مجموعة القوى المدنية في مصر صدقت أنها تمثل ضمير الشعب المصري، ساهم في ذلك إعلام يمتلكه رجال أعمال كونوا ثرواتهم إبان الحكم السابق، وقضاة عينهم المخلوع مبارك، وأجهزة استخبارية دولية وعربية لا تريد للثورة المصرية أن تنجح، وحوالي 6 مليون صوت حصلت عليها في انتخابات الرئاسة. قضاء رموز القوى المدنية من سياسيين وإعلاميين معظم وقتهم بين جدران الاستوديوهات في وسائل الإعلام، وفي لقاءات تجمعهم بأنفسهم، هيأ لهم أنهم فعلا هم الأكثرية في مصر. القوى المدنية وللأسف تنظر بازدراء للإسلاميين ولكل ما هو إسلامي، ولا يتخيلون أن إسلاميا أو شخصا ذا خلفية إسلامية يحكمهم، كما لا يتخيلون الجلوس إلى جانب نائب أعفى لحيته، وآخر قصر ثوبه، وأخرى تخفي شعرها وزينتها. إنهم في الحقيقة يتعففون ويتأففون من الواقع المصري الذي أفرزته انتخابات حرة ونزيهة، وحينما أقصاهم الشعب من خلال صناديق الاقتراع، لجأوا إلى الإعلام الذي فتح لهم أبوابه على مصراعيه، ليصبوا كل حقدهم على الإسلاميين. صفق هؤلاء لحل مجلس الشعب الذي تسيطر عليه القوى الإسلامية، ونشأ تحالف غير معلن بين القوى المدنية والقضاء المصري الذي جعل من نفسه خصما للقوى الإسلامية، مما شجعهم للانقضاض على كل المؤسسات المنتخبة، لا لشيء إلا لأن القوى الإسلامية تسيطر عليها. سلوك القوى المدنية الاستفزازي والفوقي والعنجهي تجاه كل ما هو إسلامي، وتوهمهم بأنهم يمثلون ضمير الشعب المصري، أدى إلى استفزاز القوى الإسلامية فأرادت إظهار حقيقة موقف الشعب المصري من ثنائية العلمانية أو الإسلامية، وهي التي كانت تتحاشى وما زالت فرز المواقف وفق ثنائية العلمانية أو الإسلامية.