لن أقول لكم الناس (مضروبة على راسها) مثل كثير من المرات حين أعلنتُ لكم ذلك ..ولن أدعي أن نسير وسط العقلانية و الذكاء ..بل سأعيد ترتيب أوراقي أمامكم و سأعلن لكم غير راجفٍ ولا خائف بأننا داخل دائرة كبرى اسمها (الهبل)..! نحن مقتولون بالهبل ..قاتلون بالهبل ..زاحفون بالهبل ..راكضون بالهبل ..منتصرون بالهبل ..منهزمون بالهبل ..نسير على هبل و نجلس على هبل ..! من قال أن جلساتنا الجماعية تضيع وسط كمٍّ هائل من التبويس و طرح السلام و التصبيح على الجميع و التمسية عليهم : صباح الخير أبو فلان ..صباح النور ..كيف الصحة ..الحمد لله ..طمني عنك وعن العيلة ..والله كلهم بخير و يسلموا عليك ..!! يسألك وهو لا ينتظر منك إجابة ..و أنت تجيب وتريد أن تروي له ألف قصّة ..! من قال بأننا نتعامل مع المسؤولين بما لدينا من ثقافةٍ ووعي ..بل نعاملهم بما لدينا من حاجة ماسة لهم و لرضاهم عنّا ..ومن قال بأن المسؤولين حتى الذين يدّعون التواضع ينسون للحظة وهم يتكلّمون معك بتواضعهم أنهم أعلى منك شأناً و قدراً و ندخل معهم و بهم (دائرة هبل) كي نخفف القهر الكبير و نسميه بغير اسمه الحقيقي ..وتسمّي ابتسامته في وجهك احتراماً و تصرف للمسؤول كلمة (ابن حلال) عندما فقط تظفر بلقائه بعد مليون محاولة ..! أنت تعرف أن هذا ليس مبتغاك ..وهو يعرف أنه لم يقم بأدنى حقوقك عليه ..ومع ذلك دائرة الهبل تضمن لكما العلاقة ..! من قال بأن كل العنف الذي ترونه يقوده الهبل السطحي ..فالذي بطحوه على الرصيف و ضربوه (شلاليط و كفوف و بكوس) لم يفعل شيئاً سوى أنه رفع الصوت قليلاً محتجاً على (صفّة سيارة ) أحدهم ..؟ وكل ما ترونه ولا تتسع له هذه المساحة من دائرة دائرة ..هو نتيجة تجنيب العقل و تأجيل الذكاء ..وكأننا في عقلنا الباطن نقرّ و نعترف أن الحياة لا تمشي إلاّ بالهبل ..وبالهبل وحده نبقى (مكانك قف) ..أو تتراجع إنسانيتنا كثيراً للوراء ..!