تسیر الخطوط الجویة العراقیة الیوم أولى رحلاتھا المباشرة إلى دولة الكویت بعد قطیعة دامت نحو ربع قرن منذ الغزو العراقي للكویت عام 1990. وقال معاون مدیر عام شركة الخطوط الجویة العراقیة مجید العامري في تصریح ل«الشرق الأوسط» إن «هذه الرحلة ستكون ذات طابع احتفالي ومن خلال طائرة حدیثة من نوع إیرباص ومن المؤمل أن یكون على متن هذه الرحلة إما وزیر النقل هادي العامري أو الوكیل الأقدم للوزارة مع مسؤولین كبار آخرین من بینھم نواب ومسؤولون في السفارة الكویتیة بالعراق». وأضاف العامري أن «هذه الرحلة الأولى تأتي بعد قطیعة قسریة كانت صعبة علینا في العراق أو الكویت بعد أن انتھت كل الإشكالیات التي شكلت عائقا طوال هذه الفترة أمام استئناف رحلات الطیران بین البلدین الشقیقین»، مشیرا إلى أن «صدور المرسوم الأمیري بإنھاء الدعاوى الخاصة من قبل الخطوط الكویتیة ضد شركة الخطوط الجویة العراقیة كان أمرا في منتھى الأهمیة لأنھ فتح الباب أمام استئناف الرحلات الجویة العراقیة وبشكل مباشر إلى مختلف دول العالم». وأوضح العامري أن «التوجیھات التي أصدرها رئیس الوزراء نوري المالكي بضرورة افتتاح هذا الخط كانت أیضا من العوامل المباشرة في تذلیل كل الصعوبات التي كانت تحول دون ذلك». وبشأن تأثیر افتتاح هذا الخط على العلاقات بین البلدین قال العامري إن «تسییر رحلات مباشرة بین العراق والكویت سیفتح الباب واسعا أمام تنمیة سریعة للعلاقات بین البلدین في مختلف المجالات الاقتصادیة والعلمیة والسیاحیة وغیرها من المجالات والمیادین». وبشأن عدد الرحلات التي سوف یتم تسییرها أسبوعیا من العراق إلى الكویت عبر شركة الخطوط الجویة العراقیة قال العامري إن «عدد الرحلات ستكون ثلاث رحلات في الأسبوع وكالتالي: بغداد – الكویت ونجف – الكویت، وأربیل – الكویت». وكان وزیر النقل العراقي هادي العامري انه قد وجه الدعوة إلى عدد من أعضاء مجلس النواب العراقي والسفیر الكویتي في بغداد للمشاركة في رحلة الافتتاح. وأكد العامري في بیان أن «هذا الحدث جاء بعد جھود حثیثة بذلت من قبل السلطات المعنیة في البلدین لحل المشكلات الموروثة وحسم الدعاوى القانونیة»، متمنیا أن «تكون رحلة الافتتاح هذه مناسبة لإعادة العلاقات الثنائیة بین العراق والكویت إلى ما كانت علیھ بما یخدم الشعبین الشقیقین». وكانت العلاقات العراقیة – الكویتیة قد أخذت مسارا مختلفا بعد عام 2003 ففي الوقت الذي دعمت فیھ الكویت العملیة السیاسیة في العراق بقوة إلا أن الملفات العالقة بین البلدین والموروثة من حقبة صدام حسین ظلت تلقي بظلالھا على العلاقات لا سیما الدیون والتعویضات. ففیما طلب النظام السیاسي الجدید في العراق من الكویت «إطفاء الدیون» الكویتیة على العراق وخفض التعویضات فإن الكویت أعلنت رفضھا لذلك، وهو ما خلق نوعا من التوتر في العلاقات لا سیما البرلمانیة بین البلدین. لكن التطور الھام في العلاقات بین بغداد والكویت تمثل في الزیارة التي وصفت بالتاریخیة والتي قام بھا أمیر دولة الكویت الشیخ صباح الأحمدبعدقطیعة ربع قرن.. الخطوط الجویة العراقیةتدشن الیوم أولى رحلاتھا إلى الكویت 2013/2/27 الصباح إلى العراق خلال شھر مارس (آذار) الماضي عندما شارك في مؤتمر القمة العربیة في بغداد. وبعدها، تبادل البلدان عدة زیارات هامة من بینھا زیارة قام بھا رئیس الوزراء نوري المالكي إلى الكویت وقبلھا زیارة قام بھا رئیس البرلمان أسامة النجیفي تلتھا زیارة لرئیس الوزراء الكویتي إلى بغداد. وعلى الرغم من الأزمة التي ترتبت على قیام الكویت ببناء میناء مبارك بالقرب من میناء الفاو العراقي إلا أن إعلان الكویت إلغاء المرحلة الرابعة من المیناء أعاد المیاه إلى مجاریھا بین البلدین.