أجلّت جماعة الحوثي المسلحة وحزب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، إشهار المجلس السياسي وأسماء أعضاءه الذي أعلن عن تأسيسه قبل أيام. وكان مقرر ان يعلن طرفا الانقلاب ، أسماء تشكيلة المجلس السياسي اليوم الثلاثاء في القصر الجمهوري بصنعاء، إلا أن الحوثيين وحزب صالح اعتذروا للصحفيين عن اعلان التشكيلة على الرغم من حضورهم. وكشفت مصادر خاصة ل«الخبر» أن أسباب التأجيل تعود الى خلافات بين الطرفين "صالح والحوثين"، بشأن مصير اللجنة الثورية، والقرارات التي صدرت عنها، وإصرار الحوثيين على معرفة وضعهم ضمن وفي إطار صلاحيات هذا المجلس ومهامه، كما انهم يصرون على ان يكون المجلس لمواجهة ما اسموه بالعدوان فقط ، ككيان شكلي مؤقت، فيما يريد الرئيس السابق علي صالح واعضاء في حزبه بان يشمل إعادة تقاسم الدولة، وتقليص عبث لجان الحوثي وتدخلاتها، وتفاصيل اخرى حالت دون إشهار المجلس واعلان الاسماء. فيما كشفت مصادر اخرى ل«الخبر» أن ضغوطا مارسها المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ على الطرفين ، دفعتهما لتأجيل الاعلان عن مجلسهم. وفي ذات السياق أكدت مصادر مقربة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح، أن قرار تشكيل المجلس السياسي المثير للجدل أقر بعد اجتماعات طارئة للجنة مصغرة شارك فيها ممثلون للرئيس السابق وآخرون حوثيون، من أبرزهم رئيس ما يسمي ب«المجلس السياسي» التابع لجماعة الحوثي «صالح الصماد». وأشارت المصادر ل«الخليج» الإماراتية، إلى أن صالح انفرد بفكرة إنشاء هذا المجلس كبديل لما يسمي ب«اللجنة الثورية العليا» المشكلة من الحوثيين التي فشلت في إدارة شؤون المحافظات التي لا تزال تخضع للانقلابيين. بدوره، اعتبر الأكاديمي اليمني المتخصص في علم الاجتماع السياسي عبدالرحمن أحمد المقرمي في تصريح ل«الخليج»، أن تشكيل مجلس سياسي لحكم البلاد بين الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي يمثل بداية النهاية للتحالف الانقلابي بين الجانبين لاعتبارات تتعلق بانعدام عنصر الثقة بينهما، وتصاعد توجسات الحوثيين من الرئيس السابق. وأشار المقرمي إلى أن علاقة التحالف بين الحوثيين وصالح فرضته اعتبارات تتعلق بالتقاء المصالح في التخلص من خصوم مشتركين، وتحديداً حزب «الإصلاح» الذي يتهمه صالح بالوقوف وراء تصعيد الثورة الشبابية والشعبية التي أطاحت نظامه في العام 2011، معتبراً أن الخلافات في تقاسم سلطة الأمر الواقع عبر المجلس السياسي المشكل سيترتب عليها اندلاع صدامات مسلحة بين الجانبين. من جانبه، وصف الأكاديمي اليمني والخبير في إدارة الأزمات عبدالعزيز أحمد علي السقاف، في تصريح ل«الخليج» تشكيل مجلس سياسي بالشراكة بين الحوثيين والرئيس السابق علي صالح، بأنه جزء من مخطط للأخير لاستعادة السلطة التي أقصي منها بشكل قسري في العام 2011. ولفت إلى أن صالح لا يتعاطى مع الحوثيين سوى أنهم ورقة كرسها في تنفيذ مخطط شيطاني يهدف إلى إقصاء خصومه من الساحة الداخلية، تمهيداً لاستعادة السلطة عبر صيغة ائتلاف مؤقت مع الحوثيين، الذين سيعمل الرئيس السابق علي صالح على التخلص منهم باستخدام القوات الموالية له التي تمثل القوة الضاربة في قوام الميليشيات الانقلابية. وكان حزب صالح وجماعة الحوثي المسلحة، أعلنا عن اتفاقاً موقعاً بين الطرفين، الاسبوع الماضي، بتشكيل "مجلس سياسي"، يتولى إدارة البلاد، وفقاً للدستور، والغاء ما كان يطلق عليها اسم "اللجنة الثورية العليا"، التي شكلتها جماعة الحوثي عقب سيطرتها على الحكم في اليمن في فبراير من العام الماضي. ولاقى تشكيل هذا المجلس، ردود فعل دولية منددة بهذا الاعلان على الرغم من مشاركة الطرفين الانقلابيين في مشاورات الكويت مع الحكومة الشرعية، برعاية الأممالمتحدة.