قتل 131 شخصا جراء العمليات العسكرية في مدن سورية عدة، الأحد، في الوقت الذي تجري اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي للسيطرة على مطارات عسكرية في ريف حلب. وأفاد ناشطون بأن مقاتلي الثورة السورية يخوضون معارك عنيفة مع جيش الأسد حول مطار كويرس العسكري في ريف حلب، بينما يقصفون بالمدفعية مطار منغ العسكري في ريف المدينة. وقال الناشطون إن الجيش الحر تمكن من إسقاط طائرة حربية كانت تقوم بعمليات قصف جوي على مدينة طيبة الإمام في حماة. وأوضح الناشطون أن الطائرة سقطت غربي قرية قمحانة. وفي حلب، أسر الجيش الحر ضابطين من مطار منغ العسكري في ريف حلب الشمالي ورفعوا العلم على أسوار المطار، بحسب ناشطين، كما أسروا ضابطاً برتبة رائد طيار من مرتبات مطار التيفور، مشيرين إلى أنه مدير البرج ومسؤول التنسيق وحركة الإقلاع في المطار. وفي ريف دمشق تستمر الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي للسيطرة على درايا وفقا لما ذكر مراسل سكاي نيوز عربية. وبث ناشطون على شبكة الإنترنت شريطا مصورا يظهر الاشتباكات وعمليات القصف التي تدور في المدينة. وذكر الناشطون في الشريط أن الجيش السوري يدك المدينة بقصف مدفعي، كما أشاروا إلى أن القصف طال دورا للعبادة حسب تعبيرهم. كما أظهر شريط آخر آثار الخراب والدمار الذي لحق بالمدينة نتيجة العمليات والاشتباكات المسلحة التي تجري بين الجيشين السوري والحر، وذكر نشطاء من المجلس المحلي لمدينة داريا أن القصف الذي شنته قوات الجيش ألحق حرائقا وأضرارا كبيرة. كما تعرضت بلدة بيت سحم في ريف دمشق للحصار أيضا وسط ما وصفه ناشطون معارضون ب"حالة إنسانية صعبة جدا" نتيجة انقطاع التيار الكهربائي والماء والاتصالات وفقدان كامل لمادة الوقود. يأتي ذلك غداة يوم قتل فيه 120 سوريا بأعمال العنف التي تشهدها مدن سورية عدة. يأتي هذا في الوقت الذي اعتبر فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ، اليوم الاحد، ان استبعاد الرئيس بشار الاسد عن العملية السياسية في سوريا غير وارد في بيان جنيف وهو على اي حال امر "يستحيل تنفيذه". ونقلت وكالات الانباء الروسية عن لافروف قوله "ان شركاءنا مقتنعون بانه من الضروري مسبقا استبعاد بشار الاسد عن العملية السياسية. انه شرط مسبق غير وارد في بيان جنيف (الذي اقرته الدول الكبرى في حزيران \يونيو الماضي) كما انه يستحيل تنفيذه لانه ليس بيد احد" تنفيذه. واضاف لافروف "في حال الاصرار على استبعاد الرئيس السوري كشرط مسبق فان الثمن عندها، وكما سبق وقلت، سيكون ايضا المزيد والمزيد من الضحايا، وعلى الذين يؤيدون هذا الموقف تحمل المسؤولية ذلك"، معتبرا ان الشروط المسبقة تجعل من "المستحيل البدء في حوار". وكانت موسكو شددت السبت على اهمية البيان الذي اعتمد في جنيف في الثلاثين من حزيران (يونيو) من قبل مجموعة الاتصال حول سوريا التي تضم بشكل خاص الدول الكبرى. ويتضمن بيان جنيف الدعوة الى مرحلة انتقالية سياسية بمشاركة جميع اطراف النزاع وتشكيل حكومة انتقالية "كاملة الصلاحيات" الا انه لا يتطرق بشكل واضح الى مصير الاسد. واعلن الموفد الدولي والعربي الاخضر الابراهيمي في ختام اجتماع الجمعة في جنيف مع ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة انه تم الاتفاق بين الاطراف الثلاثة على "ان كامل الصلاحيات التنفيذية (للحكومة الانتقالية) يعني كل صلاحيات الدولة". وتعتبر واشنطن ان بيان جنيف يفتح الباب امام "ما بعد الاسد"، في حين ان موسكو وبكين تعتبران انه يعود للسوريين وحدهم تقرير مستقبلهم ومستقبل الاسد. كما نقلت وكالات انباء روسية عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله اليوم الاحد ان المعارضة السورية ينبغي ان تقترح افكارا من جانبها للحوار مع دمشق ردا على تلك التي طرحها الرئيس بشار الاسد في خطابه الاسبوع الماضي. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن لافروف قوله بعد محادثات مع نظيره الاوكراني في مدينة تشيرنوفتسي الاوكرانية "طرح الرئيس الاسد مبادرات تهدف الى دعوة كل افراد المعارضة للحوار. نعم.. هذه المبادرات ربما لا تذهب الى مدى كاف. ربما لن تبدو جادة بالنسبة للبعض لكنها مقترحات". واضاف "لو كنت مكان المعارضة لتقدمت بأفكاري كرد بشأن كيفية اجراء حوار".