يحشد حزب المؤتمر الشعبي العام أنصاره لإقامة احتفالية ما أسماها بالذكرى الأولى لتسليم رئاسة البلاد إلى الرئيس عبدربه منصور هادي بعد احتجاجات لمدة عام كامل انتهت بإجراء إنتخابات مبكرة لتسليم السلطة وفقا للمبادرة الخليجية. وأطلق العشرات من مناصري الرئيس السابق على عبدالله صالح في مواقع التواصل الإجتماعي الدعوات لحشد ما تبقى من أنصاره لحضور ما أسموه «يوم الوفاء للزعيم». وكان محافظ محافظة حجة اللواء علي بن علي القيسي عقد لقاء خاصا الأحد الماضي بقيادات المؤتمر الشعبي العام وحثهم على حشد أكبر قدر من المواطنين للمشاركة في مهرجان «الوفاء للزعيم» وطلب منهم حشد ما لا يقل عن خمسون سيارة لمناصرة الرئيس السابق والضغط عليه بعدم السفر إلى خارج اليمن. وحذر الشيخ عبدالغني حفظ الله جميل محافظ محافظة صنعاء من مغبة التداعيات التي ستترتب على تلك الدعوات الحاقدة وذلك في اتجاه تأزيم الاوضاع السياسية التي تشهدها البلد، وإعاقة مسار التسوية السياسية، داعياً أبناء محافظة صنعاء بمختلف فئاتهم وشرائحهم وانتماءاتهم إلى عدم الانجرار وراء الدعوات التي يطلقها البعض للاحتشاد والتظاهر غداً الأربعاء في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء. ويأتي هذا الحشد في ظل غياب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وانشغاله في الإطلاع على الأوضاع وأحداث العنف التي شهدتها المحافظات الجنوبية خلال الأيام الماضية. ويرى مراقبون أن صالح استغل غياب الرئيس هادي ووجدها فرصة مناسبة لمحاولة حشد أنصاره للتظاهر، كوفاء له واحتفاء بمرور عام عن تخليه عن السلطة. واعتبروا المهرجان سابقة إعلامية خطيرة يسعى من خلالها الرئيس السابق إلى تقويض المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة وخاصة في ظل أحداث العنف التي تشهدها المحافظات الجنوبية. واعتبر المراقبون أن الدعوة التي أطلقها الرئيس السابق لأنصاره للاحتشاد غداً الاربعاء، والتي قال إنه سيحضرها لإلقاء كلمة وصفها ب «التاريخية»، هي محاولة لإثارة المشكلات وافتعال صراعات جديدة بهدف عرقلة وإفشال مؤتمر الحوار المتوقع انعقاده خلال مارس القادم، فضلاً عن كونه تحدياً واضحاً لمجلس الأمن الذي أصدر بياناً قبل أيام وحمل فيه علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض مسؤولية عرقلة انتقال السلطة في اليمن.