مجلس الوزراء يقر حزمة من الإجراءات لمعالجة أزمة الكهرباء    لقاء تنسيقي في عدن يناقش مجال التعاون في مجال البيئة والتنمية المستدامة    استهداف سفينة "ماجيك سيز" التابعة لشركة انتهكت حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة    وزارة الخارجية : العدوان الصهيوني الجبان يُعد انتهاكاً سافراً لسيادة اليمن    هيئة الإغاثة تتفقد أسرة ضحايا مجزرة الحوثي في المُسيمير بلحج    الدفاع المدني بغزة ينفذ 52 مهمة خلال ال24 ساعة الماضية    المواصفات والمقاييس تنفذ نزولا ميدانيا للرقابة على محلات بيع الذهب    للتنفير من التعليم.. مليشيا الحوثي تفرض رسوما باهظة على طلاب المدارس الحكومية في إب    تراجعُ قيمة الأجور في اليابان بأعلى معدّل منذ 2023    المنتخب المكسيكي يُتوّج بلقبه العاشر في بطولة الكأس الذهبية    الذهب يتراجع مع انحسار المخاوف التجارية عقب تمديد مهلة الرسوم الجمركية الأميركية    الصين ترد على تهديدات ترامب بفرض رسوم إضافية على الدول الداعمة ل"بريكس"    سكان محليون: 8 غارات تهزّ محيط ميناء الحديدة    جنوبيون يطلقون وسم #يوم_الاحتلال_اليمني_للجنوب    حزام يافع يكشف تفاصيل جريمة مقتل الطفل صالح الجهوري ويضبط الجاني    هل سيعاد تصدير النفط اليمني مقابل عودة تشغيل مطار صنعاءفماذا قال خالد العراسي؟    الإعلام الأمني: تسجيل 23 حالة انتحار خلال يونيو ومأرب وتعز تتصدران القائمة    ضبط 513 مهاجرا غير شرعيا في عمران    يايسله ومحرز ينضمان إلى الأهلي في النمسا    سان جيرمان يتلقى ضربة بغياب 4 نجوم    جارسيا.. حفيد مصارع الثيران.. ونجمة هوليوود    خاتشانوف.. أول المتأهلين إلى ربع نهائي ويمبلدون    إسرائيل تشن هجوماً على الحديدة والحوثيون يتصدون "للعدوان"    وثيقة العهد والاتفاق... حين وقّع الجنوب على آخر أوهامه    رسميا.. النصر السعودي يعلن رحيل مهاجمه جون دوران    مصر.. اكتشاف مقابر أثرية تحمل زخارف مدهشة في أسوان تعود للعصرين اليوناني والروماني    "حنتوس" علوَّ في الحياة وفي الممات    سريع: تصدينا لجزء كبير من تشكيلات الهجوم الاسرائيلي    صدى كربلاء    كتاب قواعد الملازم.. وثائق عرفية وقبلية من برط اليمن " بول دريش جامعة أكسفورد" (3)    غارات تستهدف الحديدة والاعلام الاسرائيلي يتحدث عن عدد الصواريخ المستخدمة ونوعها    ارتفاع حصيلة الفيضانات في تكساس وترامب يعلنها «منطقة كوارث»    خواطر ومحطات حول الوحدة اليمنية (الحلقة رقم 45)    بعد 27 عاما من الفراق.. "الجواهرجي" يجمع محمد هنيدي ومنى زكي    من يومياتي في أمريكا .. عذاب القبر في أمريكا    العام الهجري الجديد آفاق وتطلعات    أين علماؤنا وفقهاؤنا مع فقه الواقع..؟    بمشاركة عدد كبير من الأطباء من الداخل والخارج .. تحضيرات لعقد المؤتمر الطبي السابع لطب الأسنان    منظمة ترصد اختطاف 51 مدنياً في إب خلال الشهر الماضي    قادمة من صنعاء.. إحباط محاولة تهريب أكثر من 13 ألف قرص كبتاجون عبر منفذ الوديعة    ميسي يستعيد تألقه مع إنتر ميامي في الدوري الأمريكي    (نص + فيديو) كلمة قائد الثورة بذكرى استشهاد الإمام الحسين 1447ه    عدوك الحقيقي    لا يحق لإمام المسجد رفض أمر ولي أمر المسلمين بعزله من الامامة    مرض الفشل الكلوي (11)    حمى يا بابا... ويل للملاعين من عذاب طفل حرمه الخوف من الظلام وشدة الحر من النوم    دراما اللحظات الأخيرة.. الريال يعبر دورتموند ويصطدم بسان جيرمان    وزير الشؤون الاجتماعية يدشن ورشة تنسيقية لمشروع توزيع 600 الف سلة غذائية    نار الأسعار بعدن تجبر المواطنين على ترك وجبة شعبية شهيرة    من الظلام إلى النور.. #الإمارات تقود شبوة نحو فجر تنموي جديد    مواطن يسلم وزارة الثقافة قطعة أثرية نادرة    عاشوراء.. يوم التضحية والفداء    مسئول حضرمي يرفع دعوى قضائية على فرقة مسرحية لتطرقها للمعيشة المتدهورة    ابين .. قبليون يحتجزون مقطورات وصهاريج وقود ومخاوف من ازمة غاز في عدن    انطلاق أعمال لجنة تحكيم مسابقة "أمير الشعراء" في عدن برعاية إماراتية    ساير الوضع    ساير الوضع    وفاة أسترالي نتيجة الإصابة بفيروس خفافيش نادر وغير قابل للعلاج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صالح والحوثيون .. أصولية السلطة وعصبويتها !!
نشر في الخبر يوم 31 - 08 - 2016

عملت الانظمة العربية الوارثة للسلطة (بعد الاستعمار والانظمة الملكية) ، وعلى مدى يزيد على نصف قرن، على اعادة انتاج آلية حكمها ضدا من رغبة الجماهير في الحرية والرفاهية.
وتحت لافتات الاستقلال وامتلاك القرار الوطني المستقل، عملت هذه الانظمة، على تقوية اجهزتها ،وتطوير وسائلها في القمع والازاحة والمصادرة ،من اجل حماية دوائر الحكم، التي تحولت بمرور الوقت الى سلطة قاهرة ،تمتلك المجالين العام والسياسي، دون ان تتيح للقوى الحية في المجتمع من المشاركة في معادلة الحكم والادارة ،الا بمقتضى ضرورات التسويق للديموقراطية والتعددية ، التي برزت كحالة طارئة ،وفق حساباتها، توجب التعاطي معها، من قبيل التكيف مع الحالة الجديدة التي اجتاحت العالم بعد سقوط جدار برلين، وغرقه في مفاهيم سقوط الايديولوجيا ونهاية التاريخ وسيادة القطبية والعولمة.
وما ينطبق من هذا القول على الحالة اليمنية ليس بالقليل ،فالجمهورية التي وجهت لها اقصى الضربات بدءً من اغسطس 1968 و ترتب عليها الازاحات المتعاقبة لقوى الثورة،، لتتكرس بدلا منها (سلطة اصولية) حاكمة من تآلف القوى المعيقة لمشروع التحول (التياران القبلي والديني والعسكر الموالين). والسلطة الاصولية ،تتجلى كحالة قابلة للقراءة والفحص حينما تتجمع في ايدي اشخاص قليلين(غير منتخبين) يمثلون القوى المؤثرة في الواقع، ويستخدمون كل امكانيات الدولة ومؤسساتها من اجل الاستئثار بكل شيء. خلال عقدين كاملين ( 1970 1990) قام تآلف الحكم هذا، وبشكل ممنهج على تدمير كل حوامل التغيير في المجتمع وحواضنه الثقافية (التعليم) ووسائطه السياسية والاجتماعية (الاحزاب والنقابات)، من اجل تعزيز سلطته وادامتها، وحينما وجد نفسه في وضع جديد بقيام دولة الوحدة ودستورها الجديد، الذي اشترط الديمقراطية والتعددية لتوسيع المشاركة وتعزيز الحياة السياسية ، كان لابد ومن اجل الحفاظ على سلطته غير منقوصة، على ادخال البلاد في ازمات سياسية طاحنة، افضت في نهاية المطاف الى حرب (جائحة الجنوب) في صيف 1994، التي شكلت الهتك الاول في نسيج المجتمع. المجتمع الذي ظن، مع تباشير الوحدة ،انه خطى خطوة واسعة في الطريق الصحيح نحو دولة المواطنة ،التي بشر بها دستور الدولة الجديدة. لهذا لم يكن مستغربا ان يقوم تحالف الحرب بعد اجتياح الجنوب واخضاعه، بتعديل الدستور لإفراغه من مضامينه الحيوية تلك، وتعويضها بخلق منافذ لتأبيد الحاكم الفرد، الذي عمل على مدى ستة عشر عاماً (19942010) على تحويل مؤسسة الحكم الى سلطة عائلية فجة ، تعزز من امتلاكها للمجال العام (بمفرداته الاقتصادية والامنية) بتعيين الابناء الاقارب على رأس الاجهزة والمؤسسات. مثل هذا النزوع ،الذي تم ضدا من رغبة شركاء الحكم المستدامين (التياران القبلي والديني وبعض الضباط الموالين) سرع من انتاج قاعدة للتحالفات السياسية المناوئة . فظهر اوسع تحالف للمعارضة السياسية (الاحزاب اليسارية والقومية والدينية)، التي وجدتها مناسبة لاختبار حضورها في الشارع، فخاضت ثاني انتخابات رئاسية في العام 2006بمرشح واحد، فكانت هذه الخطوة الاهم في طريق ازاحة الحاكم ، وتبديل زاوية النظر لصورته، التي كانت قد اخذت ابعادا تجليلية كبرى، في الاعلام الموجه ،بوصف صاحبها كصانع المعجزات !!. ومن هذا التاريخ ، يمكن التأسيس للحديث عن التصدع الاول و المنظور، في تحالف الحكم (السلطة الاصولية) ،الذي لم يصل الى ذروة الربيع العربي مطلع العام 2011 ،الا وهو مثفل بعشرات المشاكل الاقتصادية والسياسية والامنية، وعلى رأسها الاحتجاجات السلمية للحراك الجنوبي، وتراكمات حروب صعدة ،وملف القاعدة ،و فشل مؤتمرات اصدقاء اليمن، التي اؤمل منها دعم الاقتصاد المنهار ،وجميعها سرعت كثيرا من خلخلته، وليس سقوطه ،لان الضلع الاهم في تحالف الحكم المستدام (التيار الديني بحلفائه القبليين والعسكريين) الذي انسلخ عن رأس النظام، و ركب موجة الاحتجاجات السلمية، عاد مرة اخرى لاقتسام السلطة ،من بوابة تسوية نوفمبر (المبادرة الخليجية) ، مزيحاً شركائه وقوى المجتمع الحية ، من لعب أي ادوار حيوية في الفترة الانتقالية .!! النظام لم يسقط، بسبب تغلغل ادوات الدولة العميقة في ادارة الشأن العام، مانعة أي انتقال حقيقي للسلطة ،ولان الفترة الانتقالية ايضا اديرت بمفهوم التقاسم وآلياته ،بين اطراف تعرف بعضها تماما، فقد سُهل للطرف (الامكر) الالتفاف عليها ،وعلى شرعيتها ،بإعادة انتاج تحالف قوة (مع خصوم الامس) من داخل البنية الصلبة لقوى الغلبة، وحدودها الجغرافية (الهضبة والمذهب)، حتي لا تذهب السلطة بعيدا عنها. فكانت هذه الحرب التي يدفع اكلافها الباهظة المجتمع ببنيته البشرية، وحاضنته الجغرافية (السكان والوطن). الان وبعد قرابة عامين، على نشؤ تحالف الانقلاب، ها هما البنيتان الاصوليتان للسلطة (الصالحوثية) تعيدان ترميم اضلاعهما (الناقصة) في سلطة واحدة، في رهان بائس على امتلاك المجالين السياسي والعام (المجلس السياسي ووعود تشكيل حكومة) لإدارة بلاد ،يُراد اختزالها في العاصمة والبنية القبلية التي تحوطها.
سلطة لا تخرج من مربع المركز ،ومفاهيمه في الغلبة والعصبوية والاستئثار السياسي والعسكري ،لهذا يغامر هذا التحالف بكل شئي ،من اجل الابقاء على السلطة ،او الجزء الفاعل والمؤثر فيها في يديه، وما تبقى منها (تحت أي ظرف) فمتروك للمناورة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.