وضعت دول مجلس التعاون الخليجي شروطًا خاصة بمفاوضات حل الأزمة اليمنية تتركز على مكان عقد المفاوضات، والذي تشدد فيه على ضرورة ألا يخرج عن السعودية، وهو ما ترفضه إيران بشدة. وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فقد اشترطت دول مجلس التعاون الخليجي الخميس (30 نيسان/ أبريل 2015) ضرورة إقامة أية مفاوضات محتملة لتسوية النزاع في اليمن في الرياض وتحت إشراف مجلس التعاون الخليجي، رافضة عمليًّا دعوات طهران لتنظيم مباحثات دولية خارج السعودية. وجاء التعبير عن هذا الموقف في تصريح صدر في ختام اجتماع استمر ثلاث ساعات بالعاصمة السعودية لوزراء خارجية دول المجلس الست، تمحور حول الوضع في اليمن، حيث استمرت الغارات والمعارك بلا هوادة خصوصًا في الجنوب. وفي سياق ذي صلة، أعلن قائد البحرية الإيرانية، حبيب الله سياري، الخميس أن مدمرتين إيرانيتين أرسلتا إلى خليج عدن لحماية السفن التجارية وهما متمركزتان حاليًا عند مدخل مضيق باب المندب الاستراتيجي بين اليمن وجيبوتي، الذي يعبر منه يوميًّا نحو أربعة ملايين برميل من النفط باتجاه قناة السويس شمالًا أو خط أنابيب سوميد للنفط. وأضاف سياري: «نحن في خليج عدن بموجب القوانين الدولية من أجل حماية السفن التجارية لبلادنا من تهديد القراصنة«. وجدير بالذكر أن السعودية تقود منذ السادس والعشرين من آذار/ مارس تحالفًا من تسع دول عربية يشن غارات جوية على مواقع الحوثيين في اليمن بهدف منعهم من السيطرة على مجمل البلاد، بعد أن دفعوا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لمغادرة اليمن واللجوء في السعودية. ولم تنجح حتى الآن الأممالمتحدة ولا القوى الكبرى في وقف القتال باليمن. وكان وزراء خارجية مجلس التعاون قد ثمنوا صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 «تحت الفصل السابع لميثاق الأممالمتحدة، ودعوا إلى تنفيذه بشكل كامل وشامل يسهم في عودة الأمن والاستقرار لليمن والمنطقة«. ويدعو هذا القرار، الذي صدر في الرابع عشر من نيسان/ أبريل، المتمردين الحوثيين إلى الانسحاب من كافة الأراضي التي سيطروا عليها ووقف المعارك «بلا شروط«، مع فرض عقوبات ضمنها حظر أسلحة. في المقابل، ترى إيران أن المباحثات المحتملة يجب أن تجري في مكان غير منخرط في النزاع، كما أكد مجددًا وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف، الذي استبعد أيضًا إمكانية تنظيم مفاوضات في الإمارات حليفة السعودية. ويأتي الاجتماع الوزاري الخليجي تمهيداً لقمة تشاورية لدول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والبحرين وسلطنة عمان والكويت والإمارات وقطر) ستعقد الثلاثاء في الرياض، ومن المقرر أن يحضرها أيضًا الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، في مشاركة استثنائية لرئيس دولة أجنبية.