى يمهلوننا و نخرج من جحيمهم. كان الرصاص يدوي في أرجاء المنزل وفوق رؤوسنا وكن بناتي يصرخن بالبكاء من شده الخوف والفزع، فأسرعنا بالهروب لمنزل أخي القريب، لم نأخذ معنا شيء يذكر، ومن شدة الفزع خرجت "ابنتي الكبرى بالملابس الذي ترتديها. واصلت بصوت شحبت نبراته: كنا نرتجف من الخوف والرعب ودموعنا لا تتوقف، بعدها أحرقوا المنزل بكل ما فيه "ملابسنا، المواد الغذائية، كتب بناتي الصغار، أثاث المنزل لم يبقوا شيء. تابعت: كاد قلبي يتوقف عن النبض فأنا مريضه بعد مقتل ولدي وجات هذه المصيبة واحرق الحوثة منزلي فكيف يمكنني احتمال الحياة. في اليوم الثاني خرجت لأرى أطلال منزلي بقية غرفه صغيره لم تحترق، لكني تفاجأت برجوعهم مرة أخرى لإحراقها كنت أقبل أرجلهم وأتوسل إليهم أن يبقوها لنا، صرخت بهم: أنا مرمله معي بنات أيتام "ما ذنبنا لكن لا حياة "لمن تنادي قالو لي: قتلتم صاحبنا والله ما نبقي على بيت رمادي. وزادوا في غيهم وأحرقوا قلاب "شاحنة" قات نتعاش منه انا وابنائي، ونهبو الجربة "قطعه صغيرة من الأرض" التي نعيش عليها، احرقوا قلبي الله يحرقهم.. هكذا شهقت بحزن وألجمتها الدموع. ابنتها "منى" كانت تستعد لعرسها خلال الأشهر القادمة جهزت ملابس العرس وزينتها ولكنها خرجت من منزلها وهو يحترق بملابسها التي ترتديها فقط ورأت بعينها كيف أحترقت فرحتها. وأصبحت رماد. وتقول: هربنا تحت وابل الرصاص حتى ننجو بأرواحنا، تركنا كل شيء خلفنا "بصوت حزين" حتى ملابس عرسي الذي سيقام في الأشهر القادمة خرجت بملابسي التي أرتديها. كانت مسأله وقت حتى رأيت منزلنا وكل أحلامي وفرحتي تحترق. وتضيف" كنا نقول لهم هذا دينكم ما ذنب النسوان احنا أيتام ما ذنبا وكأننا نكلم حجاره وليس بشر". ثم تردف قائلة: لو تعرفين كيف يعيش الناس هنا بمنطقه رداع ومليشيات الحوثي بيننا فلا حرمه ولا دين يردعهم، يداهمون المنازل يفزعون النساء والأطفال بداخلها ينهبون ويسرقون كل شيء ويقتلون من يقاومونهم. تجهش بالبكاء: رأيت أمي وهي تتوسل لهم حتى لا يحرقوا منزلنا شعرت مدى الظلم الذي أصابنا فكنت أبكي بلا توقف. ثم تضيف "تخيلي كيف الانسان يعيش بلا مأوى ولا مصدر عيش يعيش، مشرداً من بيت لآخر أو في العراء وعلى حسنات الناس، أهذا حق الأيتام في شرع مليشيات الحوثة". أتى صوت الصغيرة (هند) مرتجفا وهي تقص لي الحادثة "افتجعت لما أطلقوا الرصاص واحرقوا بيتنا وما خلو لنا شيء"، وبحزن تابعت "ما بقدر أروح المدرسة احرقوا الكتب والزي حقنا" وصمتت باكيه. الأرملة "سميرة الرمادي" وبناتها يعشن وضعاً مأساوياً لا يمكن وصفه فلا مأوى يحتويها وفتياتها الصغار ولا مصدر دخل ابقائه الحوثة لهن يحتجن الى مساعدة مستعجلة لتوفير منزل وأثاث، يطلقن نداء استغاثة لكل الضمائر الحية حتى تكفكف دموعهن وتجبر قلوبهن الحزينة بعدما حطمتها مليشيات الحوثي المنسلخة من قيم الإنسانية ومبادئ الدين العظيمة في زادت من معاناة الأرامل والأيتام.