أفادت صحيفة التايمز اللندنية نقلا عن مصادر استخبارية أمريكية اليوم الجمعة أن السعودية شنت غارات جوية عدة لمساندة الهجمات التي تشنها طائرات أمريكية من دون طيار على أهداف للقاعدة في اليمن. وأشار المصدر إلى أن "يعضا من المهام المسندة إلى الطائرات من دون طيار نفذتها قوات الجو السعودية". وكشفت الدراسات التي اجرتها صحيفة "ذي تايمز" ان مقاتلات سعودية شاركت في الحرب السرية الاميركية في اليمن مع تضاعف عمليات قصف الطائرات بلا طيار في شبه الجزيرة العربية العام الفائت. وقد تجاوز عدد عمليات القصف الاميركي السرية لليمن، موطن "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" عدد العمليات التي قامت بها في باكستان. وبالنسبة الى سكان منطقة جعار جنوب غرب اليمن بدت عملية القصف الجوي الاولى وكأنها جاءت من مصدر مجهول. فالهجوم الذي ادى الى مقتل 26 شخصا في أيار (مايو) العام الماضي وشكل أكبر خسارة بين المدنيين في عملية واحدة في الحرب ضد مجموعة "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" منذ سنتين. وأكبر عدد من القتلى كان في 17 كانون الاول (ديسمبر) 2009، عندما قتل 41 شخصا، بينهم 14 امرأة و21 طفلا، نتيجة عملية قصف جوي اميركي على قرية "المجلة". غير ان هناك فرقا شاسعا بين الحادثتين: فقد كان يعتقد ان الطائرات التي هاجمت جعار كانت مقاتلات سعودية، وليست اميركية بلا طيار. وقال احد مراكز الاستخبارات الاميركية للصحيفة البريطانية ان "بعض ما يطلق عليه مهام تقوم بها الطائرات بلا طيار هي بالفعل مهام لسلاح الجو السعودي". وفي الوقت الذي تزايدت فيه ترتيبات انسحاب القوات من افغانستان، تعرضت اليمن التي ينظر اليها على انها ارض الحرب الاميركية المستقبلية غير المعلنة، لعمليات قصف غير مسبوقة فيما يحاول الغرب سحق مجموعة "القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، الذي تعتبره الولاياتالمتحدة الفرع الاكثر خطرا في تنظيم "القاعدة". حيث ان المجموعة كانت المسؤولة عن ثلاث هجمات فاشلة ضد أميركا في السنوات الاربع الفائتة. وقال بروس ريدل ضابط سابق في وكالة الاستخبارات الاميركية المركزية وخبير في شؤون الامن الاميركية، ان "جزءا من سياستنا مرتبط بالمملكة العربية السعودية، ونعمل على القضاء على هذه المشكلة (المتعلقة بالقاعدة في شبه الجزيرة العربية) لصالح السعوديين، ونضع الكرة في ملعبهم. فالمشكلة تتعلق بهم الان". وكانت عملية قصف جوي في 2 أيلول (سبتمبر) استهدفت سيارة "تويوتا" من طراز "لاند كروزر" قرب بلدة ردع التي تقع جنوب شرق العاصمة صنعاء، قد خلفت 12 قتيلا، بينهم ثلاثة اطفال. اذ انه بعد ان اصاب الصاروخ الاول تلك السيارة فانقلبت، استهدف الثاني الناجين الذين خرجوا من تحت الانقاض. ووصف شاهد عيان خيال المقاتلة النفاثة انها بدت "مثل سهم". وأفاد شهود العيان على عملية القصف الجوي لجعار ان مقاتلة نفاثة وليس طائرة بلا طيار قامت بالهجوم. "لم تكن طائرة يمنية. كانت سوداء اللون. كانت سعودية"، حسب قول احد السكان. المعروف ان سلاح الجو الملكي السعودي يتشكل في معظمه من طائرات "إف-15 ايغل" ومقاتلات نفاثة "تورنيدو". والاخيرة جرى شراؤها من بريطانيا ضمن صفقة "اليمامة" التي ابرمت مع المملكة المتحدة لصالح شركة "بريتيش ايرسبيس". ويشن الطيران الأمريكي غارات بطائرات من دون طيار لمساندة القوات اليمنية في معركتها ضد مقاتلي تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب. وتصنف واشنطن الجناح اليمني من القاعدة على انه الأكثر نشاطا ودموية في التنظيم. والخميس، قتل ثلاثة عناصر مفترضين من القاعدة في هجوم منسوب لطائرة أميركية من دون طيار في محافظة البيضاء وسط اليمن. وبذلك ارتفع إلى 14 عدد الناشطين المفترضين الذين قتلوا في هجمات لطائرات من دون طيار على هذه المحافظة وعلى محافظة حضرموتجنوب شرق البلاد منذ 24 كانون الأول/ ديسمبر.