في السابق، كان المؤتمر الشعبي العام يحشد الناس إلى الفعاليات العامة والمهرجانات عبر سيارات تحمل مكبرات الصوت تجوب الحارات، اليوم تغير الوضع: «لم تعد هناك سيارات تحدث جلبة ولا باصات». يحتفي اليوم حزب المؤتمر بما أطلق عليه «مهرجان الوفاء بالوعد»، كما تقول بيانات منظمو المهرجان، «بمناسبة الذكرى الأولى للانتخابات الرئاسية المبكرة والتداول السلمي للسلطة في ال27 من فبراير العام الماضي بميدان السبعين بصنعاء».
كانت سيارة صغيرة تقل أربع شابات كنّ يحشدن الناس للمشاركة في احتفائية إلى ميدان السبعين، رفعت بصوتها عبر ميكرفون صغير، لكنه لم يسلم من الشتائم.
على طول شارع بغداد وسط العاصمة صنعاء، حاولت أمس سيارة على متنها شابات ينتمن إلى حزب المؤتمر الشعبي العام دعوة المارة والمتواجدين في منازلهم إلى الاحتشاد اليوم الأربعاء في ميدان السبعين حيث المكان المقرر لإقامة الاحتفائية.
وأطلق شبان عبارات سخرية، وتناوب بعض المارة في رمق السيارة والشابة التي كانت تتحدث عبر مايكرفون صغير باستهزاء بالغ.
ويتذكر اليمنيون سنوات الحشد التي كان المؤتمر يقوم بها من خلال مئات السيارات التي تحمل إعلامه وميكرفوناته الضخمة، وتوزيع أموال على عقال الحارات لحشد السكان مقابل النقود، لكنه هوجته تضاءلت إلى الاستعانة بشابات وسيارة صغيرة.
ويقول حزب المؤتمر إن هذا اليوم يتوافق مع احتفال رمزي شهده دار الرئاسة في ال27 من العام الماضي، وتظاهر فيها الرئيس السابق علي عبدالله صالح بتسليم السلطة لخلفه الرئيس هادي، الذي انتخب في الشهر ذاته، عبر تسليمه العلم الوطني.
ويحاول حزب صالح في احتفائيته هذه اختبار شعبيته التي تضاءلت إلى حد كبير، بعد اندلاع الانتفاضة الشعبية منتصف يناير 2011 والتي أطاحت به كرئيس للبلاد لكن ما يزال متشبثاً بالحزب الذي حكم عبره اليمن 33 عاماً.
وغالباً ما حاول صالح الظهور في المشهد السياسي في اليمن عبر وسائل إعلام يمولها، بعد أن عزلت الانتفاضة الشعبية قواه ونفوذه الكبير، ومباهاته التي ألفها منذ تمسكه بزمام الحكم منذ 33 عاماً.
وقاد حزب المؤتمر سبيله في العمل السياسي عبر شراء الولاءات من زعماء القبائل واستطاع الاستفادة من الجهل الذي يبسط في الأرياف، وإغراء الفقراء والتعساء لدعمه في الانتخابات عبر المال والنفوذ.
ولم يشاطر أحداً رئاسة الحزب الذي تزاوج بالسلطة منذ تأسيسه في أغسطس 1982غير علي عبدالله صالح، وبعد الإطاحة بالأخير، ما زال يراهن في العودة إلى المشهد السياسي عبر الحزب.
وألقى صالح في احتفال دار الرئاسة العام الماضي كلمة مرتجلة قال فيها إن ما قام به إرساء جديد للتبادل السلمي للسلطة في اليمن، وأن الشعب هو مصدر القوة والسلطة.
ورغم مرور عام على عزله من قيادة سلطات الدولة في اليمن، ما يزال يملك نفوذاً في أجهزة حكومية وعسكرية متعددة.
واتهم مجلس الأمن الدولي الرئيس السابق بمحاولة عرقلة المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد بموجب اتفاق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
ويستعد الحزب للاحتفال بميدان السبعين، لكن تجاوب الأعضاء والمؤيدين بدى متفاوتاً هذه المره، بعد الحديث عن محاولات صالح التلويح بورقة جمع الحشود، عقب اتهام مجلس الأمن لصالح ونائبه الأسبق علي سالم البيض بعرقلة المرحلة الانتقالية في البلاد.
وكثف موقع «المؤتمر نت» حتى ساعة متأخرة من مساء أمس نشر أخبار يقول إن «آلالافاً» من أنصاره يتوافدون من محافظات الجمهوري إلى العاصمة للمشاركة في «مهرجان الوفاء».
ونقل الموقع عن مشاركين نيتتهم إثبات تواجد المؤتمريين «القوي وحضورهم الطاغي في المشهد اليمني كتنظيم رائد للتحولات الديمقراطية وصاحب الرقم الأقوى في المعادلة الجماهيرية».
وزعم بنقل حديث لهم بالقول إن الرئيس السابق هو «صاحب فكرة المبادرة الخليجية» وقاوم «المحاولات الإنقلابية التي قادتها بعض الأطراف وكادت تدخل في حرب أهلية».