وجه إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة كلمة للشعب الفلسطيني من قاعة مركز الشوا في مدينة غزة اليوم الخميس 22 نوفمبر " أن انتصار المقاومة في غزة حقيقة راسخة وأن الزمن تغير وأميركا بدأت تسمع لغة جديدة في المنطقة، متوجها بالكلام الى "المقاومين" داعيا اياهم الى الاستعداد لمعركة استرداد القدس ". وأكد هنية على أن فكرة اجتياح غزة بعد هذا النصر الذي حققته المقاومة انتهت بلا عودة، وأصبحت غزة بمقاومتها عصية على الكسر بالتفاف الشعب حولها، مشدداً على أن المعركة أثبتت أن العدو الصهيوني سوف يفكر طويلاً قبل أن يخوض أي حرب مع أي دولة إقليمية تمتلك إرادة التحدي. وأضاف هنية خلال خطابه للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية "ما تم تحقيقه من نصر هو خطوة مهمة نحو القدس والتحرر وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس وتحرير الأسرى والعودة إلى الأراضي التي تم تهجير الفلسطينيين منها". وقال هنية: "في "الرصاص المصبوب" لم ترفع الراية وثبت الشعب رغم الجراح، وفي "عامود الغيمة" صنع الشعب ملحمة بطولية، وأنا فخور أن أكون رئيس حكومة لهذا الشعب المجاهد"، مقدماً هذا النصر لروح الشيخ أحمد ياسين، والرئيس الراحل ياسر عرفات، وللشهيد فتحي الشقاقي والشهيد أبو على مصطفى، والشهيد أحمد الجعبري الذي جمع بين الحسنيين النصر والشهادة. وتابع: "نبارك لفلسطين ولشعبنا الفلسطيني هذا الانتصار، لغزة العزة والصمود نبارك، ولأهلنا في ال 48، وللشعب الفلسطيني في الشتات وللأمتين العربية والإسلامية أنحني أمام المجاهدين الذين دشنوا مرحلة جديدة في تاريخ الصراع، الذين خاضوا المعركة ببسالة في سبع ليال وثمانية أيام حسوما وعلى رأسها كتائب القسام والقائد العام لها محمد الضيف وبقية الفصائل العاملة في الميدان". وشكر هنية مصر قيادة وشعباً، وقال: "أشكر دولة مصر ورئيسها محمد مرسي، "إسرائيل" صرخت ألما من المقاومة ومن وقفة مصر العزيزة"، مضيفاً: "خاض الاحتلال هذه الحرب الخاسرة دون قراءة الواقع لاستعادة قدرة الردع والدخول للانتخابات عبر أوسع الأبواب". وأضاف: "مصر فاجأت الاحتلال بعدم تخليها عن غزة وعن الشعب الفلسطيني، حيث قال الرئيس مرسي أن مصر لن تسمح باستمرار العدوان أو اجتياح غزة، إضافة إلى سرعة تفاعل جامعة الدول العربية والوزراء العرب، إضافة إلى مفاجأة الاحتلال برفع الغطاء الدولي عن هذه الحرب". وتابع هنية: "اغتيال القائد أحمد الجعبري كان نتيجة لسياسة قصيرة النظر، وكانت سبباً ومحركاً أصيلاً للشعب وللأمة، اغتياله كان وصمة عار في جبين الاحتلال"، مبيناً أن الاحتلال وقع في صدمة المفاجأة، بعد أن كان يعتقد أن اغتيال الجعبري سيحقق المفاجئة، لكن رد المقاومة والدقة والانضباط والقوة والإصرار والتواجد في الميدان حتى الدقائق الأخيرة قبل تثبيت التهدئة ردت المفاجأة عليه. وقال هنية: "الاحتلال كان يقتل النساء والأطفال والشيوخ لكن كل المعطيات كانت تعمل لصالح الشعب الفلسطيني وضد الاحتلال الإسرائيلي، الذي اضطر لإيقاف هجومه على غزة"، مضيفاً: "أيها المجاهدون، ظهرت على أيديكم المعجزات وأعدتم الانتصارات والفتوحات، وجددتم أيام القادسية، والانتصار يمثل استعدادا لاسترجاع القدس والمسرى". وأضاف: "سلام على فلسطين، سلام على غزة، على المقاومة، سلام على الأمة التي وقفت بجانب الفلسطينيين وإلى الربيع العربي الذي منحها المدد، تحية للإنسان الفلسطيني"، مبيناً أنه وخلال المعركة ترسخت الكثير من المفاهيم التي يمكن البناء عليها. وأكد رئيس حكومة غزة: "هذا النصر أثبت حقيقة واضحة أننا نجحنا في الجمع بين البناء والمقاومة، وما كان لهذا النصر أن يتحقق لولا وجود حكومة تحمي المقاومة التي وحدت الشعب الفلسطيني"، مشدداً على أن وقوف مصر وتركيا وقطر وإيران والتغيير الواضح في الموقف العربي والإسلامي كان سببا واضحا في تحقيق النصر. وشدد هنية على أن المقاومة غيرت قواعد اللعبة مع الاحتلال وغيرت حساباته الأمنية، مطالباً الأمة العربية بإيجاد خطة لدعم الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم، مضيفاً: "الحكومة ستعمل وفق قانون الطوارئ مع الوزارات ذات الاختصاص لإسعاف الأسر التي تضررت جراء العدوان"، مطالباً الأمة بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني لإزالة آثار العدوان.