«الاصلاح لن يقاتل نيابة عن أحد» مقولة رددها الامين العام لحزب الاصلاح الانسي ورئيس كتلته بمجلس النواب زيد الشامي كثيرا عندما تم سحب كل مقاتلي الحزب من جميع الجبهات التي كانت تقاتل الحوثيين. الحزب الذي يعد فرع جماعة الاخوان المسلمين الدولية في اليمن «فضّل الحفاظ على جسمه المليشياوي والسياسي على الدفاع على الدولة» كما جاء في تحليل لصحيفة «القدس العربي» منذ أشهر. انسحب الحزب واطفى جميع الجبهات في الجوفومأرب وإب وتعز والحديدة والبيضاء بعد أن ذهب وفد منه إلى عبدالملك الحوثي وتم تشكيل لجنة تنسيق لإزالة آثار الحرب في أكتوبر من العام الماضي. ونشرت وسائل إعلام تابعة للحزب أنهما «شكلا لجنة تنسيق مشتركة لإزالة آثار الحرب في صنعاء»، وذكرت أن اللجنة تشكلت قبيل احتلال الحوثيين مقر الفرقة الأولى مدرع وسيطرتهم على صنعاء وضمت اللجنة الأمين العام لحزب الإصلاح عبد الوهاب الآنسي، وعضو المجلس السياسي لجماعة الحوثيين علي العماد وجرى التفاهم بين الحوثيين والإصلاح على أنه حزب سياسي لن يخوض الحرب ضد مليشيا الحوثيين في صنعاء نيابة عن الدولة، وفي المقابل يلتزم الحوثيون بعدم المساس بأي من قيادات وكوادر ومقرات حزب الإصلاح. دخل الحزب في مرحلة «المشاهدة» بعد أن هربت قياداته الكبرى المالية والعسكرية وأصبح حميد الاحمر بتركيا وعلي محسن الاحمر بالمملكة السعودية وكان الحزب واقع بين سندان الحوثيين ومطرقة الخليج التي خاضت حربا باردة ضد الاخوان ككل في جميع دول «الربيع العربي». * مشروع سعودي وفي منتصف فبراير الماضي «زار المملكة السعودية الأمين العام لحزب الإصلاح عبد الوهاب الآنسي في زيارة شهيرة طالب بعدها قيادي حوثي باعتقاله فور عودته من المملكة»، ويبدو ان تلك الزيارة كانت تدشينا لعودة علاقة المملكة بطرف يمني اردت تقوية كما اضعفته لإضعاف طرف تركته يلتهم حلفائها ويبدو انها ندمت لذلك اشد الندم. وضع مشروع سعودي بالتحالف مع الإخوان ويبدو أن إخراج الرئيس هادي كان الخطوة الاخيرة فيه وهو تقوية الاقاليم الرافضة للانقلاب واستغلال شرعية هادي وإعلان عدن عاصمة للبلد وصنعاء عاصمة محتلة وتسويه الملعب عسكريا عبر صحوات قبلية في الجنوب والشمال على ان تضمن المملكة للإخوان إدارة الرئيس هادي الذي لم تكن علاقتهم به طيبة قبل إخراجه لكنه أصبح ممتن لهم وللمملكة ويبدو انه ينفذ الدور كما طلب منه. الماشي في شوارع عدن عاصمة الجنوب سيلاحظ تأفف شعبي وسخط مكبوت احتراما لهادي من قبل الجنوبين على «سيطرة الوجوه الاخوانية» على إدارة هادي وقراراته ويبدو ان استفزازات الاصلاح وأعضاء ستفجر غضبا هنا لامحالة. * قادة الإصلاح يتمشون في سواحل عدن علي عبدربه العواضي -شيخ قبلي من محافظة البيضاء- وعضوا في شورى حزب الاصلاح وللاستفزاز كان ممثلا للحزب في فريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار ولكن كان هناك في صنعاء لم يكن في عدن التي ربط نفسه في أذهان أهلها الطيبين بقتل شابين بريئين من أبنائها وإلى الان حر طليق بل عاد الى عدن مع مجاميع الحزب الهاربة من الجبهات والعائدة من المنافي. علي عبدربه العوضي في (عدن ) الرجل الذي قتل مرافقيه الشابين الخطيب وأمان في شارع عاما بصنعاء وبدم بارد يتخذ من عدن مقر جديدا تاركا الجبهة الساخنة في مسقط رأسه البيضاء ومتخذاً من عدن منصة لحرب حزب الاصلاح على الحوثي، كما يقول أحد الصحفيين العدنيين ساخطا على الوضع. الحسن أبكر قائد جبهة الجوف ضد الحوثيين قُتل اثنين من أبنائه وفجر منزله بطريقة استعراضية حوثية مصورة ترك كل ذلك وترك خطوط التماس في الجوف مع الحوثي وفضل أن يتمشى على سواحل عدن برفقه مرافقيه المدججين بالأسلحة وهي مشاهد قد تفجر بركان الغضب في عدن التي اكتوت بنار الحزب أكثر من ما عرفت من مظالم حوثية. يصر حزب الاصلاح على إيصال غضب الجنوبيين مداه.. الجنوبيين الذين بدأت أحاديثهم تنتقل من غير المرحب الى المطالب بالطرد وهم يرون «ناطق الحكومة الاخواني» راجح بادي يدير مكتب هادي فعليا ووحيد رشيد يعود ليمارس سطوة غريبة على إدارة الرئيس والتصاق دائم بالقصر لا يفسر إلا باتفاق المملكة وهادي والإخوان على إدارة المرحلة المقبلة. * إطفاء جبهة الشمال وإشعال جبهة الجنوب يدفع حزب الاصلاح بجبهات جنوبية لمواجهة الحوثي ويستمر هادي في خدمة هذا المشروع حيث تحضر الجبهة الجنوبية للاشتعال بينما اطفئت جميع الجبهات في مأربوالجوفوالبيضاء ونقل الحزب الإخواني ثقلة الاداري إلى عدن. لا أحد راضي عن (الاخوان) في الجنوب لكن يبدو أن المملكة تملك أوراقا جنوبية تعمل على عدم انفلات الشارع وخروج غضبا في وجه الرئيس لاسيما بعد الندم السعودي على اضعاف الاخوان الذي تنبه اليه "مفكرو" المملكة مؤخرا حيث صب اضعافها للإخوان في مصلحة إيران ورأينا الصحفي السعودي المخضرم جمال خاشقجي يكتب «الهوس» بمحاربة الإخوان كاد أن يدمر الخليج. ويرى مراقبون للشأن الجنوبي أن صبر الشارع لن يطول وأن ثورة جنوبية ضد هادي والاخوان قادمة إن «استمر الاستفزاز الإخواني» للجنوبيين في عاصمتهم.