أثار تشكيل «مجلس سياسي» لإدارة اليمن بالتقاسم بين الحوثيين وجناح الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في حزب المؤتمر الشعبي العام، انقساماً وخلافات بين قيادات جماعة الحوثي التي تعاطت مع تشكيل مثل هذا المجلس بأنه بمثابة تسليم لسلطة الأمر الواقع للرئيس السابق. وعزز تصاعد التباينات والخلافات المحيطة بتشكيل المجلس السياسي الذي مثل تصعيداً مضاداً لمسار الحل السياسي للأزمة اليمنية، من الشكوك في تحولات دراماتيكية حادة ووشيكة في مسار التحالف الطارئ بين الحوثيين والرئيس المخلوع، تدفع في اتجاه حدوث صدام مسلح بين طرفي التحالف الانقلابي. وأكدت مصادر مقربة من الرئيس المخلوع ل«الخليج» أن قرار تشكيل المجلس السياسي المثير للجدل أقر بعد اجتماعات طارئة للجنة مصغرة شارك فيها ممثلون للرئيس السابق وآخرون حوثيون، من أبرزهم رئيس ما يسمي ب«المجلس السياسي» التابع لجماعة الحوثي «صالح الصماد»، مشيرة إلى أن صالح انفرد بفكرة إنشاء هذا المجلس كبديل لما يسمي ب«اللجنة الثورية العليا» المشكلة من الحوثيين التي فشلت في إدارة شؤون المحافظات التي لا تزال تخضع للانقلابيين. واعتبر الأكاديمي اليمني المتخصص في علم الاجتماع السياسي عبدالرحمن أحمد المقرمي في تصريح ل«الخليج»، أن تشكيل مجلس سياسي لحكم البلاد بين الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي يمثل بداية النهاية للتحالف الانقلابي بين الجانبين لاعتبارات تتعلق بانعدام عنصر الثقة بينهما، وتصاعد توجسات الحوثيين من الرئيس السابق. وأشار المقرمي إلى أن علاقة التحالف بين الحوثيين وصالح فرضته اعتبارات تتعلق بالتقاء المصالح في التخلص من خصوم مشتركين، وتحديداً حزب «الإصلاح» الذي يتهمه صالح بالوقوف وراء تصعيد الثورة الشبابية والشعبية التي أطاحت نظامه في العام 2011، معتبراً أن الخلافات في تقاسم سلطة الأمر الواقع عبر المجلس السياسي المشكل سيترتب عليها اندلاع صدامات مسلحة بين الجانبين. ووصف الأكاديمي اليمني والخبير في إدارة الأزمات عبدالعزيز أحمد علي السقاف، في تصريح ل«الخليج» تشكيل مجلس سياسي بالشراكة بين الحوثيين والرئيس المخلوع، بأنه جزء من مخطط للأخير لاستعادة السلطة التي أقصي منها بشكل قسري في العام 2011. ولفت إلى أن صالح لا يتعاطى مع الحوثيين سوى أنهم ورقة كرسها في تنفيذ مخطط شيطاني يهدف إلى إقصاء خصومه من الساحة الداخلية، تمهيداً لاستعادة السلطة عبر صيغة ائتلاف مؤقت مع الحوثيين، الذين سيعمل الرئيس المخلوع على التخلص منهم باستخدام القوات الموالية له التي تمثل القوة الضاربة في قوام الميليشيات الانقلابية.